الخبر الرئيسي

رصاصات المقاومة تهزُّ كيان الاحتلال و60 بالمئة من جيشه ينتشر في الضفة ويطلب من المستوطنين حمل السلاح … فلسطين لن تموت.. وجيل جديد ينتفض من قدسها

| الوطن

أعادت رصاصات المقاومة الفلسطينية في وجه العدو الإسرائيلي، التذكير بأن فلسطين لن تموت، وكل محاولات كي الوعي وفرض التطبيع وتغيير بوصلة العدو لا نفع لها، فقضية فلسطين لن تذهب بالتقادم، وسنوات الاحتلال ومجازره لن تنسى، فهي باقية في وجدان الجميع، ووصية سيتركها على مر الزمان آباء وأمهات فلسطين لأبنائهم البررة الذين حملوا وسيحملون قضيتهم العادلة حتى تحقيق مطالبهم واستعادة أرضهم المحتلة.

أول أمس، اخترقت رصاصات المقاومة الفلسطينية قلب كيان الاحتلال الإسرائيلي في حي النبي يعقوب شمال القدس المحتلة، واستهدف أحد شبان المقاومة غير المنتمين لأي فصيل فلسطيني، مستوطني القدس المحتلة مردداً شعار الانتقام لشهداء جنين الذين قتلهم الاحتلال بدم بارد، حيث قتل تسعة مستوطنين وجرح ستة آخرين، في عملية بطولية اعتبرتها أوساط الصهاينة بأنها مؤلمة، فيما وصفها الإعلام العبري بالأكثر احترافية، محذراً من «الوضع الأمني الخطير» الذي تعيشه الضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يذكّر بالوضع إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

مُنفذ العملية البطولية الشهيد خيري علقم يبلغ من العمر 21 عاماً، وهو من الجيل الثالث ما بعد نكسة عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، وهو من سكان شرق مدينة القدس المحتلة، وسُمي تيمناً بجدِّه الشهيد علقم خيري، الذي طعنه أحد المستوطنين حتى الموت أثناء توجهه إلى عمله في البناء يوم 13 أيار 1998.

حكومة الاحتلال استنفرت، ورئيسها بنيامين نتنياهو هدد بالتصعيد، واعتبر أن الرد على عملية القدس سيكون قوياً وسريعاً ودقيقاً، وقال: «نشرنا التعزيزات اللازمة سنهدم البيوت بعملية سريعة ولا نسعى للتصعيد لكننا جاهزون لكل طارئ».

وبعد ساعات من عملية القدس، أصيب إسرائيليان اثنان بإطلاق نار جديد في سلوان بالقدس المحتلة، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز فرقة الضفة الغربية بكتيبة إضافية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن إصابة الجريحين الإسرائيليين تعد خطرة، وأن واحداً منهما فاقد للوعي، مشيرة إلى أن أحد المصابين في عملية القدس أمس هو ضابط في الوحدات القتالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتحدثت تقارير إعلامية عن أن 60 بالمئة من جيش الاحتلال وجميع كتائبه وفرقه العسكرية ودباباته موجودة في الضفة الغربية، ولا تستطيع أن تمنح الجنود الأمان.

وحسب مراسل «الميادين» لا تنزل قوات الاحتلال إلى الشارع من دون سلاح الطيران، وتستخدم يومياً أهم برامج التجسس الحديثة والأخطر في العالم للتعرف إلى الوجوه وملاحقة الفلسطينيين، وعلى الرغم من ذلك، لم يتعرف «الشاباك» الإسرائيلي إلى هذه الوجوه ولم يتوقع العمليات الفلسطينية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن الناطق باسم شرطة الاحتلال أن من لديه رخصة حمل سلاح فليحمل سلاحه معه، وأصدر المفتش العام لشرطة الاحتلال كوبي شفتاي، قراراً أوعز فيه برفع حالة الاستنفار إلى أعلى مستوى في كل إسرائيل، وذلك في أعقاب تقدير للوضع أجراه على خلفية عملية القدس.

وشكلت عملية القدس صفعة مدوية وموجعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة ولمنظومتها الاستخباراتية، وأربكت حساباتها الأمنية، وجعلتها في حالة هستيريا وعجز تام، حيث كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الكابينت وهو المجلس الأمني المصغر، سيناقش عدة خيارات للرد، بينها رصد ميزانية مالية ضخمة لشراء آلاف قطع السلاح لمصلحة المستوطنين، وتذليل العقبات أمام الحصول على رخص السلاح، كما سيطرح نتنياهو مسألة إبعاد عائلات منفذي العمليات وإغلاق منازلهم بشكل فوري، أو خلال أيام معدودة فقط حتى لا يتم فقدان تأثير عمليات هدم المنازل.

الفصائل الفلسطينية من جهتها، باركت عملية القدس البطولية، وأكدت أنها تعبير عن تمسك الشعب الفلسطيني بطريق الشهادة والمقاومة، وتظهر مدى هشاشة وعجز المنظومة الأمنية للعدو الصهيوني المجرم، وفشل مخططاته وعملياته العدوانية، كما أشادت بعملية سلوان البطولية التي جاءت في أعقاب عملية الشهيد خيري علقم.

حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين أثنت على العملية الفدائية أمس في مدينة القدس التي تنتفض من جديد في وجه الاحتلال، وقالت: إن العملية البطولية، جاءت بعد يوم من عملية الشهيد خيري علقم الذي نفذ عمليته الفدائية، أول من أمس، لتضرب المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ولتؤكد أن الاحتلال لن ينعم بالأمن على أرضنا.

ورأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بيان، تلقت «الوطن» نسخة منه، أن هذه العملية من قلب مدينة القدس، تؤكد أن الصراع مفتوح مع العدو الصهيوني على كل بقعة من أرض فلسطين، ولفتت إلى أن هذه العملية تأتي تأكيداً على هوية القدس الفلسطينية ومكانتها السياسية والدينية النقيضة لمخططات العدو الرامية إلى تهويدها.

من جانبه عدّ المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، العملية الفدائية في سلوان في القدس المحتلة، تأكيداً على استمرار الفعل المقاوم على كل الأرض المحتلة.

وأضاف: إنها رد على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وإن المعركة ضد الاحتلال مستمرة ومتواصلة حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وإن كل إرهاب الجيش الإسرائيلي لن يوقف نضال الشعب الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن