الخبر الرئيسي

عشرون عاماً على «خدعة باول» التي دمرت العراق والمنطقة.. موسكو: جريمة لا تسقط بالتقادم … المقداد: ما أشبه اليوم بالبارحة.. المسرحية نفسها والأكاذيب نفسها والمدبّر نفسه والمستهدف سورية

| الوطن

استحضر العالم بالأمس ذكرى الكذبة الأشهر في التاريخ المعاصر أو ما عرف بـ«كذبة القرن» التي كان بطلها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن بأول، حين وقف قبل نحو عشرين عاماً أمام مجلس الأمن يشير بأنبوب اختبار صغير يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم أدلة «دامغة» عن إخفاء العراق لأسلحة الدمار الشامل وأنه يواصل خروقاته المادية لقرارات مجلس الأمن، في كذبة أميركية عاد لنفيها باول قبيل وفاته، مؤكداً أنه قالها بضغط من مخابرات بلاده.

كذبة باول شكلت لاحقاً الذريعة التي استندت إليها الولايات المتحدة لغزو العراق وتدمير تاريخه ومستقبله، ونقطة التحول التي أدت لتدمير المنطقة ونشر الإرهاب فيها، وارتكاب الجرائم التي أسالت دماء غزيرة، وما تبعه من تداعيات خطيرة لا تزال تدفع دول المنطقة ثمنها.

سورية وعلى لسان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد استحضرت الذكرى، وحذّرت من محاولات الولايات المتحدة وعملائها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا من ممارسة المسرحية نفسها والأكاذيب نفسها بحقها، استناداً لما مارسوه في العراق قبل 20 عاماً بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل.

وقال المقداد في تصريح له أمس: «قبل 20 عاماً وفي مثل هذا اليوم، وعلى مقربة من مقعد سورية الذي كنت أجلس عليه في مجلس الأمن، جلس وزير الخارجية الأميركي حينها كولن باول أمام المجلس ليقوم بدور تمثيلي في مسرحية خداع معدّة مسبقاً لتبرير الغزو الأميركي للعراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل كيميائية وبيولوجية».

وأضاف المقداد: «طبعاً تبين للجميع أن كل ذلك كان مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، حتى إن باول نفسه وصف ما قاله أمام مجلس الأمن بأنه وصمة عار، لكن للأسف تم غزو العراق على أساس هذه الأكاذيب، والكل يعرف النتائج الكارثية التي خلفها هذا الغزو وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات الأميركية وحلفاؤها في العراق».

وتابع المقداد: «ما أشبه اليوم بالبارحة، المسرحية نفسها والأكاذيب نفسها والمدبّر نفسه، ولكن هذه المرّة المستهدف هو سورية تحت ذريعة مماثلة وهي امتلاكها واستخدامها أسلحة كيميائية، لذلك لا بد أن يتعلم العالم من دروس الماضي، وألا يسمح مرة أخرى للولايات المتحدة وعملائها في فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأن يمارسوا لعبة التضليل من جديد، وأن يمرروا ادعاءاتهم الواهية لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى وتقويض الأمن والاستقرار والازدهار فيها».

أنبوب اختبار باول والكارثة التي تسبب بها، استحضرته موسكو أيضاً، معتبرة أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.

رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو دعت إلى طرح موضوع أنبوب اختبار باول، الذي أدى إلى غزو العراق، في الأمم المتحدة من جديد.

وكتبت ماتفيينكو في صفحتها على «تلغرام»: «أعتقد أنه سيكون من الصحيح أن يطرح الموضوع حول الكذب الشنيع الذي أدى إلى كارثة فظيعة، بشكل واضح في القريب العاجل في الأمم المتحدة حيث بدأ تطور هذه الأحداث منذ 20 عاماً».

وأضافت: «هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، وهكذا يجب أن تبقى في ذاكرة البشرية، ومهمتنا هي أن نعمل ما بوسعنا لمنع محو الحقيقة عن تلك الأحداث والمسؤولين عن تلك المأساة، وعدم السماح لأولئك الذين اتخذوا هذه القرارات ووضعوا الخطط، بالهروب من محكمة التاريخ، وأسماؤهم معروفة».

من جانبه وصف رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين الولايات المتحدة بأنها إمبراطورية الأكاذيب، وفي صفحته على «تلغرام» كتب: «تعتمد سياسة الولايات المتحدة والغرب الجماعي كلها على الأكاذيب، وكان الأمر نفسه مع «عدم توسع» الناتو شرقاً، واتضح أن اتفاقيات مينسك كانت خدعة أيضاً ودور باول في ذلك لعبه (المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل) و(الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند)».

كذبة القرن التي لم تحاسب عليها أميركا، شجعتها على مواصلة سياسة التخريب والتدمير والفوضى بحق كل من يقف في وجه سياستها، مستخدمة في ذلك كل ما يلزم من أكاذيب ومستعينة بالمنظمات الأممية، التي حولتها وعلى رأسها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى واحدة من أدواتها والعصا التي تلوح بها متى تشاء، بناء على تقارير مزورة تكتبها فرق تحقيق تابعة لها.

مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ميلاد عطية حذر في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الفائت من التسييس الأميركي الغربي لعمل المنظمة، مؤكداً أن سورية لا تعترف بـ«فريق التحقيق وتحديد الهوية» التابع للمنظمة ولا بتقاريره السابقة واللاحقة، لأنه أنشئ بناء على ضغوط مارستها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لغايات خاصة بها في مخالفة صريحة لاتفاقية الحظر، وجدد مطالبة الأمانة الفنية بوقف انحيازها للمواقف الغربية وعدم إصدار تقارير مضللة وطبق الأصل عن تلك التي تعدها لها الدول الغربية وإسرائيل ضد سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن