رئيس لحامي طرطوس يدعو إلى فتح باب الاستيراد … تناقض اقتصادي.. انخفض الطلب على اللحوم لكن أسعارها ارتفعت
| طرطوس- ربا أحمد
لحوم بيضاء أو حمراء.. باتت من الأحلام عند نسبة كبيرة من المواطن بطرطوس، فمن يستطيع شراء فروج ارتفع ثمنه إلى 37 ألفاً؟ ومن يستطيع شراء كيلو لحم (عجل) وصل سعره لأكثر من خمسين ألف ليرة؟ هذا الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم في محافظة طرطوس أثار استغراب واستهجان الأهالي الذين لم يعودوا يستطيعون سد رمق أسرهم بأقل احتياجاتها الغذائية!
رئيس جمعية اللحامين بطرطوس باسم سليمان أكد لـ«الوطن» أن اللحام يشتري عجوله بشكل يومي من حماة أو حمص بتكلفة سيارة 500 ألف، علماً أن سعر العجل الذي يزن 300 كغ أصبح بـ/7/ ملايين ليرة يضاف إليه أكثر من /3/ ملايين ثمن طن العلف إضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية في الآونة الأخيرة، كل ذلك خلق تكلفة عالية جداً على المربي واللحام، كما أن اللحام يدفع ثمن توليد كهرباء بالملايين شهرياً خوفاً من فساد اللحمة، فالمحل الذي يعمل بشكل متواصل يدفع /6/ ملايين أمبيرات شهرياً وكيلو الأكياس النايلون 17 ألفاً، إضافة إلى أجرة السلخ، لافتاً إلى أن سعر كيلو الخروف الحي أصبح بين 23 إلى 25 ألف ليرة وكيلو العجل الحي بين 20 إلى 22 ألف ليرة، علماً أنها كانت أقل بألفي ليرة في الأسبوع الفائت.
وعن سبب هذا الارتفاع الكبير، أوضح سليمان أن فتح باب الاستيراد سيساعد بتوفر أعداد أكبر من الماشية، ما قد يساعد بتراجع أسعارها قليلاً لأن الطلب أكثر من العرض لقلة الماشية وتراجع أعدادها نتيجة صعوبة وارتفاع تكلفة تربيتها.
ولفت إلى أن طرطوس اليوم لا تستهلك أكثر من خمسة إلى عشرة عجول فقط في اليوم بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن الذي يشتري بالأوقية، والتي أصبحت بعشرة آلاف ليرة، ما أدى لعزوف العشرات من اللحامين، لاسيما من كان يشتري بعشرات الكيلوغرامات ويبيعها أي ليس متأصلاً بالمهنة لأن المهنة تحتاج لقوة شرائية لدى البائع في هذه الظروف، مطالباً بفتح باب الاستيراد ودعم المربين بالعلف وتسهيل النقل بين المحافظات، إضافة إلى ضرورة فتح بازار طرطوس الخالي من المواشي في منطقة يحمور نتيجة انعدام التربية بالمحافظة وارتفاع تكلفتها.
وحال الفروج كحال اللحوم واقع أسود مرير لا يشفع له مدخول المواطن بطرطوس، فوفق ما أكد أحد الباعة اليوم يتراوح سعر المذبوح منه بين 35-38 ألف ليرة، فباتت الناس التي اعتادت الشراء بالقطعة أو بطلب كيلو جوانح أو كيلو فخاذ تجد فرقاً كبيراً بأسعارها فتراجع الطلب بالكمية.
فادي بلول أحد أصحاب المداجن في ريف طرطوس أكد أن خسارته في هذا الفوج 15 مليون ليرة، والسبب ارتفاع أسعار العلف من 3.5 ملايين خلال شهر تشرين الثاني إلى 7 ملايين للطن أي الضعف خلال هذا الشهر، إضافة إلى التدفئة التي احتاجت 6 ملايين ليرة والأدوية بتكلفة /3/ ملايين، على حين التسعيرة على المربي /13/ ألف ليرة وفق وزارة التجارة الداخلية وتكلفته بالحد الأدنى/16/ ألف ليرة.
وتوقع خلال الشهرين القادمين إن لم ترفع الأسعار أو تحررها وزارة التجارة فسيصل الفروج إلى /20/ ألف للكيلو بسبب إغلاق ما تبقى من مداجن تعمل، مشيراً إلى أنه يملك محل فروج في قريته واعتاد بيع /40/ فروجاً خلال عطلة يوم الجمعة، ولكن هذه الجمعة باع /10/ فراريج فقط بسبب ارتفاع سعره.
وعن الدعم المقدم للمداجن، أوضح أنهم يحصلون على /200/ ليتر مازوت كل أربعة أشهر وهو يستخدمها بيوم واحد في المدجنة، ويحصل على /500/ كيلو علف ويستخدمها أيضاً خلال يوم واحد كون الفوج يحتاج إلى /20/ طن علف.. وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل والبيع كلها أدت إلى أرقام فلكية للحوم جعلتها حكراً على من يستطيع شراءها في طرطوس وهم قلة بعلم الجميع.
نديم علوش مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس عزا ارتفاع سعر كيلو اللحم الذي وصل لستين ألف ليرة لقلة توافر المادة في ضوء تواصله مع مناطق مصدرها في حماة وحمص والقلمون مشيراً إلى أن كيلو العجل قائم في حماة أمس وصل إلى 24 ألف ليرة أي إن سعر كيلو اللحمة بات فوق الخمسين ألف ليرة.