أنباء عن مغادرة مجموعة مسلحة في إدلب إلى جبهات أوكرانيا … «النصرة» يصعد ضد أنقرة خشية تحولها لإنهاء «ملفه»
| وكالات
بعد أن ساد في أروقته أنباء عن وجود تحول في الموقف التركي لإنهاء ملفه، وجد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ضالته في مقتل أحد مسلحي ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» مؤخراً في شمال غرب سورية والتي اتُهمت أنقرة بتصفيته، فرصة لتأليب الحاضنة الشعبية وحشدها لمصلحته ضد موقف الإدارة التركية من التقارب مع دمشق.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن «النصرة» صعد من لهجته تجاه الإدارة التركية، حيث حمل أحد متزعميه البارزين ويدعى جهاد عيسى الشيخ الملقب «أبو أحمد زكور» في سلسلة تغريدات نشرها على موقع «تويتر»، أطرافاً في جهاز استخبارات الإدارة التركية بالوقوف خلف عملية قتل المتزعم في «أحرار الشام» المدعو صدام الموسى والملقب «أبو عدي عولان» نتيجة استهداف منزله في قرية الحدث بريف مدينة الباب في ريف حلب الشرقي بصاروخ أطلق من طائرة مسيرة مجهولة في الـ25 من الشهر الماضي.
وحذر الشيخ في تغريداته، من احتمالية تنفيذ عمليات قتل أخرى، وذكر أن هناك قائمة معدة بأسماء شخصيات معينة لاستهدافها.
وأشارت المصادر، إلى أن مسؤولي الإدارة التركية المكلفين بمتابعة شؤون هذه المناطق المحتلة، طلبوا من حواجز ما تسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي ويضم عدة فصائل، التدقيق على الوافدين من إدلب باتجاه مدينتي عفرين وإعزاز المحتلتين بريف حلب، ومنع مرور متزعمي «النصرة» الذين اعتادوا على التجول في هذه المناطق طوال الأشهر الماضية، الأمر الذي قرأه التنظيم على أنه موقف تصعيدي ضده.
وحسب المصادر، فإن الاعتقاد يسود داخل أروقة متزعمي «النصرة» بوجود تحول في الموقف التركي، وبأن المشهد السوري مقبل على تبدل التحالفات الدولية، وترجيح اقتراب أنقرة أكثر من محور «أستانا» والابتعاد أكثر عن موقف الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني زيادة احتمالية تنفيذ بنود اتفاقات سوتشي وأستانا، بما في ذلك إنهاء ملف تنظيم «النصرة»، ولذا فإن الأخير يحاول جاهداً التمدد أكثر في عفرين وإعزاز والباب، والذي يبدو أنه وجد في مقتل الموسى فرصة مؤاتية لتأليب الحاضنة الشعبية وحشدها لمصلحته ضد الموقف التركي بحجة عرقلة فرص المصالحة مع دمشق.
وأشارت المواقع، إلى أن الإدارة التركية على الأرجح، وصلت إلى معلومات تؤكد أن تنظيم «النصرة» يسعى من خلال تعزيز نفوذه في مدن جرابلس وإعزاز وعفرين بريف حلب للحفاظ على نقاط تماس مع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، تحسباً لأي سيناريوهات سيئة في المستقبل، كتعرضه لضغوطات من أجل حل نفسه على سبيل المثال.
ورجحت، أن «النصرة» وبعد سيطرته على نقاط تماس مع «قسد»، سيلجأ في حال تعرضه لضغوطات تركية إلى التلويح بالتواصل مع الميليشيات وإقامة علاقات معها.
بالتوازي نقلت قناة «الميادين» عن مصادر محلية في إدلب بأن مجموعة جديدة من المقاتلين الأجانب من جنسيات شيشانية وأوزبكية وطاجكستانية غادرت إدلب قبل أسبوعين، ووصلت إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضد الجيش الروسي، إذ تضاربت الأنباء حول عدد عناصر المجموعة بين 17 و25 مقاتلاً، والذين كانوا قد غادروا تباعاً إلى تركيا قبل نقلهم إلى أوكرانيا.
وأكدت المصادر أن المافيا التركية دخلت على خط نقل المقاتلين من إدلب إلى تركيا في مقابل مبالغ مالية لتأمين وصولهم إليها، ومن ثم نقلهم إلى أوكرانيا، من خلال استخدام وثائق مزورة لمنع اعتقال العناصر المدرجة أسماؤهم في قوائم المطلوبين دولياً.
وحسب المواقع، فإن شكوك أنقرة باتخاذ «النصرة» خطوات معاكسة لسياستها في الشمال السوري ازدادت نتيجة سعي التنظيم المستمر لفتح قنوات اتصال مع الدول الغربية عبر قنوات خلفية بهدف رفع اسمه من قوائم الإرهاب.