الله يجيرنا من الأعظم
| محمد حسين
أسأل نفسي ونحن نودع هذه السنة الرابعة من عمر «أزمتنا» الدامية الموجعة.. ما الذي كان على الحكومة أن تفعله ولم تفعله؟ّ!
هل كان بإمكانها حلّ مشكلة الغلاء مثلاً؟! وجلست تتفرّج علينا ونحن نكتوي بالأسعار المرتفعة والرواتب التي لم تعد تكفي لأسبوع واحد!!
وهل كان بإمكانها وقف انهيار الليرة أمام الدولار الملعون إلى هذه الحدود غير المسبوقة وجلست تتفرج علينا ونحن نعاني الأمرين في تدبير أمورنا والتحايل عليها لكي تمضي الأيام حتى نهاية الشهر..
وهل كان بإمكانها دعم الليرة ولجم الدولار المجنون كي لا يحصل ما حصل؟!
هل كان بإمكانها القيام بشيء ما حيال كل ذلك ولم تفعله؟!
أسأل نفسي كل ذلك وأنا أنقل بصري بين الكوسا والباذنجان والفاصولياء في سوق الهال وطبعاً أنظر بلا مبالاة إلى الخيار والبندورة.. فكل ما في جيبي لا يكفي لشراء طبخة ونحن في النصف الثاني من الشهر الأخير من سنة 2015.
أتجاوز ذلك وأودع سوق الهال قبل أن أرى الموز والتفاح والليمون والكيوي وما إلى ذلك من المنكرات التي أصبحت عصية على أحلام أطفالنا.. لكن السؤال يبقى عالقاً في ذهني.. ما الذي كان على الحكومة أن تفعله ولم تفعله حيال كل ذلك؟
وهل كان بإمكانها أن تزيد الرواتب والأجور ولم تفعل، وهل كان بإمكانها صرف بدل غلاء معيشة لجميع المواطنين ولم تفعل أم إنها كