مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين يجيب عن الاستفسارات المتعلقة بمسابقة وزارة الخارجية … السفير مصطفى: سر الثقة بالدبلوماسية السورية هو التصاقها بالقضايا الوطنية
| سيلفا رزوق - تصوير: طارق سعدوني
اعتبر مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين السفير عماد مصطفى أن الهدف من المسابقة التي أعلنت عنها الوزارة مؤخراً هو تعيين عدد من الدبلوماسيين، مبيناً أن هذه المسابقة ستتكرر ثلاث مرات خلال الفترة القادمة، كاشفاً أن الوزارة فضلت أن تجعل العدد صغيراً لتوسيع الفرص بالنسبة للمتقدمين ويكون المعيار الوحيد لهذه المسابقة أعلى مستويات الكفاءة والوعي الوطني والسياسي ومنهجها النزاهة المطلقة والابتعاد عن أشكال التحيز.
وبين السفير مصطفى أن السلك الدبلوماسي السوري أصبح لديه فهم واضح لطبيعة المعارف التي يحتاجها الدبلوماسي السوري، وبالنسبة للعدد يجب أن يتناسب مع البعثات الموجودة والشواغر المتاحة، حيث ارتأت الوزارة إجراء مسابقات أخرى خلال السنوات الثلاث القادمة.
السفير مصطفى لفت إلى أنه بالنسبة لشرط العمر فإن الموضوع مرتبط بالسياسة العامة للدولة والتوجه العام في رئاسة الحكومة ووزارة التنمية الإدارية، مبيناً أن السلك الدبلوماسي السوري أصبح لديه فهم واضح لطبيعة المعارف التي يحتاجها الدبلوماسي السوري بالذات إضافة إلى المهارات والأدوات وحرفة العمل وهناك التزام حقيقي صادق ونابع من القلب بالقضايا الوطنية.
وأشار مصطفى إلى أن مسابقة وزارة الخارجية والمغتربين لن تدار حصراً من قبلها، حيث يتشارك في المسابقة أطراف متعددة، وأن المشاركين في التقييم والاختبار ليسوا حصراً موظفين في وزارة الخارجية أو المعهد الدبلوماسي، فبعضهم أسماء كبيرة على مستوى البلد وهم من مكانات عالية.
وقال: «أعتبر أن سر الثقة بالدبلوماسية السورية هو التصاقها بالقضايا الوطنية السورية، والدبلوماسي السوري يدافع عن هذه القضايا لأن هذا هو فكره وعقيدته وتربيته وأسرته ووطنه وانتماؤه السوري».
وخلال لقاء صحفي أجراه أمس وجرى تخصيصه لمسابقة وزارة الخارجية والمغتربين لعام 2023 والتي جرى الإعلان عنها مؤخراً، بين مدير المعهد الدبلوماسي أن الهدف من هذه المسابقة بالدرجة الأولى تعيين عدد من الدبلوماسيين بالوزارة، مبيناً أن هذه المسابقة ستتكرر على الأقل ثلاث مرات خلال فتره زمنيه قصيرة، وهذه الفترة ستكون ممتدة خلال ثلاثاً أو أربع سنوات قادمة.
توسيع فرص
وبين السفير مصطفى أن الوزارة فضلت أن يكون العدد صغيراً نسبياً وعلى عدة دورات بهدف توسيع الفرص، وإعطاء فرص أكثر لأشخاص قد يكونون الآن قيد تحضير الدكتوراه وقيد تحضير الإجازة الجامعية، أو يريدون أخذ فرصتهم خلال الفترة القادمة، «نحن نعتقد أن من حق الوزارة وواجبها اجتذاب أعلى الكفاءات على الإطلاق للخدمة في هذا السلك الذي يخدم بشكل مباشر المصالح الوطنية في الجمهورية العربية السورية، ومعيارنا الوحيد في هذه المسابقة هو الارتقاء نحو أعلى مستويات الكفاءة والوعي الوطني والسياسي، ومن النهج الذي سنعتمده ويقوم على الشفافية وعلى النزاهة التامة والمطلقة والابتعاد عن أي شكل من أشكال المحاباة أو التحيز أو تفضيل شخص على آخر أو فئة على أخرى، ونحن نريد من وسائل الإعلام أن تراقب وتساعد بهذا التوجه».
