جرعهم ذلك الشاب العشريني كأس العلقم الذي يستحقون ليؤكد أن العاصمة الأبدية لفلسطين هي القدس ولن تغير كل قوانين العالم هذه الحقيقة.
الشهيد «خيري علقم» منفِّذ عملية القدس البطولية الذي سمي تيمنا بجده «علقم خيري»، الذي طعنه أحد المستوطنين حتى الموت في أثناء توجهه إلى عمله في البناء قبل 25 عاماً مضت، قال الحفيد كلمة الشباب الفلسطيني المقاوم: إن «أرض الميعاد» المزعومة لم تعد آمنة بالنسبة للمستوطنين الذين يصورهم الإعلام الإسرائيلي اليوم على أنهم مدنيون أبرياء ليخلط المشهد ويحرِّف المشاعر نحو التعاطف على أنهم أبرياء، إنه إعلام الغرب الزائف الذي امتهن التزوير، فكل مستوطن صهيوني في الأراضي المحتلة يحمل السلاح ويجاهر بعنصريته ضد العرب بشكل عام وضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل خاص.
كل وسائل الإعلام الغربي تسوق المصطلحات الخاطئة التي تصف عملية القدس بـ«الإرهابية» أو بـ«الجريمة» أو بمصطلحات تحاول إزاحة المشهد عن الفعل المقاوِم الذي يندرج تحت رد الفعل للانتهاكات الإسرائيلية ضد فلسطين التاريخية ومقدساتها وتراثها وثقافتها العربية الإسلامية والمسيحية وأبناء شعبها الذين ما انفكوا يناضلون لاستعادة حقوقهم المغتصبة.
نعم «أرض الميعاد» لم تعد آمنة وعلى المستوطنين الجـَلـَب أن يعودوا من حيث أتوا، وألا يراهنوا على أجهزتهم الأمنية التي عجزت عن منع وصول أي مقاوم إلى هدفه، لدرجة أصبحت فيها أعداد المستوطنين الإسرائيليين الذين يحتاجون إلى علاجٍ نفسي، على خلفية عمليتي القدس الأخيرتين مرتفعة للغاية بحسب إعلام العدو نفسه، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مسؤول خدمة الإنترنت للعلاج النفسي ميخال ليف آري أن «هناك زيادة هائلة في أعداد المتّصلين الإسرائيليين من أجل طلب العلاج النفسي موضحاً أن بعضهم شهد عملية القدس بنفسه، وأن هناك أشخاصا ومواطنين استدعت واقعة العملية أحداثاً قديمة وذكريات صادمة بالنسبة إليهم» بحسب وصفه وتعبيره.
العدو الصهيوني وبحسب إعلامه أيضاً سجل أعداد طالبي المساعدة النفسية في كل عملية للمقاومة في الأراضي المحتلة فأكدت صحيفة «إسرائيل هيوم» في آب الماضي، تلقي مراكز المساعدة الأولية النفسية في إسرائيل 2370 طلبَ مساعدة منذ بدء عملية «وحدة الساحات» بينها نحو 480 طلباً في الليلة الأولى من العملية، وكذلك في حزيران الماضي نشرت الصحيفة الإسرائيلية نفسها تقريراً للكاتب الإسرائيلي إيليا يغروف بشأن ارتفاع عدد طلبات المساعدة النفسية في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة بعد عملية «سيف القدس» في شهر أيار العام الماضي، كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تسجيل ارتفاع في طلبات الحصول على مساعدة نفسية بعد عملية «بني براك» في «تل أبيب» تحدثت فيه عن حالة الهلع والقلق النفسي بين المستوطنين بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية.
الكيان إلى زوال قريب، وكل عوامل زواله قائمة من الديموغرافيا إلى الجغرافيا وليس انتهاءً بالانهيار المعنوي الحاصل نتيجة الفعل الفلسطيني المقاوم، الذي هو نتاج طبيعي لممارسات الكيان الصهيوني وعنصريته، التي باتت هي من تحاصره، وخاصة بعد وصول اليمينيين والمتطرفين إلى أعلى سلطة الاحتلال كرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وشريكه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.