رياضة

عورات التحكيم

| بسام جميدة

عندما نتلمس مواجع رياضتنا، نجدها كثيرة ومؤلمة ولعل أكثرها إيلاما تلك الخاصرة التي لا تكاد تتوقف عن النزف، وهي التي ينزوي فيها التحكيم.

لن نرد كل خيباتنا وفجائعنا للتحكيم وما قدم لنا من فصول هزيلة على مدى سنوات مضت، لأن كلها حلقات متصلة ببعضها.

ولن نسترجع بذاكرتنا وذكرياتكم فصولاً مريرة مع التحكيم الذي تسبب بكثير من الفصول الهزلية، بل وكان أحد أبطالها على مختلف ملاعبنا وذاق مرارته أغلبية الأندية من دون استثناء.

آخر ما حرر في هذا الموسم يكشف للعيان البنية الهشة للتحكيم السوري والفوارق الكبيرة بيننا وبين أقرب الأشقاء منا عندما طلبناهم للتحكيم بيننا!

فشل الحضور الخارجي بكفاءة عالية والغياب عن الساحات الدولية والقارية والعربية هو نتاج هذه الخيبات وعدم الاهتمام بالحكام والتحكيم.

وحتى لا نلقي بالحمل كله على أكتاف أولي الأمر في رياضتنا، فإن الحكام هم أنفسهم مطالبون بتطوير أنفسهم إذا كانوا قد امتهنوا هذه المهنة عن سابق تصميم وإرادة.

لن تلقي بالشبهات على أحد دون دليل، وإن كنا شاهدين على كثير منها خلال متابعتنا الطويلة لكرة القدم، فإن أغلبية الحكام يعرضون أنفسهم لهذه الشبهات من خلال الصافرات المهزوزة والتعاطف وحتى تمرير كثير من الأمور بغياب العين البصيرة وأدوات المراقبة والتصوير وحتى التحليل الناضج من دون عواطف وميول على مبدأ «حكلي لحكلك».

لن نبرر للجماهير ردات فعلها تجاه الأخطاء التحكيمية ولكننا لا نعفي الحكام من مسؤولياتهم ولا يمكن أن تتجاوز كثيراً من أخطائهم التي لا يمكن أن يقع بها حكام «أغرار».

معالجة أمور التحكيم خطوة مهمة للتخلص من كثير من المنغصات، والعوز الاقتصادي لا يبرر لأي كان أن يضع نفسه في أي شبهات مهما كانت، والاعتراف بالأخطاء من قبل لجنة الحكام ومعالجتها ومواجهة الحكام فيها أحد مهامها، وخصوصاً بعد توفير كثير من الأدوات والمستلزمات للحكام.

جرأة لجنة الأخلاق والانضباط في معالجة إحدى هذه الحالات وتصويبها خطوة تُحسب لهم، ونتمنى أن تعاد الحسابات في حوادث سابقة جرت كان أبطالها الحكام، ولعل جرأة أحد الحكام باعتزال التحكيم جراء ما وقع به أيضاً يقع في خانة الوجع التحكيمي.

لن نبرأ ساحة الحكام، إذا لم يبرئوها بأنفسهم من خلال أدائهم المتميز والعادل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن