التنظيم انقلب على حليفته «أحرار الشام» واعتقل متزعمين فيها … «النصرة» يسيطر على مقار «السلطان مراد» في عفرين!
| وكالات
فيما يبدو أنها بموافقة ضمنية من الإدارة التركية، سيطر تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على مقار تابعة لميليشيات «السلطان مراد» الموالية للاحتلال التركي في مدينة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي من دون أي مقاومة تذكر من الأخيرة، بالتزامن مع حملة اعتقالات شنها مسلحو التنظيم في المنطقة طالت عدداً من المتزعمين البارزين في ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» بينهم المدعو أبو دجانة الكردي عقب أنباء عن نية الأخير الخروج من عباءة التنظيم.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس أن «النصرة» سيطر مساء الإثنين على مقار تابعة لـ«فرقة السلطان مراد» بالقرب من مبنى السرايا القديم (مبنى مصرف التسليف الشعبي) وسط مدينة عفرين، وذلك بعد اقتحام مسلحي التنظيم مقر ما تسمى «لجنة رد الحقوق والمظالم» التابعة لتلك الميليشيات عقب محاصرته ونشر القناصات على الأبنية السكنية في محيط المقر.
ووفقاً للمصادر، فإن «النصرة» سبق أن طلب من «السلطان مراد» تسليمه كل المقار العسكرية التي كانت ميليشيات «الجبهة الشامية» تتخذها سابقاً مقار لها، إلا أن «السلطان مراد» رفضت طلب «النصرة»، ليبدأ الأخير بإرسال قوات عسكرية إلى محيط المقر وحصاره من 4 جهات ونشر القناصات على الأبنية السكنية، وتوجيه إنذار أخير لـ«السلطان مراد» بضرورة إخلاء المقر قبيل الهجوم عليه.
ولفتت المصادر إلى أنه وخوفاً من الصدام مع تنظيم «النصرة» انسحبت «السلطان مراد» من المقر من دون مقاومة.
وتوجهت قوة عسكرية أخرى تابعة لــــ«النصرة» بزعامة الإرهابي أبو عبد اللـه العراقي حسب المصادر، إلى مقر آخر لـ«السلطان مراد» يقع خلف مبنى السرايا القديم، وسيطرت عليه أيضاً من دون مقاومة تذكر من الميليشيات.
وفي العاشر من شهر تشرين الأول الماضي، اندلع اقتتال بين مرتزقة الاحتلال التركي واستمر لعدة أيام في المناطق التي يحتلها شمال سورية، وذلك على خلفية مقتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته الحامل في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وتوسعت ساحة المواجهات حينها بين هذه المرتزقة، لتشمل أرياف حلب الشمالية والشرقية والغربية، وأدت إلى انقسامات واسعة في صفوفها، ليدخل عقب ذلك تنظيم «النصرة» على الخط ويفرض سيطرته على مدينة عفرين في 13 من الشهر ذاته بتواطؤ من الاحتلال التركي الذي غض الطرف عن وجوده فيها.
من جهته، نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني عن مصادر محلية تأكيدها أن مسلحي «النصرة» نفذوا حملة مداهمات طالت مقار تابعة لحليفته ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» الموالية للاحتلال التركي في منطقة عفرين، بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت عدداً من المتزعمين البارزين في الميليشيات.
وأوضحت المصادر أن دوريات تابعة لـ«النصرة» تحركت بشكل مفاجئ ليل الإثنين- الثلاثاء وداهمت مقار «أحرار الشام» في مدينة عفرين وريفها، واعتقلت عدداً من مسلحي «الحركة»، بالتزامن مع قيام مسلحي «النصرة» المسيطرين على معبر الغزاوية بين ريفي حلب الشمال والغربي، باعتقال المتزعم الأبرز في «أحرار الشام» الملقب أبو دجانة الكردي أثناء وجوده في المعبر.
اعتقال «النصرة» لـ أبو دجانة المسؤول عما يُسمى القاطع الشرقي لـ«أحرار الشام»، تزامن أيضاً حسب المصادر، مع مهاجمة المسؤول الثاني عن القاطع في «الحركة»، المتزعم الملقب أبو الوليد، بغية اعتقاله، إلا أن الأخير تمكن من الفرار بعد تبادل لإطلاق النار مع مسلحي «النصرة»، في حين أصيب اثنان من مرافقيه بجروح خطرة خلال الاشتباك.
والأمر اللافت حسب المصادر، تمثل في الانقلاب المفاجئ من تنظيم «النصرة» على حليفته «أحرار الشام»، وخاصة لناحية اعتقال أبو دجانة الذي كان اعتقاله سابقاً لدى «الجبهة الشامية»، واحداً من أبرز أسباب الاقتتال الدموي التي تذرع بها تنظيم «النصرة» آنذاك لمحاربة «الشامية»، التي اضطرت في النهاية إلى إطلاق سراح المتزعم.
وتوقعت المصادر أن أسباب التحرك الذي نفذه «النصرة»، تعود إلى ورود معلومات لمتزعم التنظيم الإرهابي أبو محمد الجولاني حول عزم أبو دجانة إلى جانب عدد من المتزعمين البارزين في «أحرار الشام»، الخروج عن عباءة ميليشيات «الفيلق الثاني» الذي يضم ميليشيات موالية لـ«النصرة»، وإجراء تحالفات جديدة مع «الفيلق الثالث» بزعامة «الجبهة الشامية» التي تُعدّ من أشدّ ميليشيات ريف حلب الشمالي معاداةً لـ«النصرة».