مالي أكد استعداد واشنطن لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع طهران … إيران: قد نغير إستراتيجيتنا نحو الأزمة في أوكرانيا بعد تصريحات بودولاك العدائية
| وكالات
أوضح مسؤول إيراني، أمس الثلاثاء، أن إيران قد تغير إستراتيجيتها نحو الأزمة في أوكرانيا في أعقاب التصريحات العدائية من مستشار مكتب الرئاسة الأوكراني، حول الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة عسكرية في أصفهان، على حين أكد المبعوث الأميركي الخاص لطهران روبرت مالي، استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران، مشيراً إلى أن الدبلوماسية هي الحل الأفضل.
ونقلت وكالة «نور نيوز» الإيرانية عن مسؤول مطلع قوله أمس: «إذا لم يتم تصحيح التصريحات العدائية لـميخايلو بودولاك مستشار رئيس أوكرانيا ضد إيران من قبل السلطات الرسمية في هذا البلد، فقد يؤدي ذلك إلى ردود فعل مختلفة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وإشارة إلى موقف إيران المبدئي تجاه الحرب في أوكرانيا، وتأكيدها المستمر لضرورة وقف الصراع العسكري وحل النزاع من خلال الحوار بين روسيا وأوكرانيا، وأضاف: «على حين تتهم حكومة أوكرانيا إيران بدعم روسيا في السلاح من خلال تحريض شركائها الغربيين بناءً على معطيات مفبركة، لم تتمكن حتى الآن من تقديم أي وثائق تثبت تلك المزاعم».
وتابع المسؤول المطلع: «في الاجتماع المشترك الأخير الذي عقد بين الخبراء السياسيين والعسكريين في البلدين في قطر لم يتم الحصول على وثائق، والجانب الأوكراني لم يقدم دليلاً على ادعاء دعم إيران لروسيا بالسلاح، وتم الاتفاق على عرض الوثائق في الاجتماعات القادمة».
واعتبر القبول الضمني لتورط أوكرانيا في هجوم المروحيات المسيرة على المنشأة بوزارة الدفاع في أصفهان من قبل مستشار زيلينسكي بمنزلة اعتراف مسؤول، وشدد على أن تهديد الأمن القومي الإيراني يمكن أن يكون مبعثاً لأن يحصل تغير في مواقف إيران فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا واعتماد نهج جديد بما يتناسب مع سلوك حكومة كييف.
إلى ذلك نقلت وكالة «سبوتنيك» عن المبعوث الأميركي الخاص لطهران روبرت مالي تأكيده أن الخيار العسكري مع إيران مطروح على الطاولة إذا أخفق المسار الدبلوماسي التفاوضي بين الجانبين فيما يخص الاتفاق النووي.
وقال مالي في مقابلة مع قناة BBC، إن «الإدارة الأميركية ليست في مجال تغيير النظام الإيراني، على الرغم من استمرار المشاكل خلال العامين الماضيين»، مؤكداً أن «الدبلوماسية هي الحل الأفضل».
وأضاف: «مستعدون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران، لكننا لن نتردد في اتخاذ خطوات أخرى لتقييد البرنامج النووي الإيراني»، متابعاً: «إيران قريبة جداً من امتلاك اليورانيوم المخصب لمستوى صنع قنبلة ذرية».
وفي السياق نقلت وكالة «نوفوستي» عن ممثل روسيا الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف قوله إن انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة، دفع طهران نحو تطوير برنامجها النووي.
وأشار أوليانوف الذي يترأس الوفد الروسي في محادثات فيينا إلى أن برنامج إيران النووي بات الآن يتجاوز الحدود التي حددتها الصفقة من جميع النواحي تقريباً، لكن هذه الخطوات تتسم بالطابع التراجعي.
وأضاف: «بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لدفع تطوير البرنامج النووي الإيراني بشكل ملحوظ من الناحيتين الكمية والنوعية، وهنا يجب الاعتراف بأن واشنطن نجحت في ذلك، فقد تجاوز الإيرانيون من جميع النواحي تقريباً الحدود التي حددتها خطة العمل الشاملة المشتركة، ومضوا قدماً حتى مقارنة بما كان لديهم قبل إبرام الصفقة في عام 2015. ومع ذلك يبقى كل ما يجري تحت المراقبة الكاملة واليقظة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى ذلك، يبقى من الممكن التراجع عن الخطوات التي اتخذتها إيران خارج خطة العمل الشاملة المشتركة، ولا يتطلب تحقيق ذلك سوى القليل: العودة إلى طاولة مفاوضات فيينا واستعادة الاتفاق النووي».
ونوه أوليانوف بأنه تتم مناقشة تطور برنامج إيران النووي من حيث المبدأ في كل جلسة من جلسات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن كل هذا لا علاقة له بالعمليات السياسية والدبلوماسية الحقيقية.