سخاء وزارة الصحة: 85 ليرة لثلاث وجبات بالمشافي للأطباء والمرضى.. والمعامل لا ترغب بالتعاقد معها … مدير مشفى أباظة: نعاني نقص اختصاصات وصعوبة بتأمين الإقامة والطعام للأطباء المقيمين
| القنيطرة- خالد خالد
اعتبر مدير صحة القنيطرة عوض العلي أن زيادة أسعار الدواء كانت مدروسة وضرورية بسبب فقدان بعض الأصناف الدوائية والمطلوبة رغم الأعباء المالية التي سيتكبدها المريض، مؤكداً خلال رده على تساؤلات أعضاء نقابة الصحة حول تباين أسعار الدواء بين صيدلية وأخرى وعدم وجود تعرفة موحدة للدواء أن دائرة الرقابة الدوائية بالمديرية نظمت الكثير من المخالفات والإغلاق، وهذا الأمر سبب إحراجاً للإدارة التي تعرضت للانتقادات الكثيرة بسبب إغلاق عدد من الصيدليات، مطالباً بالاستمرار بتقديم الشكاوى على أي صيدلية لا تلتزم بالتعرفة الجديدة.
وحول نقص بعض الأدوية بالمراكز الصحية أشار العلي إلى أن استجرار الدواء مركزي، علماً أن مديرية صحة القنيطرة وفرت 70 بالمئة من الأدوية المزمنة، وهناك بعض الأصناف المطلوبة من المرضى لا تتوفر بالمديرية لأن المعامل وشركات الأدوية المنتجة لا ترغب بالتعاقد مع الصحة، لافتاً إلى أن بعض المرضى اعتادوا المراكز الصحية التي كانت توفر المضادات الحيوية وأدوية الالتهاب والسيتامول وغيرها من الأدوية، وهذا الأمر انتهى لأن الوزارة لم تعد تستجر هذه الأدوية.
بدوره أوضح مدير مشفى أباظة بشار حلاوة أن المشفى يعاني عدم وجود اختصاصات طبية ضرورية للمشفى (داخلية كلية) وحالياً مرضى غسيل الكلى اعتمادهم على ممرض، وكذلك غياب اختصاصات الصدرية وجراحة أوعية، وزادت المعاناة بخسارة طبيب العصبية الوحيد بالمحافظة بسبب وفاته مطلع الشهر الحالي، عدا النقص ببعض الاختصاصات كالتخدير والأشعة والأطباء المقيمين والفنيين، حيث لا يوجد أي مقيم من اختصاص تخدير أو أشعة، علما أن عبء العمل الخالي والكبير وقع على العدد الموجود بالمشفى من الكوادر الطبية.
ولفت إلى النزف الكبير للأطباء ورغبتهم بترك العمل للسفر أو التعاقد مع المشافي الخاصة، نظراً لغياب الحافز للطبيب الاختصاصي ودوامه بالمشفى لصعوبة النقل وضعف الرواتب والأجور، مبيناً أن بعض الأطباء الاختصاصيين عرفوا وجع المشافي ومسكوها من اليد التي توجعها، حيث لا يمكن فصل طبيب أو إنهاء عقده لأن ذلك سيضع المشفى في موقف محرج وإفراغه من الأطباء، من دون إغفال ظروف الأطباء والوضع المعيشي لأن الرواتب غير ملبية، وهذا يتطلب دعماً مالياً فورياً للأطباء لاستمرارهم بعملهم.
وأفاد حلاوة أن عدد الأطباء المقيمين الحالي 310 أطباء وهذا الأمر يترتب على إدارة المشفى تأمين الأسرّة والملابس والحرامات والطعام وأماكن الإقامة، موضحاً أن جعالة الطعام للمريض والطبيب المقيم 85 ليرة لثلاث وجبات باليوم، في حين أن سعر البيضة 1000 ليرة وقرص الفلافل 200 ليرة، آملاً من الجهات المعنية المساعدة في تذليل منغصات العمل ومنها قدم الآليات وكثرة أعطالها وارتفاع أجور إصلاحها، وكثرة أعطال سيارة الإسعاف الوحيدة بالمشفى بسبب قدمها، مشدداً على أن المشفى ليقوم بواجباته ومهامه بحاجة إلى خط معفى من التقنين للحفاظ على الأجهزة التي تقدر بالمليارات من الأعطال بسبب ضعف التوتر والانقطاع المتكرر للكهرباء، وتزويد المشفى بكمية كافية من المحروقات، بسبب تشغيل الطبقي المحوري نتيجة ضعف التوتر.
وبيّن رئيس نقابة عمال الصحة صايل الصالح حصول النقابة على موافقة الاتحاد العام لنقابات العمال لفتح صيدلية في مشفى أباظة، حيث باشرت النقابة بإجراءات تركيب غرفة مسبقة الصنع ووضعها داخل حرم المشفى وعند مدخل الإسعاف بهدف تخفيف الأعباء على المرضى والمراجعين من الحصول على الأدوية وخاصة ليلاً لعدم وجود صيدلية مناوبة على أرض المحافظة، مؤكداً أن ريع الصيدلية سيعود لمصلحة صندوق المساعدة التابع لنقابة عمال الصحة وهذا ينعكس إيجاباً على المساعدات المقدمة للعاملين، آملاً من مجلس إدارة المشفى إعفاء الصيدلية من قيمة عقد الإيجار لكونها رافداً جيداً للصندوق.
ولفت الصالح إلى أن عدد المستفيدين من الصندوق 112 عاملاً وإجمالي مبالغ المساعدة نحو13.2 مليوناً وتوزعت ما بين وفاة وتقاعد وزواج وزيارات مرضية و(نهاية خدمة 58 عاملاً)، مضيفاً بمنح قروض لـ37 عاملاً في القطاع الصحي خلال العام الماضي ومن دون فوائد وبمبلغ قدره 5.8 ملايين.
وطالب عمال القطاع الصحي بضرورة معالجة النقص الكبير في الكادر الطبي والتمريضي في القطاع الصحي وخاصة مشفى أباظة والمراكز الصحية والأثر السلبي على سير العمل جراء زيادة سعر المحروقات والتخفيض الملحوظ في مخصصات الآليات وخاصة سيارات المبيت.