في الجزيرة.. حُلّت الإدارة واستبدلها «التنفيذي» و«اتحاد الكرة» بمؤقتين.. قرار الحل والتشكيل هل حل المشكلة أم عقدها؟
| الحسكة - دحام السلطان
انتهت السجالات التي كان صداها ناري النبرة والمستوى، وبات «مسطرة» فريدة من نوعها على منصات ووسائل التواصل الاجتماعي الزرقاء؟ بين نادي الجزيرة الرياضي الممثل برب العمل السابق فيه من جهة، ورئيس اتحاد كرة القدم من جهة أخرى، فيما يخص البند الأخير للخلاف المحتدم بينهما والمرتبط بجانب المال؟ الأمر الذي دعا بالمكتب التنفيذي القائم على رياضة البلد وفق صلاحياته و«عطفاً» على كتاب اتحاد كرة القدم بحل إدارة الجزيرة وتشكيل لجنة تسيير مؤقتة مؤلفة من رئيس وعضوين اثنين فقط لقيادة ما بقي من أشلاء رياضة نادي الجزيرة الموجود في محافظة الحسكة؟
مفارقات اتحادية
قرار الحل الذي تم مهره بالتوقيع والخاتم بتاريخ يوم الخميس الواقع في الثاني عشر من شهر كانون الثاني الجاري، ولم يظهر إشهار إعلانه إلا في يوم الخميس الذي يلي الخميس بعد الخميس الذي صدر فيه القرار والمصادف في اليوم السادس والعشرين من الشهر نفسه؟ حمل إلى الآن في طياته مفارقتين اتحاديتين اثنتين، تقول الأولى:
إذا كان تنفيذي العاصمة، قد استند في قرار الحل إلى أحكام القانون رقم ٨ لعام ٢٠١٤، وأحكام النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام، فهذا من دون أدنى شك هو حق مشروع له بحكم القانون، الذي حلل وأباح آلية التنظيم الناظمة لعمل المؤسسات الرياضية، ولا سلطان عليه سوى القانون؟ فما دخل اتحاد كرة القدم هنا إذاً؟ الذي سطّر كتابه قبل يومين من توقيع قرار حل إدارة الجزيرة وليس إشهاره باتجاه مبنى البرامكة، حيث القيادة الرياضية؟ ومن الذي خوّل اتحاد الفيحاء، ومنحه صلاحيات اقتراح حل إدارات الأندية وتشكيل اللجان المؤقتة بموجب كتب خطية فقط؟ التي لم تستند إلى مبرر تنظيمي من المفترض أن ترد في مقدمة قرار التنفيذي ذي الرقم ١٤٤ وفق النصوص القانونية والأنظمة النافذة للفعل الرياضي، وإذا كان هناك لغط ومهاترات و«وجع رأس» تخص صرفيات نادي الجزيرة وفروقات الصرف الشاسعة بينه وبين اتحاد «الفوتبول» والنادي والتي سنأتي إليها لاحقاً في حلقات مقبلة؟ فلماذا لا يكون هناك حكم للبت في الخصومة من خلال طرف ثالث قائم على كلا الجهتين برعاية ومعيّة الرسميين عندنا في الحسكة والمكتب التنفيذي، بوجود المشرف على رياضة المحافظة وابن المحافظة في المكتب التنفيذي القريب من المشرف، لحسم الأمر وفرز الأبيض من الأسود لاحترام العقول قليلاً؟ ووضع حد لهذه السجالات التي وصلت إلى حد التخوين بين الطرفين وللأسف؟ وبدلاً من تجاوز الصلاحيات الممنوحة لاتحاد الكرة الذي يختص بلعبة بمفردها وما يترتب عليها من حقوق وثواب وعقاب وسوى ذلك، وليس بتكوين مؤسسة رياضية بأكملها لها صفتها وهيئتها الاعتبارية، ومعلوم ذلك لدى كل من يفقه ألف باء الرياضة، الذي يعلم من هي الجهات المخوّلة التي تقترح الحل وتقرر التشكيل التنظيمي لها؟
تجاوزات واضحة
المفارقة الثانية قالها قرار المكتب التنفيذي صراحة، الذي لم يستند هو الآخر أيضاً في مقدّمته الصريحة إلى اقتراح معلل من أهل الحل والربط في الحسكة، الذين تم تجاوزهم علناً ولم يأخذ بمقترحهم تجاه الوضع؟ أسوة بمقترح اتحاد كرة القدم؟ وهنا تكمن المشكلة التي لا تنطبق حسابات حل الإدارة فيها على حسابات بيدر تشكيل اللجنة المؤقتة الضئيلة العدد و«أعانها الله» لما هو مقبل عليها من ظروف قاهرة؟ التي جاءت على تركة ثقيلة في نادي الجزيرة، في الوقت الذي يثير أمر تشكيلها الجدل، في أن لجنة التسيير المؤقتة لا تحتوي في تكوينها من يمثل التنفيذية فيها؟ وهذا بحد ذاته أمر يدعو للاستغراب والريبة وعلى غير المعتاد؟ هذا إلا إذا كانت القناعات المركزية لم تعد في محلها نحو القيادة الرياضية عندنا، وإنها من وجهة نظره لم تعد صالحة للاستهلاك الرياضي وإن مسألة ترحيلها ومغادرة الصالة الرياضية واللحاق بإدارة العبد نبهان ورفاقه هي مسألة وقت ليس إلا؟ بعد ظهور دبابيس ومسامير وخز في عملها وصل إلى درجة استخدام «العنتريات» فيما بين بعض أعضائها، علماً أن هذا الأمر لم يعد سراً، بل بات بمتناول ومعرفة الشارع الرياضي عندنا في الحسكة بأكمله وحتى على مستوى من يهمهم الأمر من القائمين على الأمور؟
الجزراويون يريدون
حل الإدارة لم يستغربه الجزراويون كثيراً ولم يقفوا عنده بالمفهوم العام، بقدر ما يهمهم التصريحات النارية التي «طشت» في الشوارع وباتت تلوكها الألسن من هنا وهناك، التي تخص الصرفيات والنفقات المرتبطة بنادي الجزيرة، وهذه بحد ذاتها تؤكد أن هناك حالات فساد واضحة؟ وهذا الفساد لم يتبيّن إلى الآن أين طرف الخيط فيه الذي لم يتم عزل الأبيض من الأسود فيه إلى الآن؟ الذي بات يحتاج إلى النظر فيه من أهل الاختصاص والدراية والنظر؟ لأنه هو صلب المشكلة في نادي الجزيرة، وليس في حل إدارة أو بتشكيل لجنة تسيير للأمور؟ ففي المدى المنظور الآن الأمور باتت تتسع دائرة تعقيدها ولم تتم معالجتها والكشف عليها سريرياً كما ينبغي لدى صناع القرار في المكتب التنفيذي، وليس بحسب الاعتماد على الوصفات الطبية الجاهزة الغامضة والمبهمة التي لم تحل المشكلة، بل على العكس فإنها عقّدتها؟ وهذا كله يقودنا إلى تفاصيل ينبغي الإشارة إليها، فالموضوع ليس موضوع كسر عظم وتصفية حسابات وخطوط مساراتها انتقامية مفتوحة بين البعض من الموجودين في الحسكة ومن يماثلهم في العاصمة؟ فالنادي بات في الحضيض وفي منزلق الضياع، والمطلوب حل أموره بشكل واضح وليس وفق تصفيات شخصية لا يريدها الجزراويون أن تكون داخل جدران ناديهم الذي يعشقونه حتى الجنون؟!