كيري أكد أن بلاده لا تحاول تغيير نظام الحكم … بوتين: خطط موسكو وواشنطن للحل «تكاد تكون متطابقة» ومستقبل الرئيس الأسد «بيد الشعب السوري»
| وكالات
رسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صورة الحل السياسي في سورية بعشر نقاط، أكد خلالها أن خطط موسكو وواشنطن لهذا الحل «تكاد تكون متطابقة»، وأن موقف بلاده روسيا تجاه الرئيس بشار الأسد «ثابت ولن يتغير فالقرار بيد الشعب السوري»، وأنها «ستقبل الحل الذي يرضي جميع الأطراف السورية بلا استثناء»، داعياً «جميع الفرقاء السوريين إلى التحلي بالإرادة وتقديم التنازلات المتبادلة».
في الأثناء أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري تطابق الأهداف الروسية والأميركية في سورية، لكنه أشار إلى أنه ورغم اتساق المواقف «تبقى مسألة (الرئيس) الأسد عالقة».
وأورد الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، نقلاً عن وكالة «نوفوسيتي» الروسية للأنباء، تحت عنوان «فلاديمير بوتين يرسم بعشر نقاط صورة التسوية في سورية» تلك النقاط العشر وهي من دون أن يذكر المناسبة التي تحدث بها بوتين: «موقف روسيا تجاه الرئيس السوري ثابت ولن يتغير فالقرار بيد الشعب السوري، لا يمكن حل المشكلة السورية إلا بالسبل السياسية، خطط موسكو وواشنطن للتسوية في سورية تكاد تكون متطابقة، على جميع الفرقاء السوريين التحلي بالإرادة وتقديم التنازلات المتبادلة، موسكو وواشنطن تجمعان على ضرورة عمل السوريين المشترك لتعديل دستورهم، روسيا ستقبل الحل الذي يرضي جميع الأطراف السورية بلا استثناء، العملية العسكرية الروسية في سورية لا تثقل كاهل ميزانيتنا، ضرباتنا الجوية في سورية مستمرة طالما يواصل الجيش السوري عملياته الهجومية، أفلحنا بشكل جزئي في حشد جهود الجيش السوري والمعارضة المسلحة في وجه (تنظيم) داعش، لست على يقين تام بحاجتنا لقاعدة عسكرية دائمة لنا في سورية».
من جهتها نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن وكالات روسية ما سمته «مقتبسات مأخوذة من فيلم وثائقي جديد سيبثه التلفزيون الروسي يوم الأحد» قول بوتين: «فيما يتعلق بالأزمة السورية نجد أن من السهل العمل مع الرئيس الأسد والجانب الأميركي كليهما. تحدثت في الآونة الأخيرة عن هذا مع الرئيس (الأميركي باراك) أوباما ومع أصدقائنا من السعودية ومن دول عربية أخرى». وعن أسباب هذه السهولة قال بوتين بحسب «رويترز»: «نحن لا نلعب بذيلنا ولا نغير موقفنا».
من جهة ثانية نقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين تأكيده في كلمة ألقاها أثناء حفل أقيم في الكرملين إحياء لعيد رجال أجهزة الأمن أن القوات الروسية لا تستخدم بعمليتها ضد الإرهاب في سورية جميع قدراتها العسكرية وأن ثمة وسائل إضافية قد تستعملها موسكو في حال دعت الضرورة .
وقال: إن الطيارين الروس ورجال الاستخبارات يعملون في سورية بشكل فعال، مشيراً إلى أنهم نجحوا في تنسيق خطواتهم المشتركة، لافتاً إلى أن جميع فروع القوات الروسية بما فيها الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو تستخدم أحدث أنواع الأسلحة.
إلى ذلك أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف عن شكوكه بإمكانية تحقيق وقف سريع لإطلاق النار في سورية بحسب مقتضيات القرار الدولي الجديد رقم 2254 لأن الكثير من التنظيمات الإرهابية لا تخضع لأي رقابة وإشراف.
وقال كوساتشوف في تصريح اليوم «للأسف إن وقف إطلاق النار يتوقف على أولئك الذين يمارسونه وإذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إليه فإن ذلك سيكون دليلاً غير مباشر على كونها متورطة في بدئه».
ورأى كوساتشوف، أن القرار الدولي الجديد حول سورية ليس قفزة ولن يكون النهاية ولكنه مع ذلك خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح «لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عاد للمرة الأولى إلى مجرى الأمم المتحدة وميثاقها».
وأوضح كوساتشوف، أن القرار أنشأ أساساً قانونياً للتعاون بين روسيا والبلدان الأخرى التي كانت تعمل منذ البداية خارج سياق الأمم المتحدة لافتاً إلى أن القرار حدد أيضاً دور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
على خط مواز اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن لقاء مجموعة دعم سورية في نيويورك أثبت قدرة روسيا والولايات المتحدة على التفاهم رغم بقاء خلافات بينهما.
وفي مقابلة تلفزيونية أشارت زاخاروفا وفق ما ذكر موقع «روسيا اليوم» إلى أن روسيا والولايات المتحدة ترأستا لقاء نيويورك وأن الجانبين أسهما بقسط جبار في بلورة مسودة لقرار حول سورية تبناه مجلس الأمن الدولي فيما بعد. وتابعت قائلة: «برأيي فإن ذلك خير دليل على أننا قادرون على التفاهم فيما بيننا، على الرغم من الخلافات العالقة وتباين مصالحنا القومية في مختلف المجالات»، معربة عن ثقتها بأن الجانبين سيستمران في هذا النهج مستقبلاً.
ووصفت الدبلوماسية الروسية جلسة مجلس الأمن بشأن التسوية في سورية بـ«التاريخية»، مضيفة: إن نتائج اللقاءات الدولية السابقة لها، بما فيها مشاورات فيينا وبيان جنيف من عام 2012 أصبحت جزءا من القانون الدولي، في الوقت الذي لم تنجح فيه محاولات لبلورة صيغ بديلة لتسوية الأزمة السورية.
من جانبه وفي حديث أدلى به لقناة «روسيا 1»، قال وزير الخارجية الأميركي: «إذا كنتم تريدون وقف الحرب في سورية كما نحن نريد، وإذا أردتم مكافحة تنظيم داعش، والحد من تنامي الإرهاب، فلا بد حينها من حل مشكلة (الرئيس) الأسد».
وأضاف: «هذا لا يعني عموماً أننا نريد تبديل جميع جوانب الحكومة السورية. لا، فنحن نريد الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وننشد الحفاظ على سورية بلداً موحدا، وروسيا من جهتها متمسكة بذلك أيضا». ولفت النظر إلى أن «مفاوضات فيينا أظهرت حقيقة أن روسيا والولايات المتحدة وإيران متمسكة بموقف واحد يتمثل في الحل السياسي للأزمة السورية، وفي أنه يتعين على السوريين وحدهم تقرير مصير بلادهم، ومواقفنا متطابقة على هذا الصعيد».
وفي معرض التعليق على احتمال مشاركة الجيش العربي السوري في عملية عسكرية ضد داعش، أكد كيري عدم معارضة بلاده هذه المشاركة شريطة أن تتم «تزامنا مع مرحلة انتقالية في سورية ورحيل مستقبلي لـ(الرئيس) الأسد عن السلطة».
واستطرد قائلاً: «لا نعارض ذلك بالمطلق، شريطة أن يتزامن مع مرحلة انتقالية عملا بمقررات بيان جنيف وفي ظل حكومة انتقالية تشارك فيها قوى المعارضة، إضافة إلى تسوية مسألة (الرئيس) الأسد في إطار عملية انتقالية يقتنع بها الناس».
وأشار إلى أنه «في ظل ظروف كهذه يمكن تصور الجيش السوري وقوى المعارضة جنبا إلى جنب في وجه داعش»، معتبرا أنه «إذا ما بقي (الرئيس) الأسد في السلطة، سيتعذر توحيد مقاتلي المعارضة والجيش السوري، نظراً لاستمرار القتال بين الطرفين. واستناداً إلى ذلك ليس من الأهمية بمكان ما تريده روسيا أو تريده الولايات المتحدة، فـ(الرئيس) الأسد قد اختار مرة، وتصرف ضد شعبه وليس ضدنا، الأمر الذي أفقده شرعيته».
وفي إجابة عن سؤال حول إذا ما كانت واشنطن تسعى إلى قلب النظام في سورية، أكد كيري، أن بلاده «لا تحاول تغيير نظام الحكم في هذا البلد». وأضاف: «نحن لسنا منخرطين في ثورة ملونة هناك، ولا نتدخل عموماً بالشأن الداخلي لبلد أجنبي».
وأعرب في هذه المناسبة عن أمله في أن «تقترب روسيا أكثر من إدراك حقيقة أننا لن نتمكن من وقف الحرب في سورية ما دام (الرئيس) الأسد في السلطة».