معوقات المصالحة لا توقف الحوار ورفع مستوى التواصل.. والكرة في ملعب إدارة أردوغان … انعطافة أنقرة مستمرة والتطبيع مع دمشق رهن خطوات الأولى
| حلب- خالد زنكلو
قالت مصادر متابعة لملف المصالحة السورية- التركية: إن انعطافة أنقرة باتجاه دمشق خلال الأشهر الماضية، بعد قطيعة دامت زهاء ١٠ سنوات، مستمرة في المرحلة المقبلة، بدليل استمرار رغبة الأولى في استمرار الحوار مع الثانية وبذل جهود للارتقاء به مستقبلاً، إلا أن تحقيق نتائج مرضية في مسار التطبيع رهن بالخطوات التي ستبذلها العاصمة التركية.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن»، أن تطبيع العلاقات السورية- التركية ودفع الحوار بينهما من الشقين الأمني والدفاعي إلى السياسي مقرون بخطوات أنقرة المستقبلية وتلبيتها للمطالب السورية المحقة، وأن ذلك ليس إصراراً روسياً فقط بل رغبة تركية بالدرجة الأولى، جسدتها تصريحات مسؤولي إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومن أعلى الهرم، تلبية لمتطلبات ومصلحة الدولة التركية.
وتوقعت المصادر استمرار استدارة العاصمة التركية نحو نظيرتها السورية بعد الانتخابات التركية التشريعية والرئاسية، المزمع إجراؤها في ١٤ أيار القادم، في حال فوز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وبقاء أردوغان في السلطة لدورة انتخابية جديدة.
وربطت محاولات ومساعي مسؤولي أنقرة لإحراز تقدم مع دمشق إلى قرار اتخذته إدارة أردوغان والحزب الحاكم مطلع ٢٠٢١ بتعديل العلاقة مع دمشق بشكل جذري، على خلفية المعطيات والتبدلات السياسية الإقليمية والدولية حيال الأزمة السورية، وفشل الإدارة التركية في تحقيق أي من أهدافها وانعكاس سياستها بخصوص الأزمة السورية بشكل سلبي على الداخل التركي، لجهة تحمل أعباء كبيرة من استضافة اللاجئين السوريين على الاقتصاد والعملة التركية، عدا التكاليف الباهظة لدعم فصائل أنقرة ومن دون جدوى أو طائل، بدليل دوام تهديد الأمن القومي التركي.
المصادر توقعت أن يتم البت، وفي التوقيت المناسب، في المسائل ذات الاهتمام والمصلحة المشتركة للبلدين، وفي إطار سياق بوادر «حسن النية» لتمتين وتعزيز الثقة التي افتقدتها علاقتهما من جراء غزو تركيا لأراض سورية ودعم الإرهاب فيها، وخصوصاً فتح الطرق الدولية مثل طريق حلب اللاذقية «M4» والمعابر التي تصل مناطق سيطرة فصائل أنقرة وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بمناطق سيطرة الحكومة السورية.
ورأت أن معوقات المصالحة في الوقت الراهن، ومنها معارضة الإدارة الأميركية للتقارب القائم، لن تعوق أو توقف الحوار بين البلدين، إذ تعمل إدارة أردوغان باستمرار وبدفع من موسكو على رفع مستوى التواصل مع القيادة السورية، وتأمل بتحقيق انفراج سياسي بلقاء وزيري خارجية البلدين قريباً، بعد تحقيق تقدم في المجالين الأمني والدفاعي.
وبين المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في تصريح أمس أنه حتى الآن لم يتم تحديد لا المكان ولا التاريخ للقاء وزيري الخارجية السوري والتركي، وأضاف: «ربما سيعقد هذا الشهر، لكن لا يوجد قرار محدد، ومع ذلك يمكننا أن نتوقع أن يعقد مثل هذا الاجتماع في غضون الأسابيع القليلة المقبلة». ويؤشر ذلك إلى رغبة واستعجال إدارة أردوغان بتحقيق تطبيع دبلوماسي مع القيادة السورية، لما له من أهمية في دفع عجلات المصالحة إلى الأمام.