أحزاب وقوى سودانية أكدت أن إسرائيل تريد الاستثمار في أجواء التوتر … «ندوة العمل» اللبنانية: تطبيع الخرطوم مع العدو لا يعكس نبض الشعب
| الوطن- وكالات
استنكرت العديد من القوى والأحزاب والقوى العربية، عملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التي أقدم عليها السودان، من خلال لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس في العاصمة الخرطوم، وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين، مؤكدة أنها غير شرعية ولا دستورية، ولا تعكس نبض الشعب السوداني، موضحة أن زيارة كوهين خطوة انتهازية تريد أن تستثمر في أجواء التوتر والصراع وعدم الاستقرار في ظلّ المرحلة الانتقالية المتوترة التي يعيشها السودان.
في السياق، أكدت «ندوة العمل الوطني» في لبنان أن ما أقدمت عليه الحكومة الانتقالية في السودان، من تطبيع للعلاقات مع العدو الإسرائيلي، المغتصب لفلسطين وقاتل الفلسطينيين، يعتبر محطة سوداء ونكبة جديدة، بحق الأجيال العربية المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقالت «الندوة» في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: «إن خطوة الحكومة الانتقالية في السودان، هي بمنزلة إعطاء العدو، شهادة براءة ذمة على جرائمه اليومية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وهي خطوة غير شرعية ولا قانونية لأنها جاءت تلبية لأوامر البيت الأبيض، ولا تعكس نبض الشعب السوداني، الملتزم بلاءات جمال عبد الناصر الثلاث، لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بمحتل ومغتصب فلسطين».
وأكدت ندوة العمل الوطني إدانتها واستنكارها ما أقدمت عليه الحكومة الانتقالية في السودان، ودعت الشعب العربي السوداني الشقيق والأصيل، وكل المخلصين لفلسطين، إلى التعبير عن رفض واستنكار مبدأ التطبيع المذل مع الصهاينة، وبأي صورة كانت وتحت أي ظرف أو لأي سبب كان.
وتابعت: «إن ندوة العمل الوطني إذ تعلن عن موقفها الدائم والداعم للقضية الفلسطينية العادلة، تعرب عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومؤازرته للحصول على حقوقه المشروعة، وخصوصاً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمعن بارتكاب أبشع جرائم القتل المتعمد والاعتقال التعسفي والتمييز العنصري وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين، ومصادرة أملاكهم في مقابل صمت عربي ودولي مطبق».
وشددت على أن أي سلام مع المحتل المغتصب لفلسطين، هو سلام زائف وباطل، لأن ما بني على باطل فهو باطل، ولأن الحق الفلسطيني يعلو ولا يعلى عليه مهما طال الزمن.
بدوره أكد عضو تنسيقية القوى الشعبية السودانية لمقاومة التطبيع عثمان الكباشي أن اللقاءات التطبيعية التي تجري بين بلاده وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن «انتهازية وطعنة في خاصرة القضية الفلسطينية»، مشدداً على أنها لا تمثل الشعب السوداني.
ونقلت صحيفة «فلسطين» عن الكباشي قوله أمس: «الشعب السوداني يناصر الشعب الفلسطيني بنضاله المشروع وحقه في مقاومة الاحتلال، ويرفض زيارة كوهين للسودان، خاصة أن الدم الفلسطيني لم يجف في جنين والقدس وقطاع غزة».
وأضاف: إن «اللقاءات لا تصب في مصلحة الشعب السوداني، إنما تأتي في إطار الصراع الداخلي بين مكونات السياسة السودانية التي تريد أن تستقوي بـ«إسرائيل» في معارك الصراع الداخلي وتسارع لإرضائها علها تنال بذلك الشرعية».
وتابع: إن «هذه الزيارة غير مرحب بها شعبياً وهي خطوة انتهازية تريد أن تستثمر في أجواء التوتر والصراع وعدم الاستقرار في ظل المرحلة الانتقالية المتوترة التي يعيشها السودان».
وأكد أن الشعب السوداني يعي تلك الألاعيب التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي، فهو لن يبيع تاريخه الناصع، خاصة أن الخرطوم هي أرض اللاءات الثلاث قيمها وأخلاقها ونصرتها للقضية الفلسطينية مقابل السراب والخديعة».
والخميس الماضي أصدر المؤتمر الشعبي في السودان بياناً شديد اللهجة بخصوص التصريحات الأخيرة حول الاتفاق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن «المؤتمر» قوله في البيان: «يجدد المؤتمر الشعبي موقفه الراسخ دعماً للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، ويؤكد كذلك موقفه من أن الحكومة الانتقالية الراهنة بمختلف مؤسساتها لا يحق لها اتخاذ أي موقف في القضايا الأساسية والمصيرية، ولا تملك أي تفويض لاتخاذ مواقف باسم السودان وشعبه، فهي نظام انتقال مهمته فقط تيسير نقل السلطة لحكومة شرعية ينتخبها الشعب السوداني وفق إرادته الحرة المستقلة».
وأردف: «يؤكد المؤتمر الشعبي أن الغرض من مثل هذه المحاولة اليائسة والمحمومة أن يظل السودان تحت حكم العسكر بدعم من العدو الصهيوني وأعوانه، وذلك ما يناقض الدعوات والترتيبات الرسمية لتحقيق الانتقال الديمقراطي وإقامة حكم الشعب وفق الانتخابات، ويؤكد المؤتمر الشعبي أن هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح مهما تكاثرت وبذلت لها وعود الترغيب والترهيب».
ومساء الخميس الماضي، أعلنت الخارجية السودانية أنه تم الاتفاق على المضي قدماً في سبيل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له للسودان.