توجهات عامة
ورداً على سؤال «الوطن» حول اعتراض الكثيرين على مسألة تحديد العمر حيث اعتبر أنه إجحاف بحق الكثيرين ويحرمهم من فرصتهم بالتقدم للمسابقة، قال السفير مصطفى: «إن قضية تحديد عمر المتسابق هي قضية تتعلق بالسياسة العامة للدولة كما أقرها مجلس الوزراء ووزارة التنمية الإدارية، وبالتالي التزمنا بالخطوط العامة والتوجهات العامة للدولة السورية بموضوع العمر، ولا يوجد شيء خاص كان لوزارة الخارجية رأي به».
وبخصوص موضوع اشتراط اللغة بالمسابقة بين السفير مصطفى أنه وبشكل عام فإن الوزارة تأخذ خريجين جامعيين من سورية، والجمهورية العربية السورية هي الدولة الوحيدة على الساحة العربية التي تدرس اللغة العربية حتى في الجامعة، وبالتالي «نحن نعتقد ونتوقع الحد الأدنى لخريج الجامعات السورية أنه محقق وهو إجادة اللغة العربية كتابة وقراءة، وضبطاً نحوياً، لكن هذا لا يعني أن هناك مراحل في المسابقة، وطرقاً لقياس قدرة أو ضعف المتسابق، وأحد الامتحانات هو مهارات التواصل، وبالتالي وجود شخص لا يجيد التعبير عن نفسه باللغة العربية فإنه سيحكم علي نفسه بالخروج من المسابقة.
أما بالنسبة للغة الأجنبية فقد لفت مدير المعهد الدبلوماسي إلى أنه ستكون هناك مراحل أخرى أولها الامتحان المؤتمت هو امتحان معتمد عالمياً، ومعهد اللغات في جامعة دمشق هو الذي سيجري الامتحان وهو امتحان ذو مصداقية عالية جداً، وعالمي، ويعتمد علي مهارات متعددة السمع والفهم والقراءة والاستماع والإصغاء، وأضاف: «ثقتنا عالية بهذا الامتحان ومع ذلك في مرحلة متقدمة أخرى في المسابقة، هناك محور تحليل سياسي باللغة الأجنبية ومناقشة هذا الشخص المتقدم باللغة الأجنبية، ناهيك عن الترجمة بالاتجاهين من العربية إلى الأجنبية ومن الأجنبية إلى العربية، ونحن دائماً نتوخى أكبر قدر ممكن من جودة العمل والنزاهة».
وفي معرض رده علي سؤال حول خبرات المتقدمين، بين السفير مصطفى أن المسابقة مفصلة على مراحل والذين سيجتازون المرحلة الأولى، فإنه لن يخلو الأمر لاحقاً من مجموعة محاضرات ومجموعة كراسات وكتب ومواقع على الإنترنت، يطلب من المتقدمين مراجعتها، وقال: «الحقيقة أن السلك الدبلوماسي حين يرسل دبلوماسياً إلى الخارج ولاسيما في بلد مستهدف مثل بلدنا، يتعرض لمواقف بالغة الصعوبة ومفاجئة، وهناك قضايا كسرعة البديهة والقدرة على التماسك والصبر وعدم الانهيار أمام الضغط الشديد، كلها سمات لابد من تلمسها وقياسها أمام كل هؤلاء المتسابقين، وسنلقي محاضرة في مهارات التواصل».
التزام صادق
وأضاف: «الدبلوماسي السوري بالذات إضافة إلى المهارات والأدوات وحرفة العمل هناك التزام حقيقي صادق لديه ونابع من القلب بالقضايا الوطنية السورية، فهو يدافع بحماسة وحرارة، واعتبر أن سر ألق الدبلوماسية السورية هو التصاقها بالقضايا الوطنية السورية، فالدبلوماسي السوري يدافع عن هذه القضايا لأن هذا هو فكره وعقيدته وتربيته في أسرته ووطنه وانتمائه السوري».
السفير مصطفى لفت إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين حاولت ألا تدار هذه المسابقة حصراً من قبلها، حيث تتشارك في المسابقة أطراف متعددة، وقال: «لدينا من جامعة دمشق طرفان مختلفان معهد اللغات وكلية الهندسة المعلوماتية، وكل من هاتين المؤسستين تم توقيع اتفاقية معها لإدارة طرف من أطراف هذه المسابقة، كذلك تربط بين وزارة التنمية الإدارية والمعهد الدبلوماسي اتفاقية تعاون، فهي تأخذ دوراً مهماً في محاولة سبر وتقييم الإمكانات الكامنة والواعدة في المستقبل للدبلوماسي الشاب، وبالنسبة للذين يرغبون بالتقدم إلى المسابقة هناك إجراءات أخرى ستكون في المعهد الدبلوماسي، لكن المشاركين في التقييم والاختبار ليسوا حصراً موظفين في وزارة الخارجية أو المعهد الدبلوماسي، وبعضهم أسماء كبيرة على مستوى البلد، وهم من مكانات عالية، ونحن نؤمن بأنه كلما وسعنا دائرة التقييم والاختبار في هذه المسابقة كلما حققنا مستوى أعلى من الكفاءة والجودة في الانتقاء، ومستوى أعلى من النزاهة والشفافية والابتعاد عن كل ما يمكن أن يسم هذه المسابقة بأي شائبة».
