غالباً ما نكون محاصرين بعنوانين سلبيين في كرة القدم السورية، الأول: عبثٌ في الأداء (إدارياً وفنياً وتحكيمياً وحتى جماهيرياً)، والثاني: بيع أوهام وأضغاث أحلام من خلال تصريحات لا علاقة لها بالواقع، واختلاق مسوغات، والهروب إلى الأمام.
الآن المشهد أكثر وضوحاً، والعبث وصل الذروة، كيف لا وفريق الجزيرة حتى الآن خارج الدوري بقرار اتحادي، وسيعود (حتماً سيعود)، والكرامة يختلق قصة وجع جديدة لاتحاد الكرة، وينسحب من مباراته أمام جبلة، (الكرماويون يصرون أنهم لم ينسحبوا)، والقرار القادم سيضيف المزيد من الزيت إلى النار المستعرة في الدوري الذي جنوا عليه وأسموه ممتازاً!
وفي أفق التصريحات، تسابق (المتلونون) للتغني بنجاح السيد صلاح الدين رمضان بعضوية اتحاد غرب آسيا، وأن هذه العضوية ستضع كرتنا (في الواجهة)!
ما الذي يمكن أن يضيفه اتحاد غرب آسيا للكرة السورية، وهل أنجز السيد صلاح رمضان كل الملفات الداخلية الخاصة بكرة القدم السورية، ولديه الوقت للسفر وحضور الاجتماعات؟
قبل أن ينطلق الدوري السوري لكرة القدم، لم نكن الوحيدين الذين نحذّر من إخفاقه لأن المقدمات كانت واضحة، وحتى الآن لم يفرز هذا الدوري كلّ سلبياته، ونخشى أن يكون القادم فيه أسوأ بكثير مما مضى، والأبشع من هذا كله أن المعالجات التي تتم ليست صارمة، وليست مبنية على ثوابت، وقد تتغيّر من فريق لآخر، حتى لو كانت الحالة مشابهة.
الثقافة الكروية التي تحدثنا عنها هنا أكثر من مرة، وأشرنا إلى حالتين وقع بهما اثنان من منتخباتنا (منتخب السيدات في بيروت ومنتخب الشباب في الأردن)، هي نتاج هذا الدوري، ونتاج هذه العقلية، والثقافة التي نتحدث عنها نمت من بين أصابع التخلف، فإذا انسحب منتخب وطني من مباراة، فطبيعي أن ينسحب فريق واثنان وثلاثة من الدوري.. وسلام يا سادة.. سلام!