محمد بن زايد خصص 50 مليون دولار ووصول أولى الطائرات الإماراتية و3 طائرات جزائرية وقوافل نفط عراقية واليوم مساعدات إنسانية … استمرار التضامن العربي مع سورية والمساعدات بدأت تتقاطر إليها

واصلت العديد من الدول العربية تأكيد تضامنها مع سورية، في المحنة التي تمر بها جراء الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات فيها، كما قامت بإرسال المساعدات الإنسانية، وفرق الانقاذ والمساعدة، للمشاركة في عمليات رفع الانقاض وإنقاذ من تبقى تحتها.
فقد أوعز رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 50 مليون دولار، لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام».
وأشارت الوكالة إلى أن مبادرة رئيس دولة الإمارات تشمل تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلزال من الشعب السوري الشقيق، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.
المبادرة تزامنت مع وصول طائرة إماراتية إلى مطار دمشق الدولي أمس محملة بـ10 أطنان من المساعدات الإنسانية تضم مواد غذائية وبطانيات وخيماً، لمساعدة المتضررين من الزلزال في سورية.
ونقلت وكالة «سانا» عن القائم بالأعمال في سفارة الإمارات بسورية عبد الحكيم إبراهيم النعيمي قوله: هذه أولى الطائرات التي وصلت من دولة الإمارات محملة بمساعدات إنسانية متنوعة مقدمة من الشعب الإماراتي، بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وسوف تصل طائرة ثانية محملة بالمساعدات»، مبيناً أنه تم تخصيص 1050 طناً من المساعدات الإغاثية لسورية لتجاوز تداعيات الزلزال.
كما وصلت ثلاث طائرات جزائرية إلى مطار حلب الدولي بشكل متتال، الأولى محملة بـ17 طناً من المساعدات الإنسانية، وفريقاً من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
ونقلت «سانا» عن العقيد مجاهد جاد قائد الرحلة الجزائرية أن الطائرة تحمل فريقاً للإنقاذ، ومساعدات إنسانية مرسلة من الجزائر إلى سورية الشقيقة، متمنياً أن تخرج الدولة السورية من هذه المحنة قريباً، مقدماً التعازي لذوي الضحايا إثر هذه الفاجعة.
وحملت الطائرة الجزائرية الثانية 15 طناً من المساعدات الإغاثية الغذائية والفرش والحرامات، المخصصة للمتضررين من الزلزال، في حين حملت الطائرة الثالثة مواد إغاثية.
على خطٍّ موازٍ، قال مصدر مسؤول في السفارة العراقية بدمشق: إنه تم إرسال كميات من المشتقات النفطية والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية من العراق إلى سورية، لمواجهة تداعيات الزلزال.
وأضاف المصدر: سيتم أيضاً إرسال كميات من المواد الغذائية غداً عبر الجسر الجوي وتبلغ نحو ألف طن، وهي تتضمن 600 طن رز، و100 طن سكر، و100 طن بقوليات، و100 طن زيت، وأكثر من 50 طن برغل.
كما أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أنه بناء على توجيهات من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تم توفير مواد غذائية ومساعدات إنسانية لإغاثة المناطق المتضررة والمنكوبة في سورية، في حين أعلن الحشد الشعبي العراقي، حسب قناة «المنار» انطلاق قوافل الدعم والإغاثة لهيئة الحشد باتجاه الأراضي السورية للمشاركة في عمليات الإغاثة في المناطق التي تعرضت للزلزال.
ودخلت أرتال من سيارات الإسعاف التابعة لطبابة الحشد إلى سورية من أجل تقديم الإغاثة في المناطق التي تعرضت للزلزال في البلاد، عبر المنافذ الحدودية العراقية صوب مدن شمال سورية للمشاركة في عمليات إنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض وانتشال الجثث.
على خطٍّ موازٍ، ذكر موقع «أرابسك» التونسي، أن الهلال الأحمر التونسي دعا الإطار الطبي وشبه الطبي من المتطوعين في هياكله الوطنية والجهوية والمحلية إلى التسجيل الفوري على بريده الإلكتروني استعداداً للمساهمة في البعثة الرسمية لتقديم جهود الإغاثة في سورية وتركيا عقب الزلزال المدمر.
وحثّ الهلال الأحمر التونسي، الإطار الطبي وشبه الطبي من المتطوعين الراغبين في تقديم المساعدة للمتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب كلاً من سورية وتركيا ومن لديهم جوازات سفر، إلى إرسال مطالبهم للمشاركة.
في أثناء ذلك شكل رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي وفداً وزارياً يتوجه اليوم الأربعاء إلى سورية لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمّر، والإمكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الإغاثة، بعدما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، في وقت سابق فتح الأجواء والموانئ اللبنانية، لتسهيل وصول المساعدات وفرق الإنقاذ إلى سورية.
بدوره أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، استعداد لبنان تقديم المساعدة لتسهيل عمل المنظمات الدولية، ولمرور قوافل الإغاثة، بما يخفف من معاناة الجرحى والمصابين والمنكوبين في سورية، ويؤمن المستلزمات الضرورية اللازمة للحد من تداعيات الزلزال المُدمر على المناطق السورية المنكوبة وسكانها.
من جانبه، أشار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، تعليقًا على آثار الزلزال في سورية، إلى أن «سنوات من الحرب الكونية الظالمة والحصار الجائر على شعب بأكمله، سنوات من التعمّد إلى تجويع الناس لتركيعها وقهرها، من دون حسيب أو رقيب أو وجه حق، سنوات من التعنّت والاستكبار والظلم، واليوم وبعد إرادة ربّ العالمين، يريدون الاستمرار بنهجهم وحصارهم بلا مساعدة أو رحمة في سورية. اللـه أكبر»، داعياً إلى مساعدة سورية وأبنائها في محنتهم.
بدوره، أعرب مفتي لبنان عبد اللطيف دريان، عن ألمه وحزنه الشديدين من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، وأسفر عن آلاف القتلى والجرحى».
في الأثناء، ناشد كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، المجتمع الدولي وكل من يستطيع أن يمد يد المساعدة لمساندة الإنسان المتألم، في هذا المصاب الأليم»، معلناً عن وضع إمكاناته للدعم والمساندة بهذا الظرف القاسي.
في الأثناء دعا الأدباء والكتاب العرب إلى رفع الحصار والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، معلنين تضامنهم معها في كارثة الزلزال الذي أوقع مئات الضحايا، في وقت طالب المطران عطا اللـه حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس حسب «سانا» برفع العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على سورية، لتتمكن من مواجهة تداعيات الزلزال المدمر، مشيراً إلى أن هذه العقوبات تشكل عقاباً جماعياً يستهدف السوريين جميعاً، ويؤثر على الوضع الإنساني والمعيشي لهم.
إلى ذلك دعا الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيان النقابات الصحفية العربية الأعضاء إلى التواصل مع السفارات السورية في الدول العربية، لتقديم الدعم والمساعدات العاجلة للشعب السوري والصحفيين السوريين.