قوافل مساعدات الأندية تصل إلى حلب … حافلات حطت في الحمدانية ونادي الجلاء يتصدر المشهد في الشهباء
| حلب - فارس نجيب آغا
على مدار الأيام الماضية لم تنقطع المساعدات التي وصلت إلى محافظة حلب من جميع الجهات ولعل تضامن الأندية والفعاليات الرياضية كان لها حيز جيد من حيث المبادرات التي شكلتها الأندية في مختلف المحافظات، الكل بات يعلم أن مدينة الحمدانية الرياضية هي الملاذ الآمن في الوقت الحالي لكل الأسر التي تضررت من الزلزال المدمر الذي ضرب بلادنا، ومع وقوع الكارثة وتهدم الأبنية كان لا بد من أن تفتح المنشآت الرياضية أبوابها لاستقبال العائلات المتضررة وتخفف عنهم ألم المصاب وتحتضنهم في أجواء شتوية قاسية، المبادرات والالتفاف من كل أطياف الشعب السوري حول الأهالي المنكوبة وتقديم المستلزمات لها يؤكد حالة التضامن وتقاسم الأحزان كنسيج اجتماعي واحد، رئيس تنفيذية حلب وأعضاؤها وكل من له صفة في مدينة الحمدانية الرياضية كانوا كخلية نحل خلال الأيام الماضية نتيجة الأعداد الكبيرة التي توافدت والتي تم توزيعها على « الصالة العملاقة، الملعب، الصالات التدريبية» وهي بلا شك تحتاج لفرق تطوع بأعداد جيدة حتى تستطيع تأمين وتغطية كل الاحتياجات اليومية للأسر الموجودة.
الكرامة والوثبة في المقدمة
أول القافلات التي وصلت حلب كانت من محافظة حمص عبر مبادرتي ناديي الكرامة والوثبة وكل من شارك فيها من الفعاليات الحمصية الرياضية والأهلية من خلال عدة حافلات مملوءة بالمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الأطفال حيث تم تفريغها على مضمار ملعب الـ 15 ألف متفرج، وقامت الأفراد المرافقة للقافلة والقادمة معها من حمص بتوزيعها على الأهالي المقيمة مباشرةً وسط إشراف المعنيين في مدينة الحمدانية الرياضية على عملية التوزيع من دون أي تدخل من قبلهم بعيداً عن الهمز واللمز وحتى تصل المعونات لأصحابها بشكل فوري وتسلم باليد كما يقال، ساعات طويلة من العمل الشاق ما بين التفريغ والفرز والتوزيع وكله في سبيل من تضرروا وفقدوا منازلهم ولم يعد لديهم ما يعيلهم في قوت يومهم، كما وصلت حافلة محملة بجميع أنواع المواد الإغاثية من نادي النواعير الرياضي وحط رحالها في ملعب الحمدانية حيث فرغت وتم توزيع المواد بشكل مباشر من قبل طاقم القافلة القدم من حماة إلى أيدي الأسر.
جولة ومساعدات
الرفيق أحمد منصور أمين فرع حزب البعث من جهته وخلال جولته في مدينة الحمدانية الرياضية التقى عدداً من الأهالي المتضررة من الزلازل في برفقة عضو قيادة الفرع رئيس مكتب الشباب الرفيق عبد المنعم رياض المصطفى، واستمع من الأسر المقيمة إلى المعاناة التي تواجههم في هذه الظروف القاسية، بعد أن غادروا منازلهم بسبب الكارثة التي ضربت البلاد، وأكد أن هذه الكارثة أصابت الجميع من دون استثناء ولكن هناك عائلات بالكامل توفيت، وهناك عائلات فقدت منازلها بالكامل ولم يبقَ لها مأوى، كما يوجد عائلات منازلها لم تعد آمنة أُجبرت على مغادرتها، وهناك جهود جبارة تبذل من جميع الجهات الحكومية والأهلية لتأمين تلك العائلات، مبيناً أن هناك قوافل مساعدات تتوافد إلى هذه المدينة للوقوف إلى جانب هذه العائلات، وشدد أمين الفرع ضرورة ايصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وأكد أنه بعد جمع البيانات والإحصائيات اللازمة، سيتم وضع آلية مناسبة لتقديم الدعم اللازم للمستحقين، على حين تحدث الأهالي عن أهم احتياجاتهم لمقاومة هذه الظروف وخاصة في هذا الطقس البارد، وعلى الفور تم التواصل مع بعض الجهات لتأمين المستلزمات، وعبر الأهالي عن شكرهم لوجود من يهتم بهم ويتابع أمرهم.
بطاقة شكر وعرفان
رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام في حلب أحمد مازن بيرم أكد لـ«الوطن» وصول قافلة المساعدات القادمة من حمص، والمخصصة من قبل ناديي الكرامة والوثبة ونادي النواعير من حماة وذلك إلى ملعب الحمدانية حيث تم تفريغ المواد الإغاثية المرسلة من الأندية والفعاليات التي ساهمت في تقديمها من قبل أهالي حمص، وتم توزيعها على الأسر المتضررة الموجودة في مدينة الحمدانية الرياضية، موضحاً في الوقت ذاته أن لجنة من محافظة حلب تقوم بإعداد جداول وبيانات تخص العائلات المنكوبة التي نستضيفها، وكشف بيرم عن تنسيق مع فرق منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي زارت المدينة الرياضية لتقييم الأمور اللوجستية، وتقديم ما يلزم للأسر الموجودة، كما تتواصل غرفة صناعة حلب مع تنفيذية حلب على مدار الساعة وتستفسر عن الاحتياجات لتأمينها وإرسالها إلى الأهالي، كما توجد مبادرات فردية أهلية تحضر إلى مدينة الحمدانية، وذلك لتوزيع المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال والأدوية، وختم بيرم حديثه: نتوجه بجزيل الشكر لجميع الأندية السورية وروابطها ومحبيها على ما يقدموه من دعم، والوضع بشكل عام جيد والمبادرات لا تتوقف من حيث وصول المواد الإغاثية بشكل يومي ونحن من جانبنا لا نقصر ونضع كل موظفينا تحت خدمة المتضررين ونعمل ليل نهار، ولا بد من الترحم على ضحايا الزلزال المفجع ونعزي أهلنا بمصابهم ونشاطرهم أحزانهم في الأرضي السورية.
آلية منظمة
من جانبه كشف عبد اللـه مروح مدير صالة الحمدانية العملاقة أن عدد الأسر التي وصلت تقارب 500 عائلة، وهناك تواصل وزيارات يومية من قبل الفرق الإغاثية مع مبادرات أهلية، وذلك لمعرفة الوضع لدينا وماهي الاحتياجات المطلوبة حتى يتم تأمينها وتسليمها مباشرة إلى الأسر المنكوبة، وأكد أن الوضع في تحسن من يوم لآخر نتيجة الاندفاع الكبير لأجل تقديم المساعدة، وأوضح أن الإدارة في صالة الحمدانية غير مسؤولة على توزيع المواد الإغاثية التي تصل للمتضررين، وغرفة صناعة حلب وضعت آلية لضبط الأمور من خلال تسليم بطاقة إغاثية لتوثق جميع المعلومات المتعلقة بكل عائلة.
مبادرة نادي الجلاء
مبادرة نادي الجلاء أطلقها لاعب فريق رجال كرة السلة جورج صباغ والذي بدوره أكد لـ«الوطن» أن مبادرة نادي الجلاء كانت تطوعية حيث ضمت في البداية عدداً من لاعبي فريق الرجال، مضيفاً: في ظل المعاناة الإنسانية التي خلفها الزلزال المدمر للكثير من المناطق المنكوبة بادرت أسرة النادي لمد يد العون لنا وسط مشاركة كبرى من أجل تقديم المواد الإغاثية وجميع المستلزمات، وأضاف صباغ: ما يثلج الصدور هو تواصل عدد جيد من أبناء النادي المغتربين في عدد من الدول، ودعم عمل المبادرة وهو ما وسع نطاق عملنا وجولاتنا على المناطق المنكوبة التي تأخر وصول الدعم إليها في الأيام الأولى، شهدنا حالة من تكاتف أسرة نادي الجلاء من لاعبين ولاعبات وأعضاء مجلس إدارة ومحبين، بهدف إغاثة العائلات المتضررة التي باتت بلا مأوى، والمبادرة تواصل عملها طالما يصلها الدعم من خلال المواد الأساسية التي تشمل كل الأصناف «غذائية- أدوية- مستلزمات الأطفال» حيث تعمل المبادرة على تسليمها للأهالي المتضررة في أكثر من منطقة، وفق تنظيم العمل وتوزيعه بشكل دقيق، ولا بد من توجيه الشكر والعرفان إلى من كانت له أيادي بيضاء في هذه المبادرة التي أكدت أننا شعب نتشارك الألم والحزن ونقف مع بعضنا البعض وقت المحن والشدائد.
مبادرة الأهلي
نادي أهلي حلب من جهته أطلق مبادرتين لفريق كرة القدم وكرة السلة، لاعب المنتخب الوطني نديم عيسى وعدد من اللاعبين بمشاركة من المدرب الوطني عثمان قبلاوي استقبلوا المساعدات في صالة الميني باسكت في النادي خلال الأيام الماضية وكذلك عبد اللـه نجار وزكريا حنان من الطرف الآخر حيث تم جمع الكثير من الإعانات وبادروا لتوزيعها على الأسر المتضررة في عديد من الأحياء في المحافظة ومازالت الحملات مستمرة حتى اليوم ولم ولن تتوقف كما علمنا نتيجة الأعداد الكبيرة التي تهجرت جراء الزلزال والتي تحتاج لعمل يومي دون توقف.
من جهته أكد زكريا حنان أن هناك إقبالاً كبيراً على تقديم المساعدات مع تبرع عدد من اللاعبين ببعض المواد الإغاثية وحتى محبي النادي لم يقصروا معنا ونعمل يومياً على جمع وفرز المواد وترتيبها ومن ثم نقوم بجولة ميدانية على الأحياء لتسليم الأسر ما يصلنا من مواد متنوعة ويبدأ عملنا منذ الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل، والكل مدعو لتقديم يد العون والمساعدة والتبرع في ظل الوضع الراهن الذي لم بعد بحاجة إلى شرح والصور تتصدر المشهد في كل القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي على جميع مسمياتها لذلك على الرياضيين أن ينزلوا إلى الأرض ويكونوا يداً بيد مع فرق الإغاثة التطوعية حالنا حال الجميع فنحن لا نختلف عن بقية المنظمات والمؤسسات الخيرية التي تعمل من دون هوادة، ولا بد هنا من تقديم الشكر للأندية التي فتحت أبوابها في بقية المحافظات وقامت بالمبادرات الخيرية وأرسلت حافلاتها إلى حلب.