بعد خروجه من الكأس الثانية وترنحه على سلم ترتيب الدوري … مشكلات الريدز تتفاقم والقادم مجهول
| محمود قرقورا
منذ قدوم المدرب الألماني يورغن كلوب إلى ليفربول عام 2015 تفاءل مشجعو الأحمر بإمكانية العودة إلى منصات التتويج واستعادة زمام المبادرة محلياً وقارياً، وبالفعل خلال سبع سنوات حرق فيها المدرب الألماني المراحل وكان عند حسن الظن بقيادته المارد الأحمر إلى كل الألقاب الممكنة (دوري الأبطال والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية والدوري المحلي وكأس إنكلترا وكأس الرابطة والدرع الخيرية) واللقب الأخير كان في بداية الموسم الحالي على حساب السيتي بثلاثة أهداف لهدف بعد عرض أكثر من رائع، فتيقن المراقبون أن ليفربول سيبقى مبادراً ولكن تلك النتيجة وذاك المستوى كان من المظاهر الخداعة، فلم تكن البداية في البطولات الأربع على ما يرام، إذ خسر ليفربول المباراة الأولى في دوري الأبطال أمام نابولي بقسوة 1/4 وكان ممكناً أن يحضر الأسوأ.
وفي الدوري تعادل مع فولهام بهدفين لمثلهما وكان ممكناً الخسارة.
وفي الكأس تعادل مع وولفرهامبتون بعد هدية تحكيمية برفض هدف للضيف على نحو غريب.
وفي كأس الرابطة تعادل مع ديربي كاونتي وأنقذته ركلات الترجيح.
اليوم الوضع ليس على ما يرام لأسباب كثيرة، ومن وجهة نظر بعض الناقدين فإن المصري محمد صلاح الذي وصل إلى ذروة تألقه خلال السنوات الفائتة فقد بريقه على نحو فجائي وبالنظر إلى عدد أهدافه خلال هذا الموسم مقارنة مع المواسم الفائتة نكتشف الكارثة.
ويرى كثيرون أن ليفربول خاض 63 مباراة في الموسم المنصرم ونافس على البطولات الأربع وهذا جعل اللاعبين مرهقين وخصوصاً مع طريقة المدرب القائمة على الضغط العالي من جميع اللاعبين.
ويرى آخرون بأن تعاقدات المدرب يورغن كلوب في السنوات الأخيرة لم تكن مجدية وخصوصاً أنها خلت من لاعبي الوسط النجوم باستثناء ألكانتارا.
ويرى البعض أن رحيل السنغالي ساديو ماني أثر على المنظومة الهجومية وخاصة أن الهداف التاريخي للسنغال هو المدافع الأول للريدز طوال فترة وجوده، كما رحل أوريجي الذي كان بديلاً مثالياً بشأن الدفاع المتقدم وهو ركن من أركان ملحمة الإطاحة ببرشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال 2019.
ولا نتجاهل الإصابات التي ضربت الفريق في الصميم وهذا مرده من وجهة نظر كثيرين إلى أن الطاقم الطبي ليس على ما يرام.
إشكالية صلاح
نحن كعرب نفخر بالنجم المصري محمد صلاح الذي بلغ العالمية فارضاً احترامه على الجميع ونافس في سباق الكرة الذهبية، وليس سهلاً للاعب عربي اعتلاء قائمة هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز، وليس سهلاً المنافسة في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي التاريخي ليفربول.
ولكن كلنا يعلم أن مفاوضات تجديد العقد مع ليفربول لم تكن على ما يرام واستغرقت وقتاً طويلاً وتم ذلك بشروط محمد صلاح، فطفت الغيرة النفسية وحدثت بلبلة في صفوف اللاعبين الكبار، ما يعني أن ليفربول صاحب السياسة الثابتة في الصرف والرواتب خرقها محمد صلاح الذي تضاعف راتبه الأسبوعي الذي كان مئتي ألف جنيه إسترليني في العقد السابق.
والغريب أن صلاح سجل في دوري 2018 خلال موسمه الأول 32 هدفاً ثم 22 في الموسم التالي و19 في الموسم الثالث و22 في الموسم الرابع و23 في الموسم الفائت مقابل 7 أهداف في الموسم الجاري، ما يعني أن التسجيل لا يتناسب مع شروط تجديد العقد.
وفي إجمالي الأهداف لموسمه الأول 2018 سجل 44 هدفاً مقابل 27 في الموسم الثاني و23 في الموسم الثالث و31 في الموسم الرابع وكذلك في الموسم الخامس مقابل 17 في الموسم الجاري، مع الإشارة إلى أنه سجل سبعة أهداف في دوري الأبطال.
ومشكلة صلاح أنه لا يدافع بالشكل المطلوب عندما يفقد ليفربول الكرة خلافاً لساديو ماني المغادر والكولومبي دياز المصاب والبرازيلي فيرمينيو والبرتغالي جوتا المصابين أيضاً.
تراجع كارثي
في الموسم المنصرم خاض ليفربول 63 مباراة فخسر مباراتين بدوري الأبطال كان ممكناً تفاديهما أمام الإنتر وريال مدريد، كما خسر مباراتين في الدوري مع ويستهام وليستر والخسارة الأخيرة كان سببها إهدار محمد صلاح ركلة جزاء والنتيجة سلبية، وتلك المباراة خاضها ليفربول متصدراً وتنحى عن الصدارة حتى نهاية الدوري.
ونافس في الكأسين المحليتين وحقق اللقب بعد خوضه 12 مباراة في المسابقتين ما يعني أن ليفربول تعرض لأربع هزائم فقط في 63 مباراة إجمالية.
وهذا الموسم لعب ليفربول حتى الآن 31 مباراة بواقع 19 في الدوري و2 في كأس الرابطة و3 في كأس إنكلترا و6 في كأس الأبطال وكان قد بدأ الموسم بالدرع الخيرية.
والملاحظ أن ليفربول خسر مباراة في كأس الرابطة ومثلها في كأس إنكلترا وواحدة في دوري الأبطال وستاً في الدوري، ما يعني أنه خسر 9 مباريات من 31 مباراة مقابل التعادل في 7 مباريات والفوز في 15 مباراة وهذا ينذر بموسم كارثي.
والآن ليفربول مطالب بالفوز بمقعد مؤهل لدوري الأبطال وهذا لا يلوح في الأفق كما أنه مدعو لمواجهة ريال مدريد الذي يبقى الأفضل والأجهز والأخبر رغم زلاته الكثيرة هذا الموسم وآخرها التعادل مع سوسيداد في سهرة الأحد فاتسع الفارق إلى 5 نقاط مع برشلونة بأعلى صدارة الليغا.
التعاقدات
ليفربول فقد في خط الوسط البلجيكي فينالدوم ولم يتم تعويضه ومن قبله كوتينيو ولم يأت البديل والإنكليزي ميلنر تقدم بالسن، وبحث ليفربول عن لاعب وسط ميدان ولم ينجح بإقناع تشاوميني الذي فضّل ريال مدريد، وبالمقابل كانت التعاقدات هجومية في السنوات الأخيرة وهذا الموسم صرف الفريق قرابة 110 ملايين جنيه استرليني على نونيز وجاكبو والأخير لم يسجل بعد، والأول لم ينسجم بالشكل المطلوب.
الصحف الإنكليزية تتحدث عن إمكانية رحيل المدرب كلوب ومحايدون يرون أن إدارة النادي التي عرضته للبيع هي السبب والمشجعون يميلون إلى المدرب الألماني الذي نجح في بدايته مع دورتموند ولم تكن النهاية كذلك وها هو الزمن يعيد نفسه بانتظار كيف ستكون الأمور، فهل من حلول أم إنها النهاية؟