بريطانيا وصفته بأنه «خطوة عظيمة إلى الأمام» لحل الأزمة … إيران: القرار 2254 يجب أن يعزز مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سورية

| وكالات

أكدت إيران أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن الحل السياسي في سورية يجب أن يعزز مسار مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سورية على أساس التزام الدول ووفقاً لإرادة الشعب السوري، في وقت وصفت بريطانيا القرار بأنه «خطوة عظيمة إلى الأمام» لحل الأزمة.
وجدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان في تصريح له، عقب ختام الاجتماع الدولي الثالث الخاص بسورية في نيويورك الجمعة، التأكيد أن السوريين وحدهم من يقررون مصير ومستقبل بلادهم، مشدداً على أن الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية ووحدة التراب السوري هي أهم المبادئ الرئيسية لحل الأزمة في سورية على ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
ووافق مجلس الأمن الدولي الجمعة بالإجماع على قرار بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية كانت اتفقت عليه أطراف «المجموعة الدولية لدعم سورية» التي اختتمت أعمالها في نيويورك، حيث يؤكد القرار الذي حمل الرقم «2254» أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية. وأكد عبد اللهيان، أن لا مكان للإرهابيين في الحوار السوري السوري وقال: «إن إيران تتوقع من القرار الجديد للأمم المتحدة أن يعزز مسار مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سورية على أساس التزام الدول ووفقاً لإرادة الشعب السوري». وأضاف: «إن إيران تدعم مكافحة الإرهاب وبدء العملية السياسية وتمهيد الأرضية لعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم».
وفي تصريحات له بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستواصل دعم الحكومة السورية. وقال: إن «ترشح الرئيس (بشار) الأسد للرئاسة في نهاية العملية السياسية مرتبط به شخصياً وفي نهاية المطاف يعود إلى السوريين تقرير ذلك».
وكشف عبد اللهيان أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منع تبني لائحة للمجموعات الإرهابية وتقرر في نهاية المطاف أن تعد مجموعة عمل تضم إيران وروسيا والأردن وفرنسا لائحة وتقدمها إلى الأمم المتحدة.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن هذه اللائحة التي تقدم بها الأردن كانت تضم الحرس الثوري الإيراني، ما أدى إلى رد فعل حاد من ظريف.
من جانيه، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية بعنوان «السلام في سورية ضروري وهو في متناول أيدينا»، بحسب وكالة «سانا»، أن الشروط المسبقة التي تحاول بعض الدول فرضها على أي حل سياسي للأزمة في سورية هي التي أطالت أمدها وهي من يعرقل أي تقدم في هذا المسار حتى الآن.
وأوضح ظريف أن هذه الشروط المسبقة لا تمثل رغبات الشعب السوري بل تعكس أجندات خاصة بلاعبين خارجيين لا يملك أحدهم الحق في فرض إرادته على دول مستقلة ذات سيادة.
وقال: «إن الشعب السوري ليس بحاجة إلى أوصياء وإن عصر الوصاية والمحميات انتهى»، معرباً عن استغرابه من أن بعض الأطراف التي تحرم شعبها من أبسط المبادئ الديمقراطية مثل الدستور والانتخابات أصبحت الآن مناصرة للديمقراطية في سورية، في إشارة إلى المملكة السعودية.
ولفت ظريف إلى أن هذه الديمقراطية التي تريدها تلك الأطراف ليست من أجل الحرص على السوريين وإنما لعرقلة العملية السياسية، وقال: «إن صناديق الاقتراع وليس الرصاص هي التي يمكن أن تفتح عهداً جديداً في سورية»، مضيفاً: إن بلاده أيدت دوماً وقفاً فورياً لإطلاق النار وفتح حوار بين الحكومة السورية والمعارضة التي ترفض الإرهاب.
ودعا إلى إنشاء جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب والتطرف بعيداً عن المعايير المزدوجة وتقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار، مشيراً إلى أن من يظن أن بإمكانه استخدام الإرهابيين سواء بشكل مباشر أو عبر نظرائهم الأيديولوجيين الجدد كورقة من أجل تحقيق أهداف سياسية فهو واهم بلا شك.
بدوره أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة في إيران في كلمة ألقاها أمام قادة القوة البحرية الإيرانية، بحسب «سانا»، أن سورية هي الحلقة الذهبية في محور المقاومة وأن بلاده لن تسمح بإضعافها أبداً، ساخراً من محاولات التدخل التي تقوم بها بعض الدول العربية في الشأن السوري.
وقال ولايتي: «للأسف إننا نرى اليوم أن بعض الدول التي تفتقر إلى أبسط أساسيات الديمقراطية تتحدث عن إرساء الديمقراطية في سورية». وأوضح، أن الدعم الذي تقدمه إيران لسورية والعراق نابع من دوافع وطنية، مشيراً إلى أنه لو نجح الأميركيون في تحقيق غايتهم في سورية وسيطروا على العراق لكانوا الآن موجودين بقوة على حدود إيران وكانت بلاده ستواجههم على حدودها. وأضاف: «إن الأميركيين يتحدثون اليوم عن تقسيم سورية والعراق لأنهم يريدون شرق أوسط ضعيفاً ومشتتاً».
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: إن تأييد مجلس الأمن الدولي لخطة إنهاء الحرب في سورية «خطوة عظيمة إلى الأمام» لحل الأزمة، على ما ذكرت وكالة «أ ف ب».
وقال هاموند في بيان صدر في لندن: إن «سورية أصبحت أكبر أزمة إنسانية وأمنية في العالم». واعتبر أن المجتمع الدولي اتفق الآن على العمل لإنهاء الحرب الدموية في سورية ومهد الطريق أمام المحادثات بين الأطراف السورية للتوصل إلى مرحلة انتقالية.
وتابع: «هذا القرار يمنحنا جدولاً زمنياً وطريقاً واضحة للأمام. وبالطبع هناك العديد من التحديات أمامنا، ولكن على العالم أن يخطو خطوة عظيمة إلى الأمام لحل الأزمة السورية».