شؤون محلية

الهلال الأحمر السوري يوجه نداء للمجتمع الدولي.. عمليات الإنقاذ تتعرض لعقبات كثيرة بسبب الحصار … حبوباتي: ارفعوا العقوبات والحصار عن سورية والوضع القائم لا يمكن القبول به

| سيلفا رزوق - تصوير: طارق سعدوني

طالب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي، برفع الحصار والعقوبات عن سورية، مشدداً على أن العقوبات الاقتصادية التي تأثرت بها البلاد تشكل اليوم العائق الأساسي أمام عمليات إنقاذ المتضررين من الزلزال، لعدم وجود المعدات اللازمة لذلك التي منع الحصار وصولها وحصول سورية عليها.

وبين حبوباتي في مؤتمر صحفي أمس، أن المنظمة تعمل كل ما في وسعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من متضررين من الزلزال الذي ضرب سورية، مؤكداً أن عمليات الإنقاذ تتعرض لعقبات كثيرة بسبب الحصار المفروض على سورية، ومطالباً برفع الحصار بشكل عاجل.

ووجه حبوباتي، نداء للمجتمع الدولي قال فيه: إن «الهلال الأحمر العربي السوري يقدم خدمات منقذة للحياة والغذاء والمياه والمأوى، ويسعى لإنقاذ حياة المتضررين والوصول بهم للأمان ويدعم العودة التدريجية لهم للحياة وتعافي المجتمع».

وأضاف: «الهلال الأحمر فعل كل قطاعاته للإخلاء والإسعاف والطوارئ، والحكومة السورية أعطتنا مراكز إيواء نقوم بتجهيزها ورفدها بكل ما يلزم».

حبوباتي لفت إلى أنه آن الأوان بعد هذا الزلزال أن ترفع العقوبات عن سورية، وقال: «نريد الحصول على المعدات والحصول على سيارات إطفاء ومعدات لعمليات الإخلاء، وهذا نداء للاتحاد الأوروبي، والتعاطف معنا بالتعامل مباشرة معنا، ارفعوا العقوبات عن سورية، وأطالب برنامج الغذاء الأميركي التعاون معنا ونطلب مساعدته في هذا الوضع الصعب ونناشد البرنامج بتقديم المساعدات للشعب السوري».

وأشاد حبوباتي بالتبرعات التي قدمها الهلال الأحمر الكويتي لمساعدة المتضررين من الزلزال، وأكد أن الهلال الأحمر الإماراتي بادر للتواصل مع الهلال السوري، بينما وصلت طائرة مساعدات من الهلال الأحمر العراقي، وبانتظار وصول مساعدات من الهلال الأحمر الجزائري.

وقال حبوباتي في السياق: «الكارثة كبيرة وبحاجة إلى مساعدة كل الدول في هذه المحنة».

وأكد حبوباتي أن الهلال الأحمر لا دخل له بالسياسة، وقال في السياق: «هو منظمة إنسانية ومتطوعونا موجودون في كل المناطق السورية ومستعدون للتعاون وإيصال المعونات لمستحقيها بأمان وثقة كاملة».

وأضاف: «مستعدون لإيصال المساعدات الإغاثية لجميع مناطق سورية بما في ذلك المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة».

فعلنا كل قطاعات الهلال الأحمر والحكومة قدمت لنا مراكز الإيواء

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده لتوجيه نداء للمجتمع الدولي لمساعدة سورية، بين حبوباتي أن الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر العربي السوري، هي الخدمات المنقذة للحياة وأولها الإسعاف والطوارئ والصحة بعدها الغذاء وبعدها المياه والمأوى، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر يعتمد بخطته على عدة مراحل لتتوافق مع التعريفات المعيارية المعتمدة للكارثة، وهي مرحلة التأثير والتي تم افتراض امتدادها من 4 إلى 6 ساعات وهي مرحلة حدوث الزلزال، والمرحلة الثانية هي مرحلة الطوارئ الحادة وهي من 6 ساعات إلى 48 ساعة والمستمرة حتى الآن، والمرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الطوارئ وتأتي بعد 48 ساعة وأخيراً مراحل التعافي والإنعاش وهي أصعب مرحلة وتبدأ بعد 48 ساعة.

وبين حبوباتي أنه يجري ترتيب المراحل لتحقيق الهدف الأساسي وهو إنقاذ حياة المتضررين والوصول بهم للأمان لمتابعة تقديم الخدمات اللازمة الأساسية، وفق التفويض الذي تعمل به المنظمة، وقال: «نهدف لتغطية الاحتياجات الطارئة للعائلات والوصول إلى حالة تسمح باستمرار تقديم الخدمات واستقرار المتضررين نفسياً، والعودة التدريجية لسبل عيشهم ومصادر رزقهم وإعادة تعافي المجتمع، وينسق الهلال الأحمر وفق تفويض عمله مع كل العاملين الإنسانيين، والمنظمات ومكاتب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية ويعمل كرديف للجهود الحكومية بصفته عضوا باللجنة العليا للإغاثة وتحت استجابة اللجنة الوطنية المشكلة للاستجابة لهذه الكارثة».

وأضاف: «فعلنا كل القطاعات لهذه الاستجابة وإعادة ترتيب الأولويات، والحكومة السورية قدمت لنا مراكز الإيواء».

آن الأوان لرفع العقوبات والحصار

حبوباتي أكد أن عملية الإخلاء تتعرض للكثير من المعوقات، وأولها نقص الآليات حيث لا يوجد آليات خاصة برفع الأنقاض وحملها للمحافظة على حياة الأشخاص الموجودين تحت الأنقاض، وقال:«تشكل العقوبات الاقتصادية التي تأثرت بها البلاد العائق الأساسي لحصول سورية على هذه المعدات الثقيلة، ونطالب برفع الحصار والعقوبات للمساعدة، الأعمال الإنسانية والإبداء والرغبة بالتعاون بتقديم الشعب السوري نقدره لكننا بحاجة للمساعدة من كل المجتمع الدولي، وأناشد الاتحاد الأوروبي وكل أعضاء الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، يكفي مذلة بالنسبة لنا، نحن نقدر ونحب الأوروبيين، وهناك علاقات تاريخية معهم، ولكن آن الأوان بعد هذا الزلزال أن ترفع العقوبات، ونريد الحصول على المعدات، نريد الحصول على سيارات إطفاء ومعدات ثقيلة لعمليات الإخلاء، وهذه المشاكل موجودة بسبب العقوبات، وهذه العقوبات ضد الشعب السوري، وهذا نداء للاتحاد الأوروبي والتعاطف معنا يأتي بالتعامل مباشرة معنا، ارفعوا العقوبات الاقتصادية عن سورية، ونحن مستعدون للتعاون، وأطالب برنامج الغذاء الأميركي بالتعاون معنا، ونطلب مساعدته في هذا الوضع الصعب، وأناشد برنامج المساعدات الأميركية بتقديم المساعدات للشعب السوري».

ووجه حبوباتي نداء خاصاً لدول الاتحاد الأوروبي وبرنامج الغذاء الأميركي لتقديم المساعدة، مشيراً إلى أن المنظمة سبق أن وجهت هذا النداء بالاشتراك مع الشركاء بالحركة الدولية الإنسانية ووفق التفويض الذي تتمتع به منظمة الهلال الأحمر السوري، وأضاف: «وجهنا نداء مساعدة الجمعيات الوطنية للبلدان المشتركة، التي استجابت وأرسلت قبولاً وسيكون رقم الاستجابة جيد جداً».

وتابع: «الوضع القائم لا يمكن القبول به ولم يعد باستطاعتنا القبول به.

وشدد حبوباتي على أن الهلال الأحمر العربي السوري هو لجميع فئات الشعب السوري، مؤكداً أن المنظمة على استعداد لإرسال قافلة مساعدات إلى إدلب عبر الخطوط، وقال: «أبناء إدلب أهلنا ولا شأن للمنظمة بالمجموعات المسلحة، والمنظمة مستعدة لإرسال قافلة مساعدات، ونناشد الأمم المتحدة قبول ذلك، ونشكر الأمم المتحدة، لكن الوضع القائم لا يمكن القبول به ولم يعد باستطاعتنا القبول به، ونحن جاهزون للدخول لجميع المناطق المنكوبة وإرسال قوافل المساعدات عبر الخطوط إلى المناطق المنكوبة في إدلب».

وبين حبوباتي أن الوفيات هي بازدياد نظراً لصعوبة سحب المتضررين حتى الآن، وهذا العدد بازدياد، والمنظمة وضعت 3000 متطوع و500 موظف لخدمة الكارثة الحاصلة في سورية، وقدمت 40 سيارة إسعاف، لمساعدة المتضررين إلى جانب ما تقوم به وزارة الصحة السورية.

أعداد الوفيات بازدياد والوضع كارثي

وأعاد حبوباتي التحذير من أن عدد الوفيات بارتفاع والنتائج كارثية بالمستقبل، وأضاف: «حتى الآن هناك مبان متصدعة والدمار مستمر في حلب واللاذقية وجبلة، والمنظمة تقدم قدر استطاعتها، ومتطوعوها تواجدوا بمواقعهم خلال دقائق من وقوع الكارثة لكن وفق الإمكانيات، والمنظمة لا تملك معدات ثقيلة والدفاع المدني السوري لا يملك أيضاً هذه المعدات الثقيلة نتيجة الحصار، والمحافظات السورية تضامنت مع المحافظات المتضررة وهي اليوم لا تملك أي معدات، وإذا حصل أي كارثة جديدة لا سمح اللـه فإن هذه المحافظات لا تملك أي معدات للتعامل مع هذه الكارثة».

