عربي ودولي

قدّرت الموقف المتوازن للدول الإفريقية وأكدت تحرير 63 جندياً أسيراً في أوكرانيا بجهود إماراتية … موسكو: سنرد بشكل سريع وصارم في حال شنت كييف هجوماً على أراضينا

| وكالات

أكدت موسكو أمس السبت أنها سترد بشكل سريع وصارم وبجميع أنواع الأسلحة، في حال شنت كييف هجوماً على الأراضي الروسية، مشيرة إلى أن قرار الولايات المتحدة إمداد النظام الأوكراني بالمزيد من الأسلحة هو تصعيد متعمد للصراع، بينما أعربت من جانب آخر عن تقديرها لموقف الدول الإفريقية المتوازن رغم الضغوط الغربية.

وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن موسكو سترد بشكل سريع وصارم وبجميع أنواع الأسلحة، في حال شنت كييف هجوماً على الأراضي الروسية.

وقال مدفيديف في تصريحات صحفية أمس: في حال شن ضربات أوكرانية على القرم لن تكون هناك مفاوضات، ولن يكون هناك سوى ضربات فقط، كما أن كل أوكرانيا المتبقية تحت حكم كييف ستحترق.

وأضاف مدفيديف: إن روسيا لا تضع لنفسها أي قيود، واعتماداً على طبيعة التهديدات فنحن مستعدون لاستخدام جميع أنواع الأسلحة وفقاً لوثائقنا العقائدية، بما في ذلك أساسيات الردع النووي.

من جهة أخرى لفت مدفيديف إلى أن الولايات المتحدة بإمكانها إنهاء الصراع بإشارة منها لنظام كييف، قائلاً: إذا كانت واشنطن تريد حقاً إنهاء الحرب التي أثارتها بنفسها فبإمكانها فعل ذلك بإشارة من إصبعها وأمر اتباعها المخدرين بالجلوس على طاولة المفاوضات، إلا أن واشنطن غير آبهة أو مهتمة بإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن كبار السن في الإدارة الأميركية والصقور في الكونغرس ليسوا مهتمين ببساطة بإنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا.

من جانبه قال النائب في مجلس الدوما ميخائيل شيريميت أمس: إن الضربات على شبه جزيرة القرم الروسية بالصواريخ الأميركية يمكن اعتبارها إعلان حرب من قبل الولايات المتحدة، مضيفاً: في حال حدوث استفزاز ستكون سلطات كييف والقيمون عليها في الخارج مسؤولين بالكامل، وعلينا أن نقنع الولايات المتحدة وأقرب خدمها بولندا بعدم جدوى العدوان على روسيا.

كما قال رئيس اللجنة التشريعية في برلمان القرم سيرغي تروفيموف: إن الرد الروسي على محاولات السلطات الأوكرانية السيطرة على شبه جزيرة القرم سيكون حازماً وسريعاً.

وأضاف تروفيموف: إن أي محاولة من قوات كييف للهجوم على شبه جزيرة القرم سيتبعها رد عسكري روسي، ولن تتمكن القوات الأوكرانية من التعامل معه أو إعادة تجميع وترتيب صفوفها بعده، مؤكداً أن شبه جزيرة القرم محمية بشكل جيد.

وكان الكرملين أكد عبر العديد من مسؤوليه أن أي محاولة أوكرانية لمهاجمة شبه جزيرة القرم أو أي أراض روسية سيتبعها رد روسي حازم.

وبدوره وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف قرار الولايات المتحدة إمداد النظام الأوكراني بالمزيد من الأسلحة بأنه تصعيد متعمد للصراع.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن أنتونوف قوله تعليقاً على القرار الأميركي إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى: إن إرسال أسلحة أكثر قوة إلى نظام كييف هو تصعيد متعمد للصراع من جانب الولايات المتحدة، مضيفاً إن الإدارة الأميركية وضعت عملياً كل ثقلها ونفوذها الدولي وأموال دافعي الضرائب الأميركيين على الرهان الأوكراني.

ونبه أنتونوف إلى أن واشنطن يمكن أن تصل إلى حد الجنون المطلق بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، وأضاف: واشنطن عملياً تحرض وكلاءها على مهاجمة المناطق الروسية، نظراً لأن كل الأراضي التي أصبحت جزءاً من روسيا بإرادة سكانها هي من وطننا الذي سندافع عنه بكل قوتنا.

كما شدد أنتونوف على أن أي محاولة للإضرار بروسيا الاتحادية محكوم عليها بالفشل الذريع، موضحاً أنه كلما أدركت الولايات المتحدة ذلك سريعاً أمكن إنهاء الصراع مبكراً.

في غضون ذلك قال السفير المكلف بالمهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، رئيس منتدى الشراكة الروسية – الإفريقية أوليغ أوزيروف، إن موسكو ممتنة للدول الإفريقية على سياستها المتوازنة والمعقولة تجاه روسيا.

وأضاف في تصريح أمس السبت، إن روسيا ترى أيضاً أن العديد من الدول الإفريقية قد اتخذت «موقفاً محايداً شكلياً» بشأن الوضع في أوكرانيا، على الرغم من ضغوط الغرب.

ومن المقرر عقد القمة الروسية – الإفريقية الثانية في تموز 2023، في مدينة بطرسبورغ.

وفي وقت سابق صرح أوزيروف بأن المنتدى الثاني سيخصص إلى حد كبير للتعاون الاقتصادي والإنساني بين روسيا الاتحادية والدول الإفريقية، بما في ذلك أمن الغذاء والطاقة.

تجدر الإشارة إلى أن القمة الروسية الإفريقية الأولى عقدت في عام 2019 في سوتشي بمشاركة رؤساء معظم الدول الإفريقية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق إن شركاءنا في إفريقيا يدركون ما يحدث ويعرفون ما يقوم به الغرب لبناء عالم أحادي القطب ومنع تشكل نظام عالمي ديمقراطي جديد.

وانتقد لافروف في أكثر من مناسبة الضغوط التي تمارسها واشنطن على العديد من الدول بهدف منعها من التعاون مع روسيا.

وفي سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحرير 63 جندياً روسيا من الأسر في أوكرانيا في صفقة لتبادل الأسرى تمت بفضل جهود إماراتية.

وقالت الوزارة في بيان أمس نشرته على موقعها الإلكتروني: بعد عملية مفاوضات صعبة عاد 63 جندياً روسياً من الأسر، بينهم أفراد من فئة حساسة كانوا في الأراضي الخاضعة لسلطات كييف، مشيرة إلى أن الصفقة تمت بفضل جهود إماراتية.

وأوضحت الوزارة أن جميع العسكريين الآن موجودون في روسيا، ويتلقون الإحاطة النفسية والطبية اللازمة، فضلاً عن منحهم إمكانية الاتصال بالأقارب.

وتعد هذه ثاني صفقة لتبادل الأسرى مع سلطات كييف منذ بداية العام الجاري، حيث عاد في الثامن من الشهر الماضي 50 مقاتلاً روسياً من الأراضي التي يسيطر عليها النظام الأوكراني.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، القضاء على نحو 200 عسكري أوكراني، وتدمير مستودعات أسلحة وعشرات الآليات العسكرية.

وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تواصل هجماتها في أكثر من محور، وشنت غارات جوية وقصفاً مدفعياً استهدف تشكيلات اللواء 92 ميكانيكي في مناطق كراكمالنو وبيريستوف في مقاطعة خاركوف، حيث تم القضاء على 30 جندياً أوكرانيا وتدمير مركبات مصفحة.

وكذلك تواصل القوات الروسية هجماتها بالقرب من منطقة ديبروفا، التابعة لجمهورية لوغانسك الشعبية، حيث تم استهداف نقاط تمركز القوات الأوكرانية والقضاء على أكثر من 100 جندي، خلال أول أمس الجمعة.

وفي اتجاه دونيتسك، ونتيجة للعمليات الهجومية، سيطرت القوات الروسية على خطوط ومواقع ذات أهمية إستراتيجية، ونتيجة للقصف المدفعي تم القضاء على نحو 60 جندياً أوكرانياً، وتدمير عدد من الآليات العسكرية ومدفع هاوتزر من نوع «MSTA-B»، ومنظومة مدفعية ذاتية الدفع وقاذفة صواريخ من نوع «غراد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن