مرة أخرى، وبركلة «محترفة»، أهدرت روح الرياضة في ملعب حمص خلال المباراة التي جرت بين فريقي الجيش والوثبة.
أهدرت روح الرياضة ونعني القيمة العليا للرياضة المتمثلة في المنافسة النزيهة وتقبل النتائج مهما كانت من اللاعبين المتنافسين الذين تتم تربيتهم وتدريبهم، كما نظن، على هذه الروح التي تميز الرياضة في عمق دلالاتها، ولا تقبل التعدي على هذه الروح من أي لاعب، فكيف يكون الحال والمعتدي على الحكم لاعب منتخب دولي وله تجربة عريضة يفترض أن تمنحه مقدرة على ضبط النفس أكثر بكثير من اللاعبين الشباب، وإن كانت الحادثة مرفوضة في كل سياقاتها؟
اعتذار اللاعب ضرورة وفي مكانه، لكنه لا يكفي ولا يمسح الحادثة، لأننا يجب أن ننظر إلى الصورة الكلية والمشهد بآثاره المختلفة، وليس إلى جزء أو تفصيل، على ما يحمل من دلالات ومعان، لأننا مطالبون باتخاذ الموقف والقرار الحاسم تجاه حدث مؤسف جداً، والغاية، في نهاية الأمر، المصلحة العامة، ووجود أخطاء لبعض الحكام لا يمكن أن تسوّغ مثل هذا الفعل، تحت أي وضع أو حالة، من لاعب «دولي وكبير» يفترض أن يكون قدوة لغيره من اللاعبين، وخاصة الشباب، في الانضباط والسيطرة على النفس وإظهار الروح الرياضية!
في المحطة الثانية نقف عند مشاركة فريق الوحدة بكرة السلة في دورة دبي، حيث جاءت النتائج السلبية، والتواضع الفني، كوضع الملح فوق الجرح، بعد عدة مشاركات سابقة لأنديتنا لم تكن بأحسن حالٍ، ومشاركة الوحدة تضعنا أمام العديد من الوقائع ذات الدلالة السلبية، فهل من المعقول أن تكون النتائج على هذا المستوى بعد الاستعانة بثلاثة لاعبين أجانب؟ أم إن الخيارات لم تكن على المستوى المطلوب ومن ثم ما الفائدة من مثل هذه التعاقدات؟ وهل تمر سلة الوحدة بأزمة غير عادية؟ أم إنها تعكس معاناة كرة السلة السورية بشكل عام وخاصة أنها كانت عريقة بحضورها؟
حقيقة هذه المشاركة تقرع جرس الخطر منبهة إلى واقع الرياضة سواء على صعيد الأندية المحلية أم على صعيد المنتخبات، أو على صعيد العمل الرياضي في معظم الأندية والاتحادات، حيث وصل بعضها لنفق يعتريه الكثير من المشكلات والإشكاليات الفنية والإدارية.
على العموم قد تكون هذه المشاركة نقطة انطلاق للنظر بطريقة أخرى في آليات العمل والتفكير خارج الصندوق على أمل أن يكون أصحاب الخبرة والمقدرة الحقيقية فاعلين في المرحلة القادمة.