رياضة

في نادي الجزيرة.. لا عدالة في حكم العدالة!

| الحسكة - دحام السلطان

أُنهيت «تراجيديا» كرة القدم في نادي الجزيرة بطريقة فوقية مهينة، وبتمثيل بدائي ركيك، وبإخراج نمطي هزيل، اكتفت حبكتها «غير الموفّقة» بالضحك على اللحى وامتهان العقول والاستخفاف بها، من خلال سيناريو شكلي ضاع بين مطرقة الشكل وسندان الموضوع «للبروباغندا» المستحدثة والوافدة الجديدة على كرتنا البدائية المنهج، والسلبية في التفكير، والمتواضعة في الأداء، فجاءت هذه المهزلة لتعلن عن نفسها صراحة على خلفية تم اكتشافها أخيراً اليوم وبالعين المجرّدة فقط، بعد ظهور الشكل وبيان موضوع التفاهمات المتبادلة مِن مَن هو قائم على الرياضة السورية عموماً وعلى كرة القدم خصوصاً «فوق»، ومع وجود مرفقات لها من تنازل عن المهنية في الضمير المهني المنقاد لهذا وذاك وللأسف!

المنطق خسران

المغامرة الجزراوية الأحادية الجانب خسرت المعركة ببساطة، لأنها تحدّت المنطق على الرغم من أنها لم تعتمد في كل جولات معركتها الخاسرة إلا على ذلك المنطق والتعامل مع أساسياته، قبل أن تكتشف أن سوقه أصبح كاسداً ولا رواج له اليوم، وقبل أن يُوضع حد لها وإزالة استمرار بقاء فريقها بين لائحة الدوري الممتاز، وبالتالي فإن معضلة زلة اللسان قد انتهى مفعولها قبل أن ينتهي تاريخ صلاحياتها، التي من المفترص أنها كانت تقضي بمواصلة الصرف على نفقات الفريق الجزراوي خلال فترة وجوده في الدوري من كتلة «المليار» المزعومة التي برّ بها من تبرّع وتصدّى وتأبط مهمة كبش فداء الواجهة فيها بحديث البر والجود والكرم المزعوم الذي جاء به قرار «تنفيذي» الرياضة المركزية الشفهي وعلى الهواء مباشرة، قبل أن يتفاجأ الجزراويون بأنه ما هو إلا كلام ليل و«مدهون بزبدة»، واكتفاء أهل الحل والربط هنا بنعمة الخلاص والتهليل والتصفيق لصافرة النهاية الجزراوية المغتصبة والحزينة، وليسجّل له التأريخ الجزراوي بأنه كان الشاهد الحي على مقتل نادي الجزيرة!

علني ومبطّن

مذكرة الاستئناف التي رفعها نادي الجزيرة للحصول من خلالها على القبول بمضمون العودة إلى الدوري، لاسترداد حقه المسلوب الذي رُفض أن يُصدّق من المشككين بالواقع المعقّد العام الذي تعيشه المحافظة، واختلاق شماعة عدم وصول الرسم المالي الذي ينبغي أن يكون مرفقاً بالاستئناف والبالغ ٥٠٠ ألف ليرة، فإن المسألة يؤكدها من كان قائماً على إدارة النادي، في أن المبلغ تم تحويله يدوياً عبر شركة «الهرم» للصرافة من النادي إلى يد رئيس تنفيذية الحسكة ريمون دوشي الذي كان موجوداً في دمشق، لتعذّر التحويل عبر شبكة التحويل المصرفي من حساب النادي إلى حساب اتحاد كرة القدم.

ومع ذلك فإن الدوشي ريمون لم يقم باستلام المبلغ ومن ثم إيصاله إلى من يهمه الأمر في اتحاد الكرة في الموعد المحدد الذي يسبق اجتماع لجنة استئناف قرار لجنة الانضباط، لأسباب لا نعرفها، لتظل باهتمام من يهمه الأمر، هذا إذا كان بالفعل بيدهم الأمر أو يهمهم الأمر.

وهذا كله يقودنا إلى الجزء المهم من الحقيقة المرّة التي يبدو أنه كان متفقاً عليها علناً ومبطّناً وتُطبخ على نار هادئة بين الحسكة ودمشق، وهي التي كانت بمثابة الضربة القاضية التي أجهزت على نادي الجزيرة وأبعدته عن الدوري وهو المطلوب، للقضاء على اسم ما بقي من نادي الجزيرة!

شيمة لم تكتمل

في السياق المهم وعلى خط مواز لكشف أحقية الجزيرة في الدفاع عن حقوقه، لقطع الشك باليقين والانتهاء من دابر الكلام ووضع حد للغط والمناوشات التي علا سعيرها وغليانها بين رئيس النادي السابق والرئيس التنفيذي الحالي لدرجة التخوين، ليكون العمل على المضمون حيال موضوع الرسم المالي المرتبط بمذكرة استئناف النادي لقرار لجنة الانضباط، فإن أحد الجزراويين الغيارى من المقيمين في هولندا بأوروبا، «شالته الحميّة والشيمة والفزعة» وهو زميل إعلامي رياضي له اسمه المعروف في الوسط الرياضي والإعلامي على مستوى الجزيرة والقطر، حيث اتصل هاتفياً بـ«الوطن»، وأكد أنه تبرّع بكامل رسم الاستئناف، وقال بأن المبلغ كاملاً وصل يوم الأحد الماضي، أي قبل عقد اجتماع البت بالاستئناف بيومين، ليد رئيس لجنة المسابقات في اتحاد اللعبة طلال بركات وبمعرفة أمين السر فيها جمال عثمان عن طريق أحد أقربائه المقيمين في دمشق، ومع ذلك فإن الجزيرة لم يحصل على حقه بعد استيفائه لكامل شرطي الاستئناف من مذكرة الاستئناف، وهنا تكمن حقيقة أخرى للمشكلة أيضاً، وتؤكد حالة التفاهمات المتبادلة بين الصالة الرياضية والفيحاء، لتثبت الرؤية وتطيح بنادي الجزيرة إلى غير رجعة وليظل الأمر أيضاً برسم من يهمه الأمر في العاصمة، لحسم معدلات مسألة إبريق الزيت وبيان معرفة من ضرب الطبل «بعجاجة» ومن دبك «بغويران»؟

ماذا تريد

من خلال ما تم عرضه آنفاً حيال تلك المهزلة المضحكة التي وقعت برأس رياضة محافظة الحسكة، يتساءل الجزراويون باعتبارهم أهم الخاسرين في القضية، ما المغزى من كل هذا التنمّر والتهكم تجاه النادي وما تعرّض له من مظالم؟ وهي المظالم التي شرح كل منها نفسه بنفسه وفي زمانه المحدد من حرمانه اللعب على أرضه والحلول البديلة التي أردفها بمطالبه، إضافة إلى ما حصل مع الفريق خلال سفره من الحسكة ومنعه من السفر أحياناً وخلال فترة وجوده في الدوري وظروف الإقامة التي رافقته ومظالم التحكيم والمعايير المزدوجة نحوه وسوى ذلك، وبناء على ذلك، ماذا يريد اتحاد كرة القدم؟ وماذا تريد القيادة الرياضية في العاصمة من النادي؟ وماذا عن موقف الرسميين والمعنيين وعلى جميع المستويات في الحسكة من النادي؟ فالمسألة وببساطة فإن نتيجتها واضحة، وتؤكد لتقول: من يريد أن يدرك ويتيّقن أن وجود فريق كرة الرجال بنادي الجزيرة الممثل الوحيد للرياضة الوطنية في محافظة الحسكة السورية هو أكثر من رياضة فهذا شأنه، ومن لا يريد أن يعرف فهذا أيضاً شأنه، وبالتالي فإن استمرار وجود الفريق من وجهة نظر الجزراويين، كان لأجل المفضلة الأولى، قبل أن تنحدر الأمور وتنزلق إلى هذه التمثيلية المكشوفة والسافرة في المفضلة الثانية، وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن