«الصحة العالمية» حذرت من عدد هائل للمتضررين.. والمبعوث الأممي دعا لمساعدة الآلاف منهم … «IFRC» يناشد جمع مبلغ 75 مليون دولار لدعم المنكوبين
| وكالات
أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «IFRC»، أمس، نداء طارئاً لجمع 75.5 مليون دولار لدعم المتضررين من جراء الزلزال في سورية وتركيا، في حين جدد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون دعوته للمجتمع الدولي لمساعدة آلاف المتضررين من الزلزال في سورية، على حين تحدثت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتضررين قد يصل إلى 23 مليونا.
وذكرت وكالة «نورث برس» أن «IFRC»، خصص استناداً إلى النداء الذي أطلقه 21.5 مليون دولار لدعم الناس في سورية من خلال الهلال الأحمر العربي السوري و54 مليون دولار للمساهمة في عمليات الإغاثة في تركيا بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي.
وتعليقاً على كارثة الزلزال وجهود الإغاثة، قال وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتنمية المجتمع الوطني وتنسيق العمليات كزافييه كاستيلانوس: إن «كل دقيقة مهمة»، مضيفاً: إن الظروف المعيشية الهشة ولاسيما في سورية، تفاقم من الكارثة، داعياً إلى توحيد القوى والجهود للمساعدة.
وتفرض أميركا ودول غربية إجراءات قسرية أحادية ظالمة على سورية تستهدف شعبها في لقمة عيشة وحياته اليومية ما فاقم من معاناته وخلق صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء والدواء والمحروقات للسوريين، وأعاق عمليات إغاثة المنكوبين من جراء الزلزال.
تزامناً نقلت وكالة «ا ف ب» عن المسؤولة في منظمة الصحة العالمية اديلهايد مارشانغ أمام اللجنة التنفيذية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة قولها: «تُظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) 23 مليوناً، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع ضعف».
وأضافت: «تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التي لم تُلبَّ قد تكون في سورية على المدى القريب والمتوسط».
وتابعت: «إن إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية من المرجح أن يواجه صعوبات بسبب الأضرار التي سببها الزلزال. وهذا بحد ذاته يمثل أزمة كبيرة بالفعل».
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وهو يقف إلى جانبها: «سنعمل في تعاون وثيق مع جميع الشركاء لدعم السلطات في تركيا وسورية في الساعات والأيام الحاسمة المقبلة، وكذلك في الأشهر والسنوات المقبلة، على طريق تعافي البلدين فيما يعيدان البناء».
وأعلن إرسال «ثلاث طائرات إلى البلدين» حاملة معدات طبية بما فيها معدات لإجراء جراحات، من منصة الخدمات اللوجستية الإنسانية في دبي.
وأضاف: «نقوم بحشد معدات الطوارئ وقمنا بتفعيل شبكة منظمة الصحة العالمية للفرق الطبية الطارئة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للجرحى وللأكثر ضعفاً»، لافتاً إلى أن المنظمة تمسح الأضرار لكي تتمكن من تحديد الأماكن التي يجب أن تركّز فيها معظم طاقاتها.
وتابع: «إنه الآن سباق مع الزمن. مع مرور كل دقيقة وكل ساعة، تقل فرص العثور على ناجين أحياء»، مضيفاً: إنه «قلق خصوصاً بشأن المناطق التي ليس لدينا معلومات عنها بعد».
وشدد على أن «الهزات الارتدادية وظروف الشتاء القاسية والأضرار التي لحقت بالطرق والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية الأخرى لا تزال تعرقل الوصول وعمليات البحث والإنقاذ الأخرى».
على خطٍّ موازٍ، جدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية دعوته المجتمع الدولي لمساعدة الآلاف من المتضررين من كارثة الزلزال في سورية، مؤكداً على «المشاركة في التضامن والدعم بشكل كامل».
وفي تغريدة عبر «تويتر»، أعرب بيدرسون عن «الحزن العميق إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح والدمار الهائل الذي أصاب الآلاف في تركيا وسورية، رجالاً ونساءً وأطفالاً وكبار السن، في منتصف الشتاء»، مضيفاً «أبعث بالتعازي الحارة للمتضررين، الذين تعرض الكثير منهم لمعاناة شديدة وممتدة»، وذلك وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وأول من أمس، دعا بيدرسون المجتمع الدولي لمساعدة الآلاف من المتضررين، مشيراً إلى أن «السوريين بحاجة ماسة إلى المساعدة الدولية، وأشجع الجميع على تقديم الدعم اللازم لهم».
بموازاة ذلك، قال المسؤول في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة المصطفى بنلمليح في تصريح لوكالة «رويترز»: إن «البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس.. لكننا نعمل بجد».
وأضاف: إن الأمم المتحدة تعمل على الإسراع بحشد جميع المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة مع الإشارة إلى أن الدعم الدولي يعاني نقص التمويل، معتبراً أنه إذا استمر هذا الاتجاه فإن احتمالات التعافي من الأزمة السورية قد تتضاءل، وقال: «مهما كان لدينا فإننا نستخدمه في الوقت الحالي، ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية».