حشود وانقسامات في مناطق نفوذ فصائل أنقرة شرق حلب … هل يخرج «النصرة» عن «بيت الطاعة» التركي!؟
| حلب - خالد زنكلو
أحدثت حشود تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي انقسامات في صفوف فصائل أنقرة التي اندمج بعضها في تشكيل عسكري مؤيد للتنظيم، على خلفية النزاع الجاري حول أحقية إدارة أحد المعابر، ما طرح تساؤلات حول إمكانية خروج «النصرة» في مناطق نفوذه وانتشاره شمال وشمال غرب سورية عن «بيت الطاعة» التركي، بعد أن مكث فيه منذ تأسيسه نهاية عام 2011.
فعلى الرغم من أوامر الاستخبارات التركية خلال اجتماع غازي عنتاب مطلع تشرين الثاني الماضي مع متزعمي فصائل أنقرة المسماة بـ«الجيش الوطني»، بعدم السماح بتشكيل فصائل جديدة، إلا أن إصرار «النصرة» على استحواذ حليفته ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية- القطاع الشرقي» على معبر «الحمران» بريف جرابلس شمال شرق حلب، أدى إلى ولادة تجمع عسكري جديد في المنطقة غذّى الانقسامات الموجودة أساساً في صفوف الفصائل وأشعل فتيل مواجهات قد تحصل فيما بينها، بخلاف آمال وجهود أنقرة التي عملت على تشكيل «جيش موحد» جامع لها.
وقالت مصادر محلية في جرابلس لـ«الوطن»: إن «النصرة» قوّى نفوذه في المنطقة بعد إرسال أرتال عسكرية إلى منطقة المعبر فيها، باندماج ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«أحرار التوحيد» و«حركة نور الدين الزنكي» و«الفرقة 50» الخميس الماضي ضمن ما أطلق عليه «تجمع الشهباء»، الموالي له، والذي تبرأ منه «الجيش الوطني» وأحدث بلبلة وتصدعات قد تترك جرحاً لا يندمل لدى فصائل إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم مما أثير عن عدول بعضها عن الانخراط في التشكيل الجديد.
وأكدت المصادر، أن «تجمع الشهباء» أسس بالتنسيق وبدعم من «النصرة»، وتأتي أهميته في مثل هذا التوقيت لمواجهة تهديدات إدارة أردوغان بانتزاع «الحمران» منها، بزعم توحيد الصندوق المالي لواردات جميع معابر الشمال السوري لمصلحة ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لها حسب مخرجات اجتماع غازي عنتاب، بالإضافة إلى انشقاق كتلة تل رفعت المنضوية في صفوف فصيل «الفيلق الثالث»، الممول من أنقرة، وانضمامه إليها، وهو الذي تعوّل عليه إدارة أردوغان في شن عملية غزو برية باتجاه تل رفعت سبق وأن توعدت بها إثر إطلاق عدوانها «المخلب- السيف» على ريف حلب الشمالي في الـ 20 من تشرين الثاني الماضي.
وأشارت إلى أن التجمع الجديد يضعف نفوذ أنقرة في الشمال السوري لمصلحة «النصرة»، ويثأر من سياستها في تهميش وإضعاف فصائل لا تدين بالولاء المطلق لها، ما سهل لتنظيم «النصرة» احتلال عفرين وسيطرة حليفه «القاطع الشرقي» لـ«أحرار الشام» على «الحمران» في تشرين الأول المنصرم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرار السيناريو ذاته في عفرين أو سيناريو مشابه في منطقتي جرابلس والباب المحتلتين، حيث نفوذ «الجيش الوطني» الذي بدأ بالتآكل تدريجياً.
مراقبون للوضع الميداني شمال وشمال شرق حلب، أوضحوا لـ«الوطن»، أن اشتباكات قد تدور بين فصيلي «أحرار الشام» الموالي لأنقرة و«الجبهة الشامية» الموالية«النصرة» في مدينة جرابلس على خلفية استنفارهما والتوتر الحاصل في المنطقة، ما يدفع جيش الاحتلال التركي للتدخل ووأد التمرد الذي يستهدف وجوده، وما قد يستتبع ذلك من خروج «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» عن مظلته التي حفظته من رياح التحول والتغيير التي ضربت المنطقة طوال السنوات الفائتة.
ورأى المراقبون، أن الوضع في شمال شرق حلب ربما ينعكس على الوضع شمال غرب البلاد في إدلب الذي يسيطر عليه «النصرة»، إذ يرجح في حال حصول مواجهة تركية مع التنظيم تدخل الأخير بشكل علني لمنع فتح طريق عام حلب- اللاذقية أو «M4» في مقطعه الذي يسيطر عليه بين ترنبة شرق إدلب وتل الحور شمال اللاذقية، كأحد أهم مخرجات المفاوضات الأمنية والدفاعية السورية- التركية في الأشهر الأخيرة.
ولفتوا إلى أن «النصرة» ما زال يؤلب الشارع في إدلب وفي مدن وبلدات حلب المحتلة ضد تطبيع أنقرة مع دمشق، ويقود التظاهرات المنددة بالتقارب بين العاصمتين عقب كل صلاة جمعة، حتى أنه راح يتهجم على إدارة أردوغان، وذلك إثر اغتيال جيش الاحتلال التركي حليفه في «أحرار الشام- القطاع الشرقي» صدام الموسى الملقب بـ«أبو عدي» في قرية الحدث بريف مدينة الباب أخيراً ثم شن غارة بمسيّرة تركية قرب منطقة المعبر.