حشود وانقسامات على أحقية إدارة أحد المعابر شمالاً … نذر مواجهة بين «النصرة» وفصائل أنقرة شرق حلب
| حلب - خالد زنكلو
أحدثت حشود تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي انقسامات في صفوف فصائل أنقرة التي اندمج بعضها في تشكيل عسكري مؤيد للتنظيم، على خلفية النزاع الجاري حول أحقية إدارة أحد المعابر، ما طرح تساؤلات حول إمكانية خروج «النصرة» في مناطق نفوذه وانتشاره شمال وشمال غرب سورية عن «بيت الطاعة» التركي، بعد أن مكث فيه منذ تأسيسه نهاية عام 2011.
وقالت مصادر محلية في جرابلس لـ«الوطن»: إن «النصرة» قوّى نفوذه في المنطقة بعد إرسال أرتال عسكرية إلى منطقة المعبر فيها، باندماج ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«أحرار التوحيد» و«حركة نور الدين الزنكي» و«الفرقة 50» الخميس الماضي ضمن ما أطلق عليه «تجمع الشهباء»، الموالي له، والذي تبرأ منه «الجيش الوطني» وأحدث بلبلة وتصدعات قد تترك جرحاً لا يندمل لدى فصائل إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم مما أثير عن عدول بعضها عن الانخراط في التشكيل الجديد.
وأكدت المصادر، أن «تجمع الشهباء» أسس بالتنسيق وبدعم من «النصرة»، وتأتي أهميته في مثل هذا التوقيت لمواجهة تهديدات إدارة أردوغان بانتزاع «الحمران» منها، بزعم توحيد الصندوق المالي لواردات جميع معابر الشمال السوري لمصلحة ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لها حسب مخرجات اجتماع غازي عنتاب، بالإضافة إلى انشقاق كتلة تل رفعت المنضوية في صفوف فصيل «الفيلق الثالث»، الممول من أنقرة، وانضمامه إليها، وهو الذي تعوّل عليه إدارة أردوغان في شن عملية غزو برية باتجاه تل رفعت سبق وأن توعدت بها، مشيرة إلى أن التجمع الجديد يضعف نفوذ أنقرة في الشمال السوري لمصلحة «النصرة»، ويثأر من سياستها في تهميش وإضعاف فصائل لا تدين بالولاء المطلق لها.
مراقبون للوضع الميداني شمال وشمال شرق حلب، أوضحوا لـ«الوطن»، أن اشتباكات قد تدور بين فصيلي «أحرار الشام» الموالي لأنقرة و«الجبهة الشامية» الموالية لـ«النصرة» في مدينة جرابلس على خلفية استنفارهما والتوتر الحاصل في المنطقة.
ولفتوا إلى أن «النصرة» ما زال يؤلب الشارع في إدلب وفي مدن وبلدات حلب المحتلة ضد تطبيع أنقرة مع دمشق، ويقود التظاهرات المنددة بالتقارب بين العاصمتين عقب كل صلاة جمعة، حتى إنه راح يتهجم على إدارة أردوغان، وذلك إثر اغتيال جيش الاحتلال التركي حليفه في «أحرار الشام- القطاع الشرقي» صدام الموسى الملقب بـ«أبو عدي» في قرية الحدث بريف مدينة الباب أخيراً ثم شن غارة بمسيّرة تركية قرب منطقة المعبر.