مدير الصحة: مكسب طبي للمواطنين والعلاج مجاني … مساع لتحويل مركز «اللؤلؤة» الطبي إلى مشفى حكومي في الحسكة
| الحسكة - دحام السلطان
لاقى قرار محافظة الحسكة القاضي بتحديث واقع الخدمة الطبية في مركز «اللؤلؤة» الطبي المحدث «وسط مدينة الحسكة» وتحويله إلى مشفى حكومي، بعد خروج جميع المشافي الحكومية عن سيطرة الحكومة في مدينة الحسكة، ارتياحاً منقطع النظير لدى المواطنين في المدينة وريفها في ظل الظروف القاهرة التي اعترت الجانب الصحي لأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة الطبية والقائمين عليها والذي فتح الباب واسعاً أمام التضخّم الواسع في ارتفاع كشوف العلاج الطبية في المشافي الخاصة، وبعد المحافظة المقطعة الأوصال عن المركز، ما أثقل كاهل المواطن أمام هذه المعضلة المزمنة وأرهقه بتكاليف ونفقات العلاج؟
كما أوجد القرار تفاهمات محلية بين مديرية الصحة والمؤسسات والمنظمات العاملة في الشأن الإغاثي والصحي وبإشراف ومتابعة من محافظ الحسكة ومجلس المحافظة، بعد الانتهاء من معظم القضايا الإجرائية على الورق فيما يخص طوابق البناء التي سيتم ضمها من المبنى التابعة ملكيته لنقابة المعلمين إلى مركز «اللؤلؤة» الطبي من أجل الإقلاع بتأهيله قريباً بعد وضع كامل النقاط العريضة للعمل الإداري والطبي ليكتمل تحويل المركز الطبي إلى مشفى حكومي لمعظم الاختصاصات العلاجية لاسيما خدمة العمليات الجراحية والعناية المركّزة وطب الأطفال.
وبيّنت مسؤولة قطاع الصحة في المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، الدكتورة ديمة يوسف في تصريح خاص لـ«الوطن» أن محافظ الحسكة سيقوم بدعوة معظم المنظمات والمؤسسات العاملة في الشأن الإغاثي والصحي بالمحافظة، وسيكون هناك اجتماع موسع لها برئاسته في بحر أيام الأسبوع الجاري، لدعم هذا المشروع وتأمين الخدمات الطبية والفنية اللازمة له بالشكل الأمثل، مشيرة إلى أن هناك جهوداً مكثّفة وتسارعاً حثيثاً في تفعيل هذا المشروع ودعمه بالسرعة القصوى، الذي من الممكن أن يتم الانتهاء منه بشكل نهائي خلال مدة أقصاها ستة أشهر، لافتة إلى أن المساعي الحكومية التشجيعية بالمحافظة، تطمح لأن تكون المدة أقل من ذلك، بموجب دعم المنظمات للمشروع الذي سيتم تقسيم العمل عليها من خلال ما يُقدّم كل منها في عملية إعادة تأهيل وصيانة البناء الإضافي اللازم للمشروع، ودعمه بالوسائل والأجهزة والتقنيات الطبية المطلوبة للعمل في عمليات التأهيل والتجهيز.
من جانبه أشار مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف، إلى أن هذا المشروع سيكون مكسباً طبياً خدمياً للمواطنين في مدينة الحسكة وريفها الجنوبي المترامي الأطراف، نتيجة للحاجة الملحة والشديدة اليوم، لتقديم العلاج المجاني للمواطنين بالمحافظة التي لا يوجد فيها سوى مشفى حكومي وحيد في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، نتيجة لظروف الحرب التي أتت على البلاد وبوجود الاحتلال الأجنبي، ما أدى إلى خروج جميع المشافي الحكومية من يد مديرية الصحة، موضحاً أن تحديث المركز الطبي سيقوم على تقديم الخدمات الطبية للحالات الحرجة، لاسيما العمليات الجراحية والعناية المركزة للمرضى، في ضوء الاتفاق على استثمار طابقين آخرين إضافة إلى ما هو موجود من المبنى في خدمة المركز الطبي الآن، بعد تكاتف جميع الجهود للخروج فيه بأفضل صورة ممكنة، وبعد دراسة جميع الاحتياجات المطلوبة بحسب المواصفات الطبية القياسية الممكنة للمقر ومواصفات الأجهزة الطبية التي يجب أن تكون متوافرة بالمشفى، ليكون الطابق الأرضي مخصصاً للإدارة وللإسعاف مثلما هو عليه الآن، وطابق لقسم الداخلية والآخر للأطفال وكذلك الطابقان العلويان، الأول سيتم تقسيمه إلى قسمين، قسم للعمليات الجراحية والعناية المركّزة، وقسم للإنعاش بعد خروج المرضى من غرف العمليات، والطابق الأخير سيكون لتقديم الخدمات لأقسام المشفى من تعقيم وتنظيف وغرف للأطباء المقيمين بالمشفى.
وأضاف خلف بأنه سيتم إحداث محطة صغيرة أيضاً لتوليد الأوكسجين لزوم العمل الطبي وتأمينه بشكل دائم، وبناء مصعد خارجي خدمة لرواد المشفى من المرضى وسواهم، لافتاً إلى أن مديرية الصحة أخذت على عاتقها أن تكون جاهزة لتقديم جميع الطواقم الطبية ولمختلف الاختصاصات والطواقم المساعدة الفنية والتمريضية، بمجرد الانتهاء من المشروع ويصبح المشفى قيد الإنجاز عن طريق المؤسسات والمنظمات المعنية بإنجاز العمل الإداري والفني وعن طريق الجهات المانحة لها لإنجاز العمل وبإشراف مباشر من محافظ الحسكة والمعنيين في مجلس المحافظة.