ثقافة وفن

تعزيزاً لتنمية الحس الإبداعي لدى الأطفال ورشة عمل عن التراث الروسي … نيكولاي سوخوف لـ«الوطن»: نتعاون مع الجمعيات المهتمة بأطفال الاحتياجات الخاصة

| مصعب أيوب

منذ تأسيس المركز الثقافي الروسي بدمشق أخذ على عاتقه مهمة رعاية الأطفال والاهتمام بمواهبهم وتنمية الطاقات الفكرية وتوسيع التكوين الثقافي لهم ولأن الطفل عنصر فاعل في المجتمع ومنه ننطلق للمستقبل والاهتمام به مطلب أساسي وضروري، نظم المركز ورشة عمل عن التراث الروسي والزخارف الشعبية على الخشب خصصها لأطفال جمعية سلوك للتدريب والتأهيل بالتعاون مع جمعية الشهيد أحمد قاديروف، تهدف لإيجاد أنموذج لبيئة ثقافية حاضنة للطفل، تنمي مهارات التواصل والإقناع والإبداع لدى الأطفال، وذلك صباح أمس الثلاثاء عند الساعة العاشرة في مقر جمعية سلوك بدمشق.

انتشار واسع

أعرب السيد تيمور علاء الدين ممثل جمعية الشهيد أحمد قاديروف في سورية عن سعادته بنشاطات الجمعية المستمرة والمنتشرة على كامل الجغرافيا السورية منذ ٦ سنوات من خلال تقديم المساعدات العينية والهدايا للأطفال والنازحين ومراكز اللجوء والمخيمات ونشاطنا اليوم هو الثاني من نوعه للعام ٢٠٢٣ بعد النشاط الذي أقمناه مؤخراً لمرضى السرطان بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي ومركز المصالحة الروسي في سورية، ونوه علاء الدين إلى أن جميع هذه الفعاليات تتم بالتنسيق المنظم مع الجهات الرسمية السورية متمثلة بوزارة الإدارة المحلية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وقد تم توسيع عمل الجمعية لتشمل دور الأيتام ومراكز رعاية المسنين ومستشفى الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.

شراكة متجددة

من جانبها عضو مجلس الإدارة في جمعية سلوك هيا أبو نبوت تقول إننا نرحب ونستقبل أيّ جهة تدعم الإنسانية مهما كان نوعها وتوجهها سواء فنياً أم رياضياً أو مهناً يدوية فنحن نسعى لتقديم وتبسيط كل شيء للطفل ليستقبله بأسلوب ممتع وبرحابة صدر، ونوهت بأنه بعد الدعم الكبير الذي لمسته سلوك سابقاً بعد التعاون مع «الثقافي الروسي» من خلال ورشة عمل (سفينة نوح) كان لا بد من إعادة تكرار التجربة وتجديد العهد بيننا وبينهم للمساهمة في نشر الثقافة الروسية والتراث الروسي لتقديمه للأطفال بطرق مسلية وبسيطة ونحن نسعى بطبيعة الحال لتبني أي فن أو رسالة تحمل في طياتها ما ينمي قدرات الطفل وترفع مستواه، وهو ما أكدته السيدة ولاء الحسن رئيسة مجلس إدارة جمعية سلوك، بدورها أوضحت أن هذه النشاطات محببة كثيراً للجمعية التي تسعى لتعريف الأطفال بالفنون الروسية حيث إن لهذه النشاطات أهمية كبيرة ونحن بحاجة لها كثيراً، وهو من دواعي سرورنا في إدارة الجمعية والقائمين عليها حيث نحاول أن نفتح عيون الأطفال على شيء جديد وغريب عنهم، فمزيج الألوان عبر الرسم يعد باباً لدخول الطفل عالم الإبداع ومهمتنا الإمساك بيده ومساندته والوقوف معه لحظة بلحظة ليعكس رؤيته على الورق، فنحن نسعى دائماً لتجديد فكر الطفل من خلال المزج بين الفنون وتعليمه التعبير عن نفسه ونحن لا ننتظر مقابلاً لذلك وإنما بدافع إنساني بحت.

الثقة والقوة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» مدير المركز الثقافي الروسي السيد نيكولاي سوخوف يقول إنه في إطار نشاطاتنا الدائمة والمستمرة يأتي هذا التعاون مع الجمعيات التي تعنى بأطفال الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وهو أمر ذو أهمية عالية فمن خلالها نتعامل مع المجتمع المدني السوري ونسعى جاهدين لتقديم المساعدة رغم الظروف الصعبة، لأن الأطفال ليس لهم ذنب بشيء، ومن حقهم العيش بهناء وممارسة طفولتهم بشكل طبيعي ونحن بنشاطاتنا هذه نتوجه للأطفال الذين يحتاجون لدعم أو مساعدة ومجال اهتمامنا متشعب ولا نعطي اهتمامنا لجانب دون الآخر، وبالإضافة للدعم المادي فإننا نتيح الفرصة للأطفال لتطوير مهاراتهم في الرسم والغناء والرقص وسائر الفنون، فكما نشاهد اليوم في هذه الورشة نقف عند المحاولات الخجولة للأطفال ونعطيهم الدعم ونقوي لديهم الشعور بالثقة والقوة ومن خلالها يتعرف الطفل على ثقافتنا الروسية ويوسع نطاق معارفه حول العالم والحقائق والأشياء المحيطة به، وتوجه سوخوف في معرض حديثه بالشكر لكل الجمعيات المساهمة والتي تسهم بطبيعة الحال في دعمهم الدائم وتواصلهم، كما أثنى على نشاطات جمعية سلوك في سعيها الدائم لدعم الأطفال والمعوقين.

وأشارت نورا المتطوعة في المركز الثقافي الروسي أن هذه الورشة تفسح المجال لنا لمعرفة الجانب الإبداعي لدى الأطفال ومن خلاله نستطيع دمج ما قدمه الطفل مع الزخارف الروسية بواسطة الألوان لمساعدتهم على الرسم وتوظيف الألوان بصورة صحيحة وشكل مناسب يبهر الناظر إليه لنحصل على نسيج متجانس ومتكامل من خيال الطفل بالاستعانة بالمعطيات الروسية التي بين يديه، وتقول لجين الأبرش إحدى المتطوعات إن مثل هذه الورشات تخلق عندها السرور والبهجة ولا سيما الشراكة بينهم وبين الثقافي الروسي وهو شيء مهم وضروري، كما أوضحت أن لوحة ما ربما لا تثير اهتمامنا نحن كيافعين أو بالغين أو لا نعطي لها بالاً في حين يعتبرها الطفل شيئاً مهماً وإنجازاً عظيماً فمن خلالها يقوم الطفل بالتعبير عن نفسه ويفرغ الطاقة بداخله.

نرسم الابتسامة

وتقول سالي الطويل المتطوعة في جمعية سلوك إن إدخال السرور لقلب الطفل يشعرني بالفرح ويخلق لدي شعوراً بأهمية وجودي حيث أثبت ذاتي من خلال مساعدة هؤلاء الأشخاص وأشعر أنني أستطيع تقديم المساعدة وأن أكون ذاتي في المجتمع وأشارت إلى أن وجود تعاون إنساني مع جمعيات خيرية أخرى شيء يجعلنا نشعر بالفخر وهو أساسي وضروري لتبادل الخبرات والمعارف حيث نأخذ منهم ونعطيهم وهذا يفسح المجال لنا ولجمعيات أخرى من أجل التعاون لاحقاً في أعمال فنية أو مناسبات أو أحداث مهمة، وتضيف الطويل: إنه في ظل الظروف التي تعيشها سورية والمنطقة بشكل عام فإن مثل هذه الورشات التي تقدم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي أمر في غاية الأهمية لما له من أثر عظيم في تعويض النقص لدى الأطفال إذ إن منهم من يعاني متلازمة داون ومنهم من يشكو تأخراً في النمو والبعض لديهم مشاكل في النطق… ولا بد لنا من محاولة رسم ابتسامة صغيرة على وجوههم ولو بقدرات صغيرة وإمكانات قليلة، فالقليل بالنسبة لنا يعد شيئاً عظيماً لهم.

وفي نهاية الورشة قام كل من مدير «الثقافي الروسي» السيد نيكولاي سوخوف والسيد تيمور علاء الدين ممثل جمعية الشهيد أحمد قاديروف والسيدة ولاء الحسن رئيسة جمعية سلوك بتوزيع بعض الهدايا الرمزية على الأطفال المشاركين في محاولة بسيطة لإدخال البهجة إلى صدورهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن