لافروف يزور بغداد على رأس وفد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال … موسكو: كذبة أميركا لاحتلال العراق جريمة لا تسقط بالتقادم
| وكالات
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على رأس وفد إلى العاصمة العراقية بغداد أمس الأحد، حيث من المقرر أن يعقد لقاءات مع المسؤولين العراقيين، من ضمنهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وذلك بالتزامن مع الذكرى 20 لجلسة مجلس الأمن الدولي، التي تعمد فيها وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول، التضليل باستخدام أنبوب اختبار يحتوي على مسحوق، مدعياً أنها عينة من أسلحة الدمار الشامل التي عثر عليها بحوزة العراق، ليتم فيما بعد غزوه واحتلاله.
وفي التفاصيل نقلت وكالة الأنباء العراقية «واع» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، أن وفداً حكومياً روسياً برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف وصل بغداد أمس الأحد في زيارة رسمية.
أوضح الصحاف أن جدول الأعمال يتضمن لقاء نظيره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إضافة إلى لقائه الرئاسات الثلاث.
وأضاف: إن «الزيارة تأتي في سياق تأكيد انفتاح العراق على جميع شركائه وأصدقائه وأهمية العلاقات الاستراتيجية مع الجانب الروسي في ظل تعزيز الجذب الاستثماري والاقتصادي ولاسيما ما يتعلق بملفات الطاقة».
وأكد أن الجانبين الروسي والعراقي سيبحثان جملة من القضايا والملفات تتصل بطبيعة العلاقات الثنائية وأهمية دعمها وتعزيزها في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن الوفد رفيع المستوى دبلوماسياً واقتصادياً واستثمارياً ويضم شركات متعددة نفطية وغازية إضافة إلى شركات في مختلف القطاعات، موضحاً أن الوفد يضم إعلاميين لأكثر من 25 جهة إعلامية روسية والتي ستكون حاضرة في اللقاءات.
من جهة ثانية وفي الذكرى 20 لجلسة مجلس الأمن الدولي، التي تعمد فيها وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول، التضليل باستخدام أنبوب اختبار يحتوي على مسحوق، مدعياً أنها عينة من أسلحة الدمار الشامل التي عثر عليها بحوزة العراق، دعت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو إلى طرح موضوع «أنبوب اختبار كولن باول» الذي أدى إلى غزو العراق، في الأمم المتحدة من جديد، مشيرة إلى أن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن ماتفيينكو قولها أمس عبر «تليغرام»: «أعتقد أنه سيكون من الصحيح أن يطرح الموضوع حول الكذب الشنيع الذي أدى إلى كارثة فظيعة، بشكل واضح في القريب العاجل في الأمم المتحدة حيث بدأ تطور هذه الأحداث منذ 20 عاماً».
وأضافت: «هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، ولذا ينبغي أن تبقى في ذاكرة البشرية، ومهمتنا هي أن نعمل ما بوسعنا لمنع محو الحقيقة عن تلك الأحداث والمسؤولين عن تلك المأساة، وعدم السماح لأولئك الذين اتخذوا هذه القرارات ووضعوا الخطط، بالهروب من محكمة التاريخ، وأسماؤهم معروفة».
وأشارت ماتفيينكو إلى أن القصف الجوي الذي استهدف العراق يمكن مقارنته من حيث عواقبه بالهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي.
وشددت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي على أن الكذب المتعمد دمر دولة مستقلة، وآثارها القديمة، وتسبب باندلاع أزمة إنسانية حادة في المنطقة.
وختمت قائلة: «أنا متأكدة بأنه توجد لدى عدد من الدول أسس لتذكير العالم والأمم المتحدة نفسها بما يمكن أن يحدث عندما يعلن أحد عن حقوقه الحصرية ويبني نظاماً أحادي القطب ويتدخل بوقاحة في شؤون الدول الأخرى ويثق بإفلاته التام من العقاب».
وفي 5 شباط 2003، وقف باول أمام مجلس الأمن يشير بأنبوب اختبار صغير يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم أدلة وصفها بـ«الدامغة» آنذاك عن إخفاء نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، وأنه يواصل خروقاته المادية لقرار مجلس الأمن 1441 لعام 2002.
باول الذي أعلن ندمه فيما بعد، قال أمام مجلس الأمن آنذاك، إن العراق لا يستحق منحه فرصة أخرى، ودعا إلى الاستجابة للتحدي الذي تفرضه المسألة العراقية، متهماً نظام صدام حسين بعلاقته مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
هذه الكذبة الأميركية كلفت العراق ثمنًا باهظاً، لا يزال يدفعه حتى اليوم، وكانت نقطة الانطلاق إلى غزو العراق، وسلب عشرات الآلاف من الأبرياء أرواحهم، وهدم منازلهم وحرق حاضرهم ومستقبلهم، تمثل بحسب المراقبين وصمة عار وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
وفي 20 آذار 2003 بدأت الولايات المتحدة غزوها للعراق من دون موافقة من الأمم المتحدة. واتضح فيما بعد أن دائرة الاستخبارات المركزية الأميركية ضللت السلطات الأميركية ولم يتم العثور على أسلحة بيولوجية في العراق.
وصرّح باول آنذاك بأنه أظهر أنبوب اختبار مزيف لإقناع العالم بصحته.