حبوباتي لفت إلى أن الحكومة السورية قدمت مراكز إيواء، وهذه المراكز جاهزة لاستقبال المتضررين وخصصت الحكومة 126 مركز إيواء في محافظة حلب، و3 مراكز في حمص، و23 مركزاً باللاذقية، و5 مراكز في حماة، ومن المتوقع تخصيص 3 مراكز في طرطوس.

وأشاد حبوباتي بالتبرعات التي قدمها الهلال الأحمر الكويتي لمساعدة المتضررين من الزلزال، وأكد أن الهلال الأحمر الإماراتي بادر للتواصل مع الهلال السوري، بينما وصلت طائرة مساعدات من الهلال الأحمر العراقي، ووصلت مساعدات من الهلال الأحمر الجزائري، مبيناً أن قوافل المساعدات لا تهدأ، والمنظمة تعمل ليلاً نهاراً لمساعدة المتضررين قدر المستطاع، وقال حبوباتي: «الكارثة كبيرة وبحاجة مساعدة كل الدول في هذه المحنة».

وأضاف: «هناك اتصال مباشر مع كل الجمعيات الوطنية العربية والتنسيق قائم، وبالنسبة للوضع الاقتصادي العقوبات الاقتصادية تؤثر في صعوبة الوضع الإنساني، وهذه الكارثة وطنية، والوضع صعب للغاية والطقس صعب، ولا وقود لإرسال القوافل وسيارات الإسعاف، وهذا كله بسبب الحصار، علماً أن النفط السوري بالمنطقة الشرقية، وهو حق للسوريين، فليعيدوا منابع النفط للسوريين، والسوريون لايريدون بعدها أي مساعدة، وليفكوا الحصار، فالسوريون اليوم يشاهدون نفطهم تجري سرقته وبيعه ولا يستطيعون الوصول له وهم بأمس الحاجة له.. وسيارات الإسعاف لا تستطيع التحرك لعدم وجود الوقود»، وتابع: «على الدول المانحة أن تفك الحصار عن سورية يجب كسر هذا الحصار».

وكشف حبوباتي عن أنه جرى التواصل مع المنظمة من عدد من دول الاتحاد الأوروبي مشيراً إلى أن العلاقة مع الدول الأوروبية تاريخية، لكن هذه العلاقة اليوم لا تكفي فهم يقولون إنهم يريدون تقديم المساعدة لكن هذا لا يكفي.

تلقينا اتصالات من مغتربين سوريين للمساعدة

وفي رد على سؤال لـ«الوطن» في حال عدم إمكانية أن يلقى هذا النداء استجابة من الدول المانحة، قال حبوباتي: «نعرف أن الدول التي نناشدها والدول المانحة هي دول إنسانية وتحترم حقوق الإنسان، وبرأيي هذا النداء سيلقى بالتأكيد صدى لديهم ومتأكد من هذا الأمر، وسيقومون بفتح المساعدات وسيقومون بالقريب العاجل بكسر العقوبات».

ولفت حبوباتي إلى أن هناك حاجة ملحة اليوم لرافعات خاصة برفع الأنقاض ولاسيما في ظل هذا الوضع الصعب، كما أن هناك حاجة للأدوية وغيرها من المعدات اللوجستية لمساعدة المتضررين، وأكد أن متطوعي الهلال الأحمر كانوا في المناطق المسيطر عليها من الجهات الأخرى، ورغم أنهم يتعرضون للمضايقات إلا أنهم جاهزون للتعاون ومستعدون لإيصال المعونة لمستحقيها بأمان وثقة كاملة.

وأكد حبوباتي أن المنظمة تلقت اتصالات من جميع الدول من قبل سوريين مغتربين لتقديم المساعدات للهلال الأحمر العربي السوري، «وهناك توجه لفتح حساب في البنوك السورية وندرس خطة حول كيفية تلقي التبرعات والمساعدات من المقيمين خارج سورية وهناك طريقة سنعلن عنها في حينها».

حبوباتي الذي شدد على أن المساعدات التي تصل للهلال الأحمر العربي السوري ستصل بالتأكيد لمستحقيها، ولفت إلى أن المنظمة جاهزة لتقديم المساعدات فوراً وشاحناتها لا تتوقف عن تقديمها للمحافظات المتضررة رغم صعوبة تأمين الوقود اللازم لوصول هذه الشاحنات، وقال: «الجهات المانحة تستطيع إرسال المعدات الثقيلة ومن يريد إرسال هذه المعدات فالمنظمة جاهزة لاستلامها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن