تشكيل غرفة عمليات لمتابعة أي طارئ … 20 إصابة وانهيارات جزئية في قلعتي المرقب والقدموس وتضرر 25 مدرسة
| طرطوس- هيثم يحيى محمد - ربا أحمد
كان فجر أمس الإثنين على محافظة طرطوس كابوساً مرعباً وهلعاً رهيباً نتيجة الهزة الأرضية التي تعرضت لها المحافظة بشكل لم يسبق له مثيل منذ عقود عديدة حيث أدت الهزة إلى خروج المواطنين من منازلهم بعد توقفها وسط العواصف والأمطار إلى الشوارع هرباً من الانهيارات المحتملة بعد أن عاشوا لحظات قاسية نتيجة اهتزاز الأبنية التي يسكنون فيها وتساقط الأواني الزجاجية بداخلها إضافة لحصول بعض الانهيارات هنا وهناك، قاصدين المناطق الخالية من الأبنية وأعمدة الكهرباء ولاسيما عند الحدائق العامة والساحات وعند المشفى العسكري واستمروا حتى طلع عليهم نور الصباح.
مدير الجاهزية في محافظة طرطوس ياسر ديوب أوضح وقوع 20 إصابة بسيطة نتيجة الهزة التي تعرضت لها المحافظة نقلت إلى مشفيي الباسل بطرطوس وبانياس وتم تخريجهم بعد إعطائهم الإسعافات اللازمة.
وعن الأضرار لفت إلى وجود انهيار في أجزاء من عشرات المنازل القديمة بمحيط قلعة القدموس، وأجزاء من الشرفات في بعض منازل السوق الرئيسي بمدينة بانياس وتهدم بناء مؤلف من طابقين قيد الانشاء بقرية القلوع بريف بانياس. موضحاً أن لجنة الطوارئ المركزية برئاسة المحافظ في حالة استنفار كامل ودائم بالتعاون مع الوحدات الإدارية المتضررة لإزالة الأنقاض والردميات ولتلبية حاجاتها من آليات وعمال ومستلزمات.
على حين أوضح مدير عام مشفى الباسل بطرطوس الدكتور إسكندر عمار أنه تم إسعاف ثمانية أشخاص إلى المشفى بعد إصابتهم برضوض خفيفة بسبب الهزة معظمهم نتيجة الهلع والخوف وأنه عادوا إلى بيتهم وهم في صحة جيدة..
كما أوضح رئيس دائرة الآثار والمتاحف أنه ونتيجة الزلزال تضررت بعض المباني داخل قلعة المرقب وسقط الجرف الصخري بمحيط قلعة القدموس وانهارت بعض المباني السكنية المتوضعة بحرم القلعة.
مدير تربية طرطوس علي شحود أكد تضرر 25 مدرسة في إحصائية أولية، وتركزت أضرارها في الجدران الاستنادية والأسوار إضافة إلى تصدعات في بعض الغرف الصفية وجميعها لا تستدعي الإخلاء وإنما الحيطة والحذر والمراقبة لحين ترميمها، موضحاً أنها ممتدة على مستوى المحافظة ولاسيما في القدموس وبانياس وطرطوس ومدرسة الشيخ صالح العلي في الشيخ بدر وعن بدء الدوام، ولفت إلى أن الأمر مرهون بالأحوال المناخية وتوقف حالة الهلع التي يعيشها أبناء المحافظة.
بدوره رئيس مجلس مدينة طرطوس محمد زين أوضح أنه تم الطلب من جميع المواطنين في مدينة طرطوس الإبلاغ عن أي بناء ظهرت فيه أي مؤشرات قد تهدد سلامة قاطنيه أو السلامة العامة وذلك بالاتصال المباشر أو عبر تطبيق الواتس آب، موضحاً أنه بناء على ذلك تواصل عدد من المواطنين مع المدينة ولجنة السلامة واستجابة لهم تم الكشف على بعض الأبنية القديمة في 10 مواقع ضمن أحياء متفرقة وبنتيجة الكشف وجدت اللجنة أنه لا داعي لإخلاء أي منها وتم إعطاء تعليمات لأصحابها لافتاً إلى أن أضرار المدينة انحصرت ببعض الأشجار والطرقات وأن جميع الورش في حالة استنفار.
أما رئيس مجلس مدينة بانياس فأكد حصول انهيارات بسيطة اقتصرت على شرفات بعض المنازل القديمة ببانياس ووقوع أضرار مادية بشكل خاص في السوق التجاري نتيجة الهزة، وورشات مجلس المدينة تباشر بإزالة الأنقاض، كما تم إطفاء حريق في أحدى الشقق السكنيه ضمن السوق التجاري «تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة للاستجابة السريعة في محافظة طرطوس».
وعملاً بتوجيهات الرئيس بشار الأسد عقد محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل صباح أمس اجتماعاً موسعاً في مبنى المحافظة ضم مديري الشركات الإنشائية العامة والخدمات الفنية والموارد المائية والمياه والكهرباء والهاتف أكد فيه ضرورة الاستنفار والجهوزية التامة للآليات الهندسية وطواقمها بما يضمن سرعة الاستجابة والتدخل لحظة حدوث أي طارئ وخلال الاجتماع تم تشكيل غرفة عمليات في المحافظة لمتابعة حدوث أي طارئ وتأمين سرعة التدخل والاستجابة ومتابعة جهوزية الكوادر الخدمية والصحية والدفاع المدني والإطفاء بما يضمن استمرار الخدمات.
لم يقتصر الأمر على الهزة الأرضية وتداعياتها فقد ضرب تنين بحري جديد أمس قرى (عرب الشاطئ والمنطار وسمكة والزيادة) ملحقاً أضراراً جسيمة بالمزروعات المحمية إذ تضرر نحو 38 بيتاً بلاستيكياً مزروعاً بخضر (البندورة والخيار والفاصولياء والباذنجان) وتراوحت نسبة الضرر بين 20-50 بالمئة وقد قامت لجان مديريتي الزراعة والتأمين بحصر الأضرار الأولية الناجمة عن التنين رغم الظروف المناخية الصعبة تمهيداً للتعويض على البيوت المؤمن عليه كما تسببت العاصفة المطرية بفيضان نهر مرقية على الكثير من الأراضي والبيوت المحمية الواقعة على جانبي مساره وخاصة قرب أتوتستراد طرطوس- بانياس عند الرمال الذهبية.. وأيضاً بفيضانات كبيرة على الأراضي المزروعة بالبطاطا في قرية الجويميسة وفق ما أكده الفلاح محمود سليمان مناشداً بالتعويض على الفلاحين الذين غمرت أراضيهم وقضي على إنتاجهم من البطاطا مقدراً الخسائر بأكثر من خمسة وسبعين مليون ليرة.