في إطار السياسة الرامية إلى تبرير بقاء قواتها المحتلة في سورية، ذكر ما يسمى «مشروع مكافحة الإرهاب» الأميركي، أن تنظيم داعش الإرهابي رفد خلاياه في البادية السورية، بدفعة جديدة من المسلحين الشباب، معتمداً في ذلك على تحليله صوراً نشرتها معرفات التنظيم لمسلحين في سورية خلال بيعتهم لزعيمه الجديد المدعو «أبو الحسين القرشي»، وظهر فيها مسلحون يبدو على أجسامهم أنهم أطفال ومراهقون.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن دراسة صادرة عن «مشروع»، أن البادية السورية، كانت لفترة طويلة بمنزلة مركز تدريب للمسلحين الجدد بالنسبة لتنظيم داعش، وخاصة الأطفال من سورية والعراق.
وأوضحت الدراسة التي استندت في تحليلها إلى صور نشرتها معرفات التنظيم لمسلحين في سورية خلال بيعتهم لزعيمه الجديد، أن داعش رفد خلاياه، بدفعة جديدة من المسلحين الشباب، حيث أظهرت الصور المسلحين على أنهم أطفال ومراهقون.
وعمل داعش، على الترويج لزعيمه الجديد عقب مقتل متزعمه السابق المدعو أبو الحسن الهاشمي القرشي.
ونشرت وكالة «أعماق» الإلكترونية التابعة للتنظيم، في السادس من كانون الأول الماضي صوراً لمسلحيه في سورية مبايعين «الأمير الجديد» للتنظيم، وذلك للمرّة الثانية خلال أسبوع.
وأشارت الدراسة إلى أنه خلال السنوات الماضية، لم يلحظ شيء من هذا القبيل في الصور التي تنشرها وسائل إعلام التنظيم عادة، موضحة أن جيلاً جديداً من المسلحين بدأ بالاندماج في خلايا التنظيم النشطة وسط سورية.
ونقلت المواقع الإلكترونية المعارضة عن الأستاذ بجامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية عبد الرحمن الحاج أن الغرض من تكثيف داعش إعلاناته عن عمليات استهداف في الجنوب السوري على وجه الخصوص، هو دعاية للتجنيد، وجذب الانتباه إلى أنه نشط في درعا.
وأضاف: إن تنظيم داعش يرغب باستعادة شبكته في تلك المنطقة، وهو ما أظهرته التحقيقات التي أجرتها الفصائل المسلحة مع مسلحي التنظيم نهاية عام 2022.
وأشار إلى أن رغبة التنظيم بتكثيف عمليات التجنيد تعود إلى الخسائر التي تكبدها على مدار السنوات الماضية، على صعيد المسلحين، والعاملين في القطاع الإعلامي لديه.
وفي عام 2021، قُتل مسؤول التنظيم في البادية السورية الملقب بـ«أبو علي العراقي»، ما تسبب بتوقف الجانب الإعلامي في التنظيم لمدة من الوقت.
وحسب البيانات الرسمية الأميركية تراجع نشاط داعش في سورية والعراق، وهو ما انعكس بقلة الخسائر الناجمة عن عملياته، لكن التنظيم يستغل هذه الفترة لإعداد جيل جديد من المقاتلين وتعزيز شبكاته التي لا يمكن الاستهانة بها.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، في الـ 2 من الشهر الحالي، أن ما تسمى قوات «التحالف الدولي» المزعوم لمحاربة الإرهاب بقيادة أميركا، نفذت 43 عملية ضد التنظيم في العراق وسورية خلال كانون الثاني الماضي، أدت إلى اعتقال أكثر من 198 مسلحاً من التنظيم ومقتل اثنين آخرين.
وتبع الإعلان الأميركي بساعات قليلة إعلان التنظيم عن الإحصائيات الأسبوعية لعملياته في مناطق انتشار خلاياه حول العالم، خلال الأسبوع الممتد بين الـ 27 من كانون الثاني الماضي والـ 2 من الشهر الحالي.
ودلت إحصائية التنظيم على تذبذب نشاط خلاياه في سورية منذ انتهاء سيطرته الفعلية من الجغرافيا السورية والعراقية.
وفي مطلع كانون الثاني الماضي، أصدر «مشروع مكافحة الإرهاب» الأميركي، دراسة رصدت تفاوت عمليات التنظيم في سورية والعراق، وقارنها بنظيراتها خلال الأعوام السابقة.
وأشارت الدراسة إلى أن الخسائر التي سببتها عمليات التنظيم في 2022، تشكّل نحو 47 بالمئة من إجمالي الخسائر التي أوقعتها عملياته في عام 2021.
وتعليقاً على هذه الأرقام أوضح عبد الرحمن الحاج أنها تدل على تراجع قدرة التنظيم على شن هجمات، ولكن لا يجب التسرع باستنتاج أن التنظيم يعاني نقصاً في التمويل والتجنيد، موضحاً أن داعش يعمل الآن على عمليات الجباية وجني الأموال بطرق مختلفة، كما أنه لا يزال يملك شبكة تجنيد لا يجب الاستهانة بها.
وفي آذار الماضي أعلنت الاستخبارات الخارجية الروسية، أن قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية في «التنف» شهدت إعداد مسلحين تابعين لداعش.
وجاء في بيان الاستخبارات الخارجية الروسية: «قام الأميركيون في نهاية عام 2021 بتحرير عشرات الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة. وتم إرسال هؤلاء الأشخاص إلى قاعدة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حيث خضعوا لتدريب خاص على أساليب القيام بأعمال التخريب والإرهاب، مع التركيز على منطقة دونباس».