بعد شن أنقرة هجوماً عنيفاً على أميركا للعبها دوراً بهدف زعزعة الأمن بتركيا … موسكو: اجتماع مرتقب لوفود عسكرية سورية وروسية وتركية
| وكالات
في إطار مسار التقارب الجاري بين أنقرة ودمشق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس عن اجتماع «مرتقب» على مستوى الوفود العسكرية لسورية وروسيا وتركيا خلال الشهر الجاري، فيما بدا أنه متابعة للاجتماع الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع البلدان الثلاثة أواخر كانون الأول الماضي.
وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة «تاس» الروسية: إنه لا توجد بعد مواعيد لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث، لكن المشاورات جارية، وذلك حسب مواقع إلكترونية معارضة.
والثلاثاء الماضي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو أن موسكو تدعم اهتمام رئيس الإدارة التركية في تسوية وتطبيع الأوضاع بشكل عام بين الجارتين تركيا وسورية.
ويأتي كلام الخارجية الروسية حول اجتماع الوفود العسكرية ليؤكد ما أعلنه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الخميس الماضي بأن «الوفود العسكرية لتركيا وروسيا وسورية ستجري قريباً محادثات على المستوى الفني»، وذلك بعد إعلان رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أن العمل جارٍ «بشكل تدريجي» فيما يخص الحوار مع سورية، مشيراً إلى أنهم «اقترحوا أولاً اجتماع أجهزة المخابرات في تركيا وروسيا وسورية، ثم وزراء الدفاع لحل المشكلة».
وفي الثامن والعشرين من كانون الأول الماضي عقدت جلسة مباحثات ثلاثية بين وزراء دفاع سورية العماد علي عباس والروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي أكار، في العاصمة الروسية موسكو، وصفت بـ«البناءة»، إذ تم خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار فيها.
كما تم خلال الجلسة بحث الأوضاع في سورية ومسألة اللاجئين وجهود محاربة الإرهاب والتأكيد على أهمية وضرورة استمرار الحوار من أجل استقرار الوضع في المنطقة.
التصريحات السياسية بشأن مسار التقارب بين الدولتين الجارتين سورية وتركيا رافقها تحركات على الأرض إذ تحدثت تقارير صحفية عن قيام الإدارة التركية في الآونة الأخيرة بإعادة نشر قواتها التي تحتل أراضي في سورية وتقليص حجم هذه القوات وخفض عدد المواقع التي تحتلها إضافة إلى قيامها بدمج نقاط فيما يمكن اعتباره بأنه بداية امتثال لمطالب سورية.
ووفق التقارير، شهدت الأشهر الماضية عمليات إعادة انتشار أو دمج للنقاط العسكرية التركية في شمال غرب سورية أدت إلى تقليص عدد المواقع العسكرية التي أنشأتها قوات الاحتلال التركي في خمس محافظات سورية من 113 موقعاً إلى 64 موقعاً.
وأشارت إلى أن الإدارة التركية بدأت بعد الاجتماع الثلاثي أواخر كانون الأول الماضي في موسكو تحركات في إدلب لفتح طريق حلب- اللاذقية المعروفة باسم «إم4» تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقَّعة مع روسيا في موسكو في الـ 5 من آذار عام 2020 فيما يمكن أن يكون «الخطوة الفعلية الأولى للتقدم في مسار المصالحة بين تركيا ودمشق برعاية روسيا، التي تبذل جهوداً للحفاظ على قوة الدفع في هذا المسار».
التقارير الصحفية تحدثت عن تغييرات طرأت على خريطة انتشار قوات الاحتلال التركي في مناطق «خفض التصعيد» استناداً إلى المشاورات المستمرة مع روسيا، ثم البدء في محادثات التقارب مع القيادة السورية بوساطة روسيا، والتي بدأت على مستوى أجهزة الاستخبارات والأمن قبل أن يتم رفعها إلى مستوى وزراء الدفاع التركي والروسي والسوري في موسكو في الـ 28 من كانون الأول الماضي.
إضافة إلى ذلك، بدأت قوات الاحتلال التركية قبل يومين، الانسحاب من النقطة العسكرية في بلدة قسطون شمال غرب حماة جنوب طريق «إم4»، باتفاق مع روسيا، وقامت بنقل الكتل الإسمنتية من النقطة الواقعة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي باتجاه النقاط الشمالية، حيث عبرت الشاحنات التركية جنوب طريق «إم4» متجهة إلى شماله.
كما تأتي هذه التطورات على مسار التقارب بين أنقرة ودمشق بعدما شن وزراء في الحكومة التركية قبل يومين هجوماً عنيفاً على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة ودول غربية في محاولة زعزعة الأمن بتركيا، حيث اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو القرار الذي اتخذته بعض الدول الغربية بتعليق عمل سفاراتها وقنصلياتها مؤقتاً بالمتعمد، فيما طالب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو السفير الأميركي «بإبعاد يده القذرة» عن بلاده، متهمًا إياه بمحاولة إثارة الفوضى.
وتعمل الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت أكثر من مرة رفضها التقارب بين أنقرة ودمشق على تقويض الوساطة الروسية والحؤول من دون تحقيق هذا التقارب.