في إطار محاولات واشنطن الحثيثة الرامية إلى تقويض مسار التقارب الذي أعلنت الإدارة التركية أنها عازمة على تحقيقه مع سورية عبر وساطة وجهود روسية، زار ما يسمى المبعوث الأعلى للولايات المتحدة الأميركية في مناطق شمال سورية، نيكولاس غرينجر، مؤسسات ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في الرقة، والتقى شيوخاً ووجهاء هناك.
وذكرت وكالة «نورث برس» التابعة لـميليشيات» قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تهيمن على «الإدارة الذاتية»، أن زيارة غرينجر بدأت مما يسمى «المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية»، إلى ما يسمى «مجلس الرقة المدني»، والتقى كذلك شيوخ ووجهاء.
وأشار ما يسمى نائب الرئاسة المشاركة لـ«مجلس الرقة المدني» المدعو عبد السلام حمسورك، إلى أن زيارة الوفد الأميركي تعتبر الأولى بشكل علني ورسمي إلى «المجلس»، منذ انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من المنطقة في 2019.
وفي تشرين الأول 2019، انسحبت قوات الاحتلال الأميركي من الرقة والطبقة وعين العرب ومنبج، وذلك قبل بدء العدوان العسكري لقوات الاحتلال التركي التركية على شمال شرق سورية حينها. وذكر حمسورك، أن النقاش مع الوفد الأميركي دار حول التحديات الأمنية والسياسية والبنية التحتية المدمرة بنسبة 90 بالمئة في المدينة التي تحتاج لإعادة إعمار.
وقال: إن «هناك مشاريع متعلقة بأمن المدينة وأخرى لإعادة تأهيل بعض القطاعات الرئيسية المستدامة، وسُلّمت لفريق المبعوث الأعلى للحكومة الأميركية أثناء الاجتماع».
وتحدث أنه «كانت هناك وعود قوية على جميع الأصعدة من الوفد الأميركي لتقديم الدعم للمنطقة».
وفي نيسان الماضي أظهر تقرير طلبت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إعداده، أنه كان بإمكان جيش الاحتلال الأميركي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال المعركة التي نفذها في مدينة الرقة بحجة طرد تنظيم داعش الإرهابي منها عام 2017.
وذكر التقرير الذي نشرته مؤسسة «Rand» البحثية، أنه في نهاية هذه المعركة التي دامت قرابة 5 أشهر «كان 60 إلى 80 بالمئة من المدينة غير صالح للسكن».
وأشار التقرير إلى أن الضربات «المُستهدَفة» والقصف المدفعي لقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بحجة محاربة داعش على الرقة، تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الثاني 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 ضحية، مستنداً في هذه الأرقام إلى إحصائيات «التحالف» و«منظمة العفو الدولية» وموقع « Airwars» المتخصص بتوثيق الضحايا المدنيين.
ولفت التقرير المكون من 130 صفحة إلى أن معركة الرقة تسببت أيضاً في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما «أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل» في المنطقة.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة «Rand»، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين شباط وتشرين الأول 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجداً وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات، إضافة إلى نظام الري في المدينة.
وأول من أمس كشف قيادي كردي سوري، وفق موقع «باسنيوز» الكردي، أن الولايات المتحدة ستطرح «مشروعا متكاملاً» للمنطقة بعد أن تتفق مع تركيا على صيغة محددة».
ويواصل غرينجر منذ أسبوعين لقاءاته في شمال شرق سورية ضمن محاولات جديدة للولايات المتحدة لتشكيل إطار واسع يضم مختلف القوى السياسية والعشائرية من مختلف المكونات، حيث التقى عدداً من القوى السياسية الكردية والعربية والسريانية والآشورية، وذلك «تمهيداً لطرح مشروع متكامل في المنطقة وانعقاد مؤتمر لتلك الأطراف، وفق ما نقل الموقع عن مصدر كردي مطلع.