واشنطن: القرار 2254 هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية! … أميركا تتحرك لمنع الانفتاح على دمشق ومخابراتها تجتمع بعشائر لتشكل «المجلس العسكري في الجزيرة»
| الوطن - وكالات
على وقع الوساطة الروسية للتقريب بين دمشق وأنقرة، ومع التحرك العربي باتجاه العاصمة السورية، تحركت واشنطن سريعاً واستنفرت مبعوثيها واستخباراتها لقطع الطريق على حوار قد يجري في المنطقة، وينتج معطيات ليست في مصلحة سياساتها.
وعلى حين عقدت المخابرات الأميركية اجتماعات داخل قاعدة الاحتلال غير الشرعية في رميلان بمحافظة الحسكة مع شخصيات من عشيرة شمّر، بهدف تشكيل ميليشيات مسلحة تحت مسمى «المجلس العسكري في الجزيرة»، سيكون مسؤولاً عن الانتشار في المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، أجرى نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش، والمبعوث الألماني الخاص إلى سورية ستيفين شنيك، والمبعوثة الفرنسية إلى سورية بريجيت كرمي، والمبعوث البريطاني إلى سورية جوناثان هارغريفز في جنيف أمس، محادثات مع ما يسمى هيئة التفاوض ضمت رئيس الهيئة بدر جاموس، والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة، انتهى إلى التأكيد على ربط أي تحرك سياسي في الملف السوري بتنفيذ القرار 2254 وفقاً للفهم الأميركي للقرار.
التحركات الأميركية التي بدا أن هدفها واضح لجهة قطع الطريق على أي تحرك سياسي في المنطقة وخطوات الانفتاح على دمشق، كشفت أيضاً عن نيات أميركية لسحب ملف التفاوض الخاص بالمعارضة السورية من يد تركيا وحصره بيد واشنطن، وهذا ما كشف عنه بيان الخارجية الأميركية أمس والذي شدد على أن قرار مجلس الأمن 2254 هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية.
وكشفت وزارة الخارجية الأميركية أمس في بيان أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون عقد لقاءً في جنيف مع ممثلي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة على مستوى المبعوثين لمناقشة الأزمة في سورية، ولفتت إلى أن الدول المشاركة أكدت دعمها الثابت لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
على المقلب الآخر قالت مصادر كردية مقربة من «قسد»، حسب وكالة أنباء «آسيا»: إن المخابرات الأميركية عقدت عدة اجتماعات داخل قاعدة رميلان مع شخصيات من عشيرة شمّر العربية بهدف تشكيل ميليشيات مسلحة تحت مسمى «المجلس العسكري في الجزيرة».
وأوضحت المصادر، أن «المجلس» سيكون مسؤولاً عن الانتشار في المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك ضمن خطة لإعادة هيكلة «قسد»، بما يخدم إنهاء التهديدات التركية للأخيرة باجتياح مناطق سيطرتها في شمال سورية.
وذكرت الوكالة أنه وحسب المعلومات، فإن اجتماعاً بين شخصيات من آل الجربا وآل الحميدي، عقد في داخل قاعدة رميلان خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، ويهدف لتكليف هذه الشخصيات بقيادة «المجلس العسكري» الجديد، مشيرة إلى أن متزعم ميليشيات «قسد» مظلوم عبدي رفض تكليف الرئيس الأسبق لما يسمى «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا، بقيادة هذه الميليشيات، نظراً للخلافات العميقة مع الجربا فيما يخص الشمال السوري، منذ أن شكل الأخير ما يسمى «تيار الغد المعارض»، الذي لديه ميليشيات مسلحة تسمى «قوات النخبة»، علماً أن تعداد هذه الميليشيات تراجع بعد أن انسحب بقرار أميركي من المناطق الواقعة جنوب غرب محافظة الحسكة قبل ثلاثة أعوام.
ونقلت الوكالة عن المصادر ذاتها أن الاجتماعات التي تعقد بين قوات الاحتلال الأميركي وممثلين عن «قسد»، تشير إلى طمأنة الأخيرة إلى أن الدور القيادي للشخصيات الكردية لن يتراجع، وما سيتم فعلياً هو إعادة هيكلة شكلية تتمثل بتشكيل ما يسمى «مجلس الرقة العسكري» الذي يتم تشكيله حالياً بقيادة المدعو أحمد العلوش، المتزعم السابق لميليشيات «لواء ثوار الرقة»، التي تم حلها في صيف العام 2018 بعد خلافات مع قيادات «قسد».