الرئيس الأسد ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء ووضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطني … زلزال مدمر يضرب سورية وتركيا والكارثة تصيب حلب واللاذقية وحماة وإدلب
| الوطن
استيقظ السوريون فجر أمس على زلزال هزت ارتداداته كامل المحافظات السورية، وتركز الدمار الذي تسبب به في مناطق حلب واللاذقية وحماة وإدلب، لتكشف أول خيوط فجر أمس عن مئات الضحايا وآلاف الجرحى وانهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية، وإلحاق أضرار بالغة بالبنى التحتية والمرافق الخدمية والحيوية، وسط سلسلة من الهزات الارتدادية نالت من المزيد من الأبنية المتصدعة وتسببت بانهيارها.
وعلى إثر الزلزال ترأس الرئيس بشار الأسد في الصباح الباكر، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث تداعياته، وتم تقييم الوضع الأولي الراهن عقب الزلزال الكبير وتحديد المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً، وبناء على الواقع الراهن تم وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطني تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة، إضافة إلى فرق ميدانية على الأرض.
وكلف الرئيس الأسد الوزراء المعنيين بالتوجه إلى المحافظات للإشراف المباشر على غرف العمليات واستنهاض كل الإمكانات المتاحة، للتعاطي مع هذه المحنة، وبالتوازي تتابع غرفة العمليات المركزية في دمشق كل المستجدات، وتتخذ الإجراءات اللازمة لمؤازرة غرف العمليات بالمحافظات.
وزارة الصحة كشفت عن حصيلة ضحايا الزلزال التي وصلت حتى ساعة إعداد هذا التقرير إلى 711 وفاة، و1431 إصابة في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس في حصيلة غير نهائية.
وبين معاون وزير الصحة أحمد ضميرية في تصريح لـ«الوطن» أنه تم إرسال 4 سيارات شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماة، إضافة لإرسال القوافل الطبية من مديريات صحة دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس إلى محافظات حلب واللاذقية، وإرسال 28 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس، كمؤازرة إلى حلب واللاذقية.
ولفت ضميرية إلى أن إدارة القوافل الطبية في المحافظات تتم بشكل لحظي وتتضمن سيارات إسعاف مجهزة وبكوادرها، عيادات متنقلة مجهزة وبكوادرها، سيارات إمداد تتضمن المستلزمات والأدوية الإسعافية والجراحية، ليتم إرسالها إلى المناطق المتضررة.
وضمن خطة التحرك الطارئة على المستوى الوطني تم افتتاح 39 مركز إيواء في المحافظات المتضررة من الزلزال، وذلك بجهود حكومية وأهلية مكثفة وبهدف توفير كل المستلزمات للسكان الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم.
محافظ إدلب ثائر سلهب بين في تصريح لـ«الوطن»، أن أضرار الزلزال اقتصرت في الريف المحرر على الماديات ولم يتم تسجيل ضحايا، لافتاً إلى أنه كان هناك انهيارات جزئية لأبنية في المعرة وخان شيخون وبعض المناطق الأخرى.
وأكد سلهب أنه حسب المعلومات فإن الوضع في المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة كارثي وأن هناك عدداً كبيراً من الضحايا من الأهالي سواء وفيات أم إصابات، مؤكداً أنه لا توجد أرقام عن أعداد الضحايا في تلك المناطق لتعذر ذلك.
كما أعلنت وزارة الدفاع أنه منذ اللحظات الأولى لحدوث الزلزال قامت وحدات الجيش العربي السوري بإجراءات فورية وعاجلة لمساعدة السكان المتضررين من خلال نشر مجموعات كبيرة من عناصر الجيش في الأماكن الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى الآليات والمعدات الهندسية والوسائل اللازمة لعمليات الإنقاذ والإخلاء ورفع الأنقاض، حيث تم إسعاف المصابين إلى المشافي وتأمين المستلزمات والاحتياجات الملحة للأسر المتضررة التي غادرت منازلها ولا تزال عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مستمرة حتى هذه اللحظة.
وعلى إثر الكارثة عبّر عدد من رؤساء وملوك وقادة الدول الشقيقة والصديقة، عن وقوفهم وتضامنهم مع الشعب السوري، حيث تلقى الرئيس الأسد اتصالاً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين قدم خلاله باسمه وباسم الشعب الروسي التعازي بضحايا الزلزال المدمر، وأكد للرئيس الأسد أن روسيا مستعدة للوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته، وأن الحكومة الروسية قررت إرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة من أجل دعم جهود الحكومة السورية لتجاوز آثار هذه الكارثة.
وشكر الرئيس الأسد القيادة الروسية على هذه المبادرة، معتبراً أن موقف روسيا الاتحادية يعبر عن عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، وهو امتداد لكل ما قدمته روسيا لسورية في حربهما المشتركة على الإرهاب.
من جهته أعرب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان عن وقوف وتضامن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً مع سورية جرّاء الزلزال المدمر، وتقدم خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأسد بخالص التعازي لسقوط مئات الضحايا، مؤكداً أن بلاده على أتمّ الاستعداد لمساعدة الشعب السوري على تجاوز آثار هذه الكارثة.
كما قدم الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في اتصال هاتفي أجراه مساء أمس مع الرئيس بشار الأسد، بخالص التعازي لسيادته وللشعب السوري بضحايا الزلزال، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة تضامن مملكة البحرين حكومة وشعباً مع الجمهورية العربية السورية واستعدادها لتقديم المساعدة ومؤازرة جهود الحكومة السورية من أجل تجاوز آثار هذه الكارثة.
كما تلقى الرئيس الأسد برقيات تعزية من سلطان عُمان هيثم بن طارق والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والملك الأردني عبد اللـه الثاني، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعربوا فيها عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم لسيادته وللشعب السوري بضحايا الزلزال.
بدورها أعربت الخارجية السعودية في بيان لها عن تضامنها ومواساتها وتعازيها للأشقاء في سورية، فيما أمر الرئيس الإماراتي بإرسال فريق إنقاذ وإمدادات عاجلة إلى المتضررين من الزلزال في تركيا وسورية وإنشاء مستشفيات ميدانية، كذلك أعلن الرئيس الجزائري عن إرسال فريق من الحماية المدنية إلى سورية للمساعدة في عمليات الإنقاذ، في حين أكد وزير الخارجية الأردني أن بلاده سترسل مساعدات إلى تركيا وسورية للإسهام في جهود الإغاثة، وأكد الهلال الأحمر الجزائري أنه سيتم إرسال طائرة مساعدات بمختلف المواد الغذائية والطبية إلى سورية، كذلك أعلنت الصين أنها سترسل مساعدات عاجلة إلى تركيا وسورية، أما الهلال الأحمر العراقي فقد أكد أنه بتنسيق ودعم من الحكومة العراقية سيتم إرسال 60 طناً من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى سورية.
وفي وقت لاحق أمس أصدر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو توجيهاته لقائد مجموعة القوات الروسية في سورية للمساعدة في إزالة آثار الزلزال المدمر، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 300 عسكري روسي و60 من وحدات العتاد تشارك في إزالة تداعيات الزلزال، وتم إنشاء مجموعة متنقلة من الأطباء في قاعدة حميميم لتقديم المساعدة.
رئيس الوزراء حسين عرنوس تلقى مساء أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره اللبناني نجيب ميقاتي أعرب خلاله عن تعازيه ومواساته بضحايا الزلزال، وأبدى استعداد بلاده لتقديم المساعدة الممكنة.
كما تلقى عرنوس اتصالين هاتفيين من وزيري الأشغال العامة والنقل علي حمية والزراعة عباس الحاج حسن اللبنانيين، أكدا خلالهما الوقوف إلى جانب سورية في هذا المصاب، متمنين الشفاء العاجل للمصابين، وكلف مجلسُ الوزراء اللبناني وزير الأشغالِ علي حمية التواصلَ مع الحكومة السورية ووضع ما أمكنَ من قدراتٍ لبنانية في تصرفِها.
كما أعرب حزب اللـه في بيان له عن تضامنه وتعاطفه مع الشعب السوري في المصاب الكبير الذي سببه الزلزال المدمر، ودعا كل الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإنسانية إلى المبادرة الفورية بتقديم يد العون والمساعدة بكل المجالات الممكنة، لإنقاذ المحتجزين تحت الأنقاض، وإسعاف الجرحى، وانتشال الضحايا، وإيواء المتضررين، ووضع كل الإمكانات المتاحة للتخفيف من معاناتهم والظروف الصعبة الناجمة عن هذه الكارثة.
رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر في تغريدة له على «تويتر» أن الزلزال الذي ضرب سورية يستوجب تضامناً إنسانياً معها من روحية ميثاق الأمم المتحدة، معتبراً أن هذا التضامن يبدأ بفتح الحدود مع سورية لوصول المساعدات الإنسانية من كافة الدول وخصوصاً الإنسانية.
بدوره اعتبر المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون وفي تصريح له أمس أن السوريون بحاجة ماسة للمساعدة الدولية وقال:» أشجع الجميع على تقديم الدعم لهم».
سورية وعبر خارجيتها ناشدت الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية، لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة الكارثة الإنسانية، ولاسيما فيما يتعلق بأعمال البحث عن الأحياء وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وانتشال الجثث، وتقديم المساعدات الغذائية والصحية ولوازم الإيواء والإطعام للمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، وذلك وفقاً لمعايير العمل الإنساني التي أرساها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتنسيق والتعاون مع الحكومة السورية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، وأعربت عن شكرها وتقديرها للدول والمنظمات التي أعربت عن تضامنها مع سورية وشعبها وتعازيها بضحايا الزلزال المدمر، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة للشعب السوري في هذه الظروف الصعبة.
من جهته عقد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، اجتماعاً في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين لممثلي منظمات الأمم المتحدة ومكاتبها العاملة في سورية والمنظمات غير الحكومية، أكد خلاله استعداد الحكومة السورية لتقديم كل التسهيلات المطلوبة للمنظمات الأممية في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية التي يحتاجها المواطنون السوريون المتضررون، مشيراً إلى أثر العقوبات أحادية الجانب التي تزيد من تداعيات هذه الكارثة الطبيعية.
وعبر ممثلو المنظمات الأممية عن تعازيهم الحارة لأهالي الضحايا وأمانيهم بالشفاء العاجل للجرحى، وأكدوا أنهم من اللحظات الأولى لحدوث الزلزال قاموا بعقد عدة اجتماعات تنسيقية فيما بينهم، كما قاموا بالتواصل مع قيادات منظماتهم المعنية، وذلك لتقديم الاحتياجات الأساسية الضرورية التي يحتاجها السوريون في هذا الوقت الصعب.
المقداد تلقى اتصالات هاتفية من عدد من نظرائه وزراء الخارجية عبروا فيها عن تعازيهم ومواساتهم الحارة وتضامنهم العميق مع الشعب السوري حيث أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده تقوم بتحضير المساعدات اللازمة ليتم إرسالها إلى سورية لمواجهة تداعيات الزلزال، كما أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإرسال المساعدات الإنسانية والطبية التي تحتاجها سورية بأسرع ما يمكن، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في رسالة له استعداد روسيا لتقديم المساعدات المطلوبة لسورية لتجاوز آثار هذه المأساة، كذلك أكد وزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جايشانكار أنه قام بتوجيه فريقه للنظر في كل أشكال المساعدة التي ستقدمها الهند لسورية، متمنياً كل الخير للشعب السوري.
وتلقى المقداد اتصالات هاتفية من نظيره الأردني أيمن الصفدي واللبناني عبد اللـه بوحبيب والبحريني عبد اللطيف الزياني، أعربوا فيها عن مواساتهم للشعب السوري.
وأعربت الكثير من الدول حول العالم ومنها دول عربية وإسلامية، عن تضامنها مع السوريين في الكارثة التي حلت بهم لكنها فضلت تسيير جسور جوية لمساعدة تركيا، في تجاهل معلن لمعاناة السوريين، وخشية غضب الولايات المتحدة، المستمرة في حصار السوريين، وهو ما أكدته التصريحات الصادرة عن مصادر ملاحية أكدت امتناع عدد كبير من شركات الشحن الجوي من الهبوط في المطارات السورية خشية العقوبات الأميركية والأوروبية على سورية، في وقت طالبت عدة دول من شركات الطيران السورية نقل أطنان من المساعدات على متن طائراتها المدنية غير المخصصة لنقل أحجام كبيرة من المساعدات، وعلى الرغم من ذلك وافقت الشركات السورية على نقل ما يمكن من مساعدات التي ستصل تباعاً اعتباراً من اليوم إلى مطارات حلب واللاذقية ودمشق.
مصادر لـ«الوطن» بينت أن عدداً من الدول تستعد لخرق الحصار وإرسال طائرات شحن على متنها مساعدات إلى سورية ومنها إيران وروسيا ودولة الامارات العربية المتحدة والهند وأولى الطائرات وصلت أمس قادمة من طهران، وتحمل الطائرة الإيرانية ٤٥ طناً من المساعدات الإغاثية، حيث كان السفير الإيراني مهدي سبحاني في مقدمة مستقبلي الطائرة في المطار التي بدأت تنزيل حمولتها لنقلها مباشرة إلى المناطق المنكوبة وأعلن سفير الجمهورية الإسلامية في سورية في تصريحات له بالمطار أن هذه الطائرة هي دفعة أولى، وهناك طائرات ستصل تباعاً إلى عدد من المطارات السورية.
وأعلن نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة- رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي محمد بن راشد أنه وجه بارسال مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في سورية جراء الزلزال بقيمة 50 مليون درهم.
كما أعلنت القوة الجوية العراقية، عن إطلاقها جسراً جوياً من طائرات القوة الجوية العراقية C130G إلى سورية محملة بمواد دعم لوجستي لمساعدة الشعب السوري، وكذلك أعلن الحشد الشعبي العراقي الاستنفار العام ووجه إلى سورية أسطولاً من المساعدات يضم 200 شاحنة.
الأمانة السورية للتنمية أطلقت حملة تبرعات وطنية وفتحت مناراتها لاستقبال الأهالي
أطلقت الأمانة السورية للتنمية حملة تبرعات وطنية لدعم المتضررين من جراء الزلزال وخدمة العمل المشترك مع لجان الإغاثة.
وأوضحت الأمانة أنها تلقت خلال الساعات الماضية عدداً كبيراً من الاتصالات من جهات وشخصيات ومؤسسات ترغب بالتبرع لمصلحة المتضررين في مختلف المحافظات، التي ضربها الزلزال فجر أمس.
كما أعلنت الأمانة وقف كل أعمالها وأنشطتها واستنفار كامل كوادرها لتقديم العون للمتضررين، في كل المناطق التي تعرضت للزلزال، كما وضعت كل كوادرها بتصرف منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لتقديم الاحتياجات الأساسية ضمن استجابتها الأولية للمتضررين في محافظات اللاذقية وحلب وحماة.
وبينت الأمانة أنها فتحت أبواب كل مناراتها المجتمعية في محافظات اللاذقية وحلب وحماة، لاستضافة الأهالي الذين خسروا منازلهم، ووزعت أرقام مناراتها في المحافظات الأكثر تضرراً من الزلزال، لتسهيل عملية تأمين المتضررين بشكل عاجل.