أوباما يدعو أردوغان إلى سحب قواته من العراق والعبادي يلوح بإجراءات ضد تركيا
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى احترام سيادة ووحدة الأراضي العراقية واتخاذ ما يلزم بما في ذلك سحب قوات بلاده من العراق، في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي أن بلاده لن تسمح ببقاء القوات التركية في العراق، متوعداً باتخاذ إجراءات إذا لم تسحب أنقرة جنودها، على حين أقر الجيش الأميركي بأن «التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب» نفذ غارة جوية «قد تكون أسفرت عن مقتل جنود عراقيين»، وهذا ما أكده وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي.
وقال بيان للبيت الأبيض أمس: إن أوباما «أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث الجدل الدائر بين أنقرة وبغداد بسبب دخول قوات تركية إلى شمال العراق. ودعا أوباما أردوغان إلى اتخاذ تدابير إضافية لوقف تصعيد التوتر في العلاقات مع العراق بما في ذلك عن طريق سحب القوات التركية».
وحث الرئيس الأميركي أيضاً نظيره التركي على احترام سيادة ووحدة أراضي العراق، كما اتفق الرئيسان على بذل المزيد من الجهود من طرف الولايات المتحدة وتركيا والعراق بهدف خفض التوتر وتنسيق الجهود العسكرية لمحاربة تنظيم داعش.
في السياق ذاته أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن حكومة بغداد لن تسمح ببقاء القوات التركية في العراق، متوعداً باتخاذ إجراءات إذا لم تسحب أنقرة جنودها. وحذر العبادي، مما سماها محاولات جهات تعمل بـ«أجندات معروفة لإثارة الفتن» في العراق، مجدداً تأكيده أن حكومته لن تسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يساند العراق أمام انتهاك تركيا لسيادة أراضيه.
وأرجع العبادي رفض أنقرة سحب تلك القوات إلى «خشية مسؤوليها» من الإقدام على ذلك لـ«دواع داخلية».
وكانت تركيا نشرت قبل أسبوعين المئات من الجنود والدبابات في محيط بلدة بعشيقة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، ما أثار غضب الحكومة العراقية.
وتقدم العراق بشكوى رسمية على تركيا أمام مجلس الأمن الدولي بدعوى انتهاك أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، حيث وصفت بغداد نشر تلك القوات على أراضيها «بالعمل العدائي»، داعية أنقرة إلى سحب قواتها فوراً.
وانسحب قسم من القوات التركية المنتشرة الأسبوع الماضي في معسكر بعشيقة قرب الموصل شمال العراق، بعد أن طلبت الحكومة العراقية من مجلس الأمن الدولي التحرك لما تصفه بغداد بـ«انتهاك للسيادة العراقية».
هذا وأقر الجيش الأميركي بأن «التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب» الذي تقوده واشنطن نفذ غارة جوية «قد تكون أسفرت عن مقتل جنود عراقيين».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط «سنتكوم» قولها في بيان: إنه «حسب المعلومات الأولية من المحتمل أن تكون غارة جوية استهدفت موقعاً قرب الفلوجة قد أسفرت عن مقتل جنود عراقيين» مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق بهذا الشأن.
وأكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية في وقت سابق أمس مقتل وإصابة عشرة جنود عراقيين غرب بغداد في غارة جوية لطيران التحالف الذي تقوده واشنطن.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي اتهم الطيران الأميركي بقصف مقر اللواء 55 بالجيش العراقي في منطقة النعيمية جنوب الفلوجة وقتل أكثر من 20 جندياً وإصابة أكثر من 30 آخرين على حين طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح تحقيق فوري في ذلك.
كما قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس إن تسعة جنود عراقيين قتلوا يوم الجمعة عندما قصفتهم بطريق الخطأ طائرات تابعة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قرب مدينة الفلوجة.
وأضاف في مؤتمر صحفي: إن قوات التحالف الجوية كانت تغطي تقدم قوات برية للجيش قرب الفلوجة لأن الطائرات الهليكوبتر العسكرية العراقية لم تتمكن من التحليق لسوء الأحوال الجوية.
هذا وتوقع العبيدي أمس أن تتمكن القوات العراقية بمساندة من الضربات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من استعادة مدينة الرمادي بنهاية هذه السنة.
وقال العبادي للصحفيين في بغداد: «اجتمعت مع قيادة القوات المشتركة وأكدوا لي أن استعادة مدينة الرمادي بشكل كامل ستتم في نهاية الشهر الجاري».
وفي 8 كانون الأول تمكنت القوات العراقية من تحرير منطقة التأميم التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش وهي إحدى أكبر مناطق مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار والتي تقع على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد.
وقال العبيدي: إن إطالة أمد المعركة يعود إلى العمل على «تفادي سقوط ضحايا في صفوف قواتنا وكذلك من المدنيين، هناك أعداد كبيرة من المدنيين لا يزالون في المدينة».
ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على وسط المدينة ويستخدم الأنفاق لتجنب الغارات الجوية لكن مصادر عسكرية قالت: إن عدد مقاتليه في وسط المدينة لا يتجاوز 300 إرهابي. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي في بغداد ستيف وارن للصحفيين: إن الرمادي باتت معزولة تماماً والقوات العراقية بدأت بعمليات تطهير فيها.
وأضاف: إن تنظيم داعش يستخدم نهر الفرات الذي يمر عبر الرمادي لإرسال إمدادات بالرجال والأسلحة لرجاله في داخل المدينة.
وأضاف وارن: إن السيطرة على ضفتي النهر في المناطق الرئيسية قللت إلى حد كبير قدرة التنظيم المتطرف على إرسال الإمدادات.
وكانت كندا أكدت من جديد أن مقاتلاتها ستعود إلى البلاد بعد يوم واحد من مشاركة طائرات وقوات خاصة كندية في التصدي لهجوم لتنظيم داعش في العراق.
لكن وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان رفض بعد لقاء مع نظيره البريطاني مايكل فالون في لندن إعلان برنامج زمني لهذا الانسحاب. وقال ساجان: «ما زلنا ملتزمين بإنهاء الضربات الجوية وإعادة تحديد مهمتنا لتكون مساهمتنا مفيدة».
لكن وفي مؤتمر صحفي تم بثه مباشرة في كندا، قال وزير الدفاع: إن «المهمة لم تتغير وما زلنا نقوم بدور مساعدة وتأهيل». وأضاف: «أريد أن أكون أكيداً من أننا نواصل مهمة التدريب».
(روسيا اليوم– أ ف ب– سانا– رويترز)