بعد أن تقدم باستقالته عقب الخسارة أمام تشرين … بحري الأهلي يعود إلى حلب ومجلس الإدارة يرفض رحيله
| حلب - فارس نجيب آغا
لا شك أن استقالة مدرب فريق أهلي حلب الكابتن ماهر بحري جاءت بعد أن نفد صبره ولم يعد لديه الطاقة الكافية وربما الهزيمة مع تشرين كانت الحلقة الأخيرة في المسلسل الطويل الذي وصل إلى نهايته على غير المتوقع، حيث شكلت استقالة البحري مفاجأة للجميع نتيجة عدم وجود أي ملامح سابقة توحي بذلك أو تسريبات تفيد برحيله، ويمكن الاعتراف أن البحري يعاني ضغطاً كبيراً خلال الأشهر الماضية نتيجة تعدد المشاكل وتنوعها في ظل الضائقة المالية التي تواجه النادي وتأخر سداد مستحقات اللاعبين ودخولهم في إضراب لعدة مرات وتحمله الكثير من الإهمال الإداري الذي يواجه الفريق، ولاشك أن مجلس الإدارة يتحمل ما يحدث وهو يعيش حالة من تضييق الخناق عليه جراء الأزمة التي عصفت به، لذلك لابد من أن يتحمل وزر عمله نتيجة غياب إستراتيجية واضحة أو عدم العمل ضمن إمكانيات النادي المالية ما أدخل الأهلي في نفق الحسابات والديون التي غرق في بحرها.
خارج المنافسة
المدرب أعلن استقالته بعد لقاء تشرين على الفور وفند أسبابها ويبرز في مقدمتها رحيل اللاعبين النيجيري أوكيكي ومحمد ريحانية وكامل كواية ومع عدم عودة مصطفى الشيخ يوسف إلى حلب بعد نهاية مباراة تشرين، حيث قرر الرحيل لعدم تأقلمه مع الأجواء، البحري شدد على أن المنافسة على لقب الدوري تحتاج لعوامل كثيرة وهي غير موجودة حالياً، ناهيك عن عدم امتلاك دكة احتياط، وبهذا سيكون الفريق خارج سباق المنافسة على اللقب، حيث رمى الكرة في ملعب مجلس الإدارة الذي يتحمل كل القرارات التي حدثت، وهو من منح الضوء الأخضر للاعبين من أجل الرحيل.
اجتماع مفصلي
مساع كثيرة جرت خلال عودة الفريق إلى حلب بعد لقاء تشرين من أجل ثني المدرب ماهر بحري عن قراره مع تأكيد عضو مجلس الإدارة ومشرف اللعبة أيمن حزام عن التمسك بالمدرب والدعوة لإجراء اجتماع عاجل من أجل مناقشة ما حدث ورفض الاستقالة وعودة البحري من جديد، والأخبار الواردة تفيد عن تحضير ورقة من عدة بنود ربما سيتم طرحها خلال الاجتماع الذي سيحصل خلال الساعات القادمة بين مجلس الإدارة والمدرب لوضع النقاط على الحروف، والتباحث في حال وجود رغبة للبحري من أجل مواصلة مشواره مع الأهلي وفق عدة بنود كما أشرنا، يبرز في مقدمتها عملية تدعيم صفوف الفريق بعدة لاعبين كما هو متوقع أو الاحتمال الأضعف هو تمسك البحري باستقالته وتصفية مستحقاته وبداية البحث عن مدرب جديد يكمل المشوار.
فشل ذريع
الأهلي اليوم أمام وضع لا يحسد عليه، ولعل جميع المشاكل التي حدثت سببها الأزمة المالية وتأخر مجلس الإدارة في سداد المستحقات للجهاز الفني واللاعبين في الوقت المحدد وفق الوعود التي كانت تتأخر كثيراً، ولم يكن لدى مجلس الإدارة سبيل من النجاة إلا التخلي عن عدد من اللاعبين وإطلاق سراحهم والاستفادة من عوائدهم المالية لتغطية الديون بعد حالة الفشل الذريع وعدم كفاية المبالغ المتراكمة على النادي من العائدات الاستثمارية في ظل عقود كبيرة تم توقيعها مع عدد كبير من اللاعبين دون دراسة لواقع النادي من حيث الجانب المالي، حيث بدأت الأمور تزاد سوءاً من يوم لآخر.
نصيحة ونية
فريق الأهلي بعد الهزيمة من تشرين لم يعد لديه المقدرة على مواصلة درب المنافسة على اللقب بحسب تصريح مدربه ماهر بحري، مؤكداً أنه لا يملك بدلاء على قدر جيد حتى يستطيع أن يزاحم الأهلي على لقب الدوري، حيث قدم البحري خلال المؤتمر الصحفي النصح لمجلس الإدارة بضرورة متابعة الفريق وإجراء تدعيم للفريق قبل بداية مرحلة الإياب إذا كان هناك نية للمنافسة على البطولة بعيداً عن قضية الأزمة المالية وما يحدث داخل النادي.
من يتحمل المسؤولية؟
جماهير الأهلي من جانبها انقسمت بين مؤيد للاستقالة وقبولها وبين معارض لهذا الأمر، فالبعض طالب مجلس الإدارة بقبول استقالة البحري لأنه لم يعد لديه شيء ليقدمه نتيجة المستوى الفني الذي لم ينل الإعجاب، والفريق دائماً ما يؤدي بأسلوب دفاعي رغم كمية اللاعبين والنجوم التي يمتلكها والأهلي بات بحاجة إلى مدرب جديد، على حين ذهب البعض إلى ضرورة إرساء موضوع الاستقرار في هذا الوقت بالذات خاصةً أن الفريق دخل مرحلة الحسم ويجب تدعيم الفريق، فالمدرب قدم كل ما لديه ولا يتحمل ما يحدث وعملية نزف اللاعبين يتحمل مسؤوليتها مجلس الإدارة الذي وافق على ذلك وهو صاحب القرار، والمدرب لا يملك أي صلاحية رغم معارضته الشديدة لأنه يعلم مدى تأثر فريقه في حال رحيل أبرز العناصر التي بات من الصعب تعويضها في الوقت الراهن، إذا اجتماع مجلس الإدارة بالمدرب ماهر بحري سيكون مفصلياً، لكن البعض يرجح مواصلة عمله مع تطمينات من مجلس الإدارة لإجراء تعاقدات جديدة يدعم فيها الفريق مع وعود بتأمين مستحقات اللاعبين المتبقية وعودة المياه إلى مجاريها.