هناك من يطالب أن تصمت كرة القدم بضجيجها أمام هول الفاجعة ومتطلباتها الكثيرة والضرورية، ولكن عجلة الحياة ستستمر بالتأكيد، ويبقى لهذا المصاب في قلوبنا ندبات كثيرة لن تنمحي بهذه السهولة، ولكن الغصة كبيرة.
وقبل أن أتابع زاويتي، نتقدم بالتعازي لأسر الضحايا وندعو للمصابين بالشفاء العاجل، والصبر لمن حلت عليهم الفاجعة، ونخص هنا أيضاً ضحايا الزلزال من الرياضيين.
وعلى وقع هذه الزلازل وصل طاقم تدريب منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم إلى سورية بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وأرض البلاد تهتز، وعداد الموت يتزايد، فكان الوصول بارداً كبرودة الجو رغم أهمية الحدث رياضياً لكونه الطاقم الفني الأول من نوعه على هذا المستوى العالي.
بصمت وصلوا، وأمام هذه الكارثة التي حلت سيعملون بصمت أيضاً ربما لأيام ليست بالقليلة، ونتمنى هنا أن يستثمروها بعيداً عن السوشيال ميديا وأن يخططوا لأجل كرة قدم على المدى الطويل، على الأقل ليرسموا البسمة على شفاه السوريين الذين أرهقتهم الفجائع، وكرة القدم واحدة منها، أو على الأقل لتبرير هذا التعاقد ولازال الدم السوري ساخناً ينزف هنا وهناك.
هناك من يتساءل: ماذا عساه أن يفعل طاقم التدريب هذا والخراب يعم أغلبية مفاصل كرة القدم السورية، فأي طريق سيسلك…؟
هل سيعود للاعبي الدوري المحلي، أم يعتمد على المحترفين، «وهذا باعتقادي ليس قراره»، وهل سيعيد الوجوه القديمة للمنتخب، أم يعتمد على خلطة من كل هذا وذاك ليخوض النهائيات الآسيوية ويخرج منها بأقل الخسائر…؟
كلنا يعرف الدوري ومفرزاته من اللاعبين، ويعرف مالدينا من لاعبين كثر محترفين في الخارج، وكم من منتخب يمكن أن يشكلوا، كما نعرف كم أصبح النجوم القدامى عالة على المنتخب بسبب «تحزباتهم» وعدم اهتمامهم بمستواهم كثيراً، وتفضيل أنديتهم على منتخب الوطن، وحكايات كثيرة حفظناها عن ظهر قلب، فماذا سيحمل الطاقم الجديد في جعبته…؟
هل سيتعاون مع طاقم الأولمبي والشباب، ومن سيشرف على هؤلاء الطواقم التدريبية ويقيّم خطواتها ومسيرتها وعملها ونتائجها، وهل نملك مديراً فنياً يجيد التعامل معهم من دون مجاملات من أجل مصلحة اللعبة…؟
كرتنا السورية بوضعها الحالي الذي لا تحسد عليه من كل النواحي ليست أرضاً خصبة للعمل المثمر لغياب العقليات التي تدير اللعبة باحترافية عالية وضمن إستراتيجية مدروسة بعناية للوصول إلى الهدف..!
لذلك نتمنى أن تتوقف هذه التعاقدات ريثما يتعافى الوطن.