مدير المعهد الدبلوماسي الذي أكد أن وزارة الخارجية والمغتربين عاقدة العزم على الالتزام بالجدول الزمني للمسابقة، بين أن السلك الدبلوماسي السوري خلال تاريخ الوزارة أصبح لديه فهم واضح ونمط مألوف بطبيعة المعارف والخبرات والمهارات التي يحتاج إليها الدبلوماسي السوري، وطبعاً هناك استثناءات، لكن هذا هو التوجه العام ولكي يتم ترك فسحة أمل لمن هو خارج هذه الاختصاصات، جرى قبول حاملي الماجستير والدكتوراه من ضمن الاختصاصات المطلوبة حتى لو كانت الإجازة الجامعية مغايرة، وقال: «نعتقد أن هذه الخطوة تنسجم مع طبيعة عمل الوزارة ومن يرغب بأن يتقدم إلى المسابقة، ونرى أن هناك مرونة معقولة جداً في هذا الجانب».
عدة مسابقات
أما بالنسبة للعدد المطلوب لهذه المسابقة فأشار مصطفى إلى أن الاتجاه في الوزارة هو أن تجري مسابقة يطلب فيها عدد يتناسب مع البعثات الموجودة، والشواغر المتاحة، وبالتالي رأت الوزارة أن يطلب الآن هذا العدد من المتسابقين ولاحقاً تجري عدة مسابقات خلال فترات زمنية متقاربة».
ولفت إلى أن الامتحان لسبر القدرات الكامنة للمتقدمين، مبيناً أنه عادة فإن الدبلوماسيين يخضعون لدورات وهذا يشمل حتى الدبلوماسيين بمنزلة سفير أو وزير، مبيناً أنه بعد النجاح بالمسابقة ومن يتم تعيينه كملحق متمرن يقضي وقتاً طويلاً في المعهد يمتد من ستة أشهر إلى سنة، ويخضعون لعدد كبير من الدورات، كما يتم توزيعهم في الإدارات المختلفة وبعد ذلك يرسلون إلى أول بعثة لهم بصفة ملحق وهو أدني موقع في الهرم الوظيفي الدبلوماسي، ويتم تقييمهم حتى وصولهم إلى درجة سفير وعمليات التقييم مستمرة.
وفيما يخص الشرط الخاص برفض إشعارات التخرج قال السفير مصطفى: «هناك مسطرة يتم استخدامها في القياس بأنه يجب أن تكون هناك وثيقة رسمية صادرة عن مؤسسة معترف فيها تؤكد أن المتقدم متخرج، ونحن استفسرنا من وزارة التنمية الإدارية حول هذه النقطة وأفادتنا بهذا الجواب».
من جهته لفت أمين سر لجنة الإشراف العليا للمسابقة جهاد الجوجو إلى أن وزارة التنمية الإدارية سيكون لها دور في كل مراحل المسابقة، وستشرف على اختبارات المهارة الذاتية في المرحلة الأولى، كذلك لها دور في مرحلة لاحقة باختبارات تحليل الشخصية فهي مختصة بما لها من اختصاص يتعلق بموظفين وإدارة فهذا دور الوزارة.
وبين الجوجو أنه بكل الامتحانات هناك مواعيد وردت بالقرار المعلن عنها في المسابقة، والمرحلة الثانية في الاختبارات وهي مرحلة اختبار المهارات الذاتية واختبارات الحاسوب واللغة ستبدأ من الأول من نيسان المقبل وتنتهي بـ8 منه، وينص قرار الإعلان عن المسابقة أيضاً بأنه يجب أن تصدر النتائج خلال 10 أيام من تاريخ انتهاء الامتحان، مؤكداً أن كل المواعيد محددة ومضبوطة في القرار وسيتم العمل بالبرنامج بحذافيره لأن القرار هو المرجعية.