القصير لـ«الوطن»: نشرة جديدة لأسعار أدوية لم تلحظها التسعيرة الأولى ومعظم المعامل المتوقفة عادت للإنتاج … أزمة حليب الأطفال مستمرة والعلبة تباع في السوق السوداء بـ40 ألف ليرة بسبب عدم انتظام التوريدات.. ومستوردون غير راضين عن التسعيرة
| محمد منار حميجو
مازالت أزمة حليب الأطفال مستمرة حتى الآن رغم قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الأخير برفع أسعاره بهدف توفيره في السوق، حتى إن الكثير من الصيدليات لا يتوافر لديها حليب الأطفال في حال لجأ إليها المواطن لشراء ولو علبة حليب واحدة على أقل تقدير حسب ما ورد من شكاوى من بعض المواطنين إلى «الوطن» في هذا الخصوص.
«الوطن» تابعت الموضوع مع المعنيين في نقابة الصيادلة للوقوف على أسباب فقدان أصناف الحليب في السوق وخصوصاً نوع «نان» فأكد عضو مجلس النقابة جهاد وضيحي أن أزمة الحليب مازالت قائمة ولم يتغير في الموضوع شيء، مشيراً إلى أن صنف حليب «نان» مازال مفقوداً في الأسواق حيث يشكل نسبة تتراوح من 65 إلى 70 بالمئة من سوق الحليب وفي حال توافر أي كميات فإنها قليلة ويتم توزيعها على شكل حصص على الصيدليات.
وفي تصريح لـ«الوطن» أعاد وضيحي أسباب أزمة حليب الأطفال حالياً إلى عدم انتظام التوريدات باعتبار أن هذه الأصناف هي مستوردة وأن الكميات التي وردت سابقاً كانت قليلة وبالتالي لم تحل أزمة نقص مادة الحليب في السوق، كاشفاً عن وجود وعود بأن يكون هناك توريدات لكميات من حليب الأطفال خلال هذا الشهر.
من جهته بين الأستاذ في كلية الصيدلة في جامعة دمشق والمطلع على سوق الأدوية والحليب لؤي العلان أن السوق السوداء عادت من جديد فيما يتعلق بموضوع الحليب وأن العلبة الواحدة بحسب المعلومات تباع ما بين 30 إلى 40 ألفاً في السوق السوداء، مشيراً إلى أن هناك كميات كبيرة من الحليب مهربة عن طريق لبنان.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار العلان إلى أنه تواصل مع بعض الصيادلة على مستوى مدينة دمشق فأكدوا أن الوضع صعب حتى إن أحد الصيادلة أخبره أنه يومياً يراجعه أكثر من 100 شخص يسألونه عن توافر حليب الأطفال، لافتاً إلى أن هناك مواطنين يضطرون للذهاب لمناطق حدودية للحصول على حاجتهم من حليب الأطفال ولكن بأسعار عالية.
العلان لفت إلى أن أسعار الحليب الأخيرة يبدو أنها غير مرضية لبعض المستوردين وبالتالي فإنهم بانتظار رفع سعر جديد للحليب ومن هذا المنطلق فإنه من المتوقع أن يكون هناك احتكار حتى يتم رفع الأسعار من جديد، علماً أنه بعد الرفع الأخير توافرت كميات من الحليب لمدة يومين في الصيدليات المركزية وبعد ذلك عادت الأزمة من جديد وحدث انقطاع لهذه المادة.
وفيما يتعلق بموضوع الأدوية كشف عضو مجلس نقابة الصيادلة محمد نبيل القصير أن وزارة الصحة أصدرت أمس الأول نشرة جديدة تضمنت أسعار الأدوية لمعامل لم يتم ذكرها في نشرة الأسعار الأولى وهي نسبة الرفع ذاتها بالنسبة للأدوية التي تم رفعها مؤخراً.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد القصير أن معظم المعامل التي توقفت عن الإنتاج عادت من جديد لإنتاج الأدوية بعدما تم رفع سعرها مؤخراً وتم طلب المادة الأولية التي تدخل في عملية إنتاج الأدوية وبالتالي فإن وضع الأدوية في تحسن، مشيراً إلى أن يوجد حالياً نحو 90 معملاً في سورية يعمل منها 76 معملاً.