سورية

«هيئة التنسيق» و«بناء الدولة» يرحبان بقرار مجلس الأمن 2254 … خدام لـ«الوطن»: التسوية وضعت على «نار حامية».. و«لا تستطيع أن تشترط على من تفاوضه الرحيل»

رحبت «هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة بقرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، ووصفته بأنه قرار «جيد»، وأملت أن تكون التسوية السياسية بذلك قد «وضعت على نار حامية»، على حين اعتبر «تيار بناء الدولة السورية» المعارض أن القرار أعلن «بوضوح إنهاء مرحلة التصعيد العنفي والبدء بخيارات تصالحية». وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق منذر خدام: «الهيئة لديها اجتماع يوم الإثنين وسوف ندرس القرار ولكن من حيث المبدأ هذا قرار جيد». وأعرب خدام عن قناعته، أن القرار «تضمن كل القرارات السابقة الواردة في بيان جنيف واحد وبيان فيينا 1 وبيان فيينا 2 وأشار أيضاً إلى ضرورة إشراك مختلف أطياف المعارضة، وليس فقط ما نتج عن مؤتمر الرياض»، مشيراً إلى أن «هناك قوى معارضة أساسية تم استثناؤها في مؤتمر الرياض أشار لها القرار».
وأضاف: «أيضاً يبدو هناك جدية الآن في محاربة الإرهاب وهناك مواعيد وتواريخ لها.. ونأمل أن تكون التسوية السياسية قد وضعت على نار حامية».
ورداً على سؤال حول عدم تحديد القرار موعد واضح لوقف إطلاق النار، قال خدام: «قيل إنه خلال شهر». وأضاف: «لابد أولاً من الاتفاق على المنظمات الإرهابية، فالأردن قدم لائحة بنحو 171 منظمة وهم الآن مجتمعون في نيويورك لأنه لا تستطيع أن تعلن وقف إطلاق النار دون أن تصنف من مع الحل السياسي ومن ضد الحل السياسي لكي يشمله وقف لإطلاق النار، لكن باعتقادي خلال شهر يجب أن تبدأ المفاوضات وربما سيتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار». وحول عدم تعرض القرار لمسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد قال خدام: «كل البيانات التي صدرت من جنيف 1 مروراً بفيينا 1 وفيينا 2 وكل القرارات الدولية لم تشر بوضوح إلى هذه المسألة بل تركتها مسألة تفاوضية». وأضاف: «لا تستطيع أن تشترط على من تريد أن تفاوضه بأن يرحل.. هذا الموضوع غير منطقي.. على طاولة المفاوضات من حق كل الأطراف أن تطرح كل القضايا سواء منها ما يتعلق بالرئيس أو نظام الحكم..».
من جانبه، رحب «تيار بناء الدولة السورية» الذي يترأسه لؤي حسين وفر إلى خارج البلاد منذ عدة أشهر «بشدة بقرار مجلس الأمن الذي وضع خريطة طريق وافق عليها أعضاء المجلس بالإجماع بعد أن تم التوافق على صيغة البيان مع جميع دول اجتماع فيينا، وهي كل الدول ذات العلاقة أو المعنية بالموضوع السوري».
وقال التيار في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: «لا شك أن القرار لم يرض الجميع، وخاصة الأطراف المتشددة منها، وفي مقدمتها النظام السوري. وهذه هي حال صيغ التسويات فهي لا تكون على هوى الأطراف المتباعدة». وأشار التيار إلى أن القرار تحدث عن وقف إطلاق نار بإشراف الأمم المتحدة لا يشمل مناطق تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وتحدث عن خطوات حسن نية وبناء ثقة، من بينها إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المناطق والبلدات، وتحدث عن مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، وعن سلطة انتقالية وعن انتخابات برعاية الأمم المتحدة، «أي بالعموم تحدث عن جميع النقاط ما عدا مسألة مصير الرئيس الأسد إذ تركها معلّقة بإرادة السوريين».
وطالب التيار «جميع القوى السياسية، معارِضة وموالية، بأن تتشدد بالتمسك بإيقاف جميع مظاهر العنف وإنهاء جميع أساليب القمع والاضطهاد. ذلك حتى نتمكن من إعادة إعمار البلاد لتكون صالحة لعيش البشر السوريين الأحرار».
وقال: «نرحب بالقرار لأنه «يعلن بوضوح إنهاء مرحلة التصعيد العنفي والبدء بخيارات تصالحية. أي إنه يعلن إعطاء السوريين حق الحياة وإمكانية عدم الهجرة بعد بعض الوقت».
وأضاف: «من ناحيتنا في تيار بناء الدولة السورية سندعم هذه العملية بكل ما نستطيع دون أن نهتم بأي مكسب حزبي، بل ستكون غايتنا، كما كانت طوال سنوات الأزمة، خدمة سورية والسوريين جميعهم، وذلك حتى تنتهي هذه الأزمة وتنعم البلاد بأجواء آمنة وحرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن