رياضة

أهمية المباريات ودور الحكام

| فاروق بوظو

في الجولة الحادية والعشرين من الدوري الإنكليزي الممتاز كانت الأهمية تتركز على اثنتين من المباريات العشر ليس لأنهما تجمعان فرقاً كبيرة فحسب، بل لظروف ومواقع الفرق على جدول الترتيب.. وفي مباراة ليفربول وتشيلسي المتساويين بعدد النقاط واللذين يحتلان وسط الترتيب كانت لكليهما فرصة للاقتراب من المربع الذهبي أملاً في حجز مقعد في البطولات الأوروبية للموسم القادم، على حين كانت مباراة (آرسنال ومانشستر يونايتد) مهمة للآرسنال لتأكيد صدارته والحفاظ على فارق النقاط مع (مانشستر سيتي) و(المانشستر يونايتد) للحفاظ على صحوته والمزاحمة على الوصافة.. ولهذه الأسباب مجتمعة ولعدالة المسابقة واستمرار نجاحها كان لابد من اختيار الحكمين الأفضل والأكثر خبرة ونجاحاً وهما (مايكل أوليفير) و(أنطوني تايلور) اللذان قدما أداء متميزاً، ليس في صحة القرارات فحسب، بل بإدارة المباراتين بجدية وهدوء وذكاء.

والآن دعونا نتوقف عند أداء (تايلور) لأهمية وصعوبة المباراة ولوقائعها المثيرة من خلال الأهداف الخمسة المسجلة التي بدأها (اليونايتد) أو اختتمها (آرسنال) بهدف ذهبي في الوقت القاتل ما دفع الصحافة الإنكليزية لوصف الفوز بالملحمي.

إن أهمية ما ميّز تايلور في هذه المباراة أنه كان يدرك تماماً مسيرة الفريقين الناجحين وتطلعاتهما المتفائلة في المسابقة، فوضع لنفسه إستراتيجية سعى من خلالها للتقليل من عدد المخالفات المرتكبة ومساعدة اللاعبين في التركيز على الأداء الإيجابي والمنافسات المشروعة مستخدماً لغة الجسم مع اللاعبين تحفيزاً أو تحذيراً أو تجاهلاً حيناً أو تنفيذاً للقانون أحياناً أخرى، لقد تعرض تايلور لاختبارات وضغوط عديدة سعى فيها اللاعبون لكسب مخالفات غير مشروعة وتأخير استئناف اللعب أو استخدام الإصابات لتهدئة إيقاعه وتعطيله، فتعامل بجدية وهدوء مع إضافة الوقت بدل الضائع بدقة، وطبعاً نجاح هذه الإستراتيجية كان يتطلب منه أداءً بدنياً عالياً أظهره الحكم بقربه وسرعة متابعته وحسن تمركزه في أماكن المنافسات وخصوصاً داخل منطقة الجزاء.

إن أهم حدث كان هو فوز آرسنال.. ففي الوقت القاتل من المباراة وعبر حالتين دقيقتين ومتتاليتين ولاحتمال وجود تسلل، أحسن المساعد في تقييمها لعشر ثوان قبل أن يؤكد حكم الفيديو المساعد صحة قرار زميله.. وتعتبر المباراة الأفضل والأكثر إثارة في هذه الجولة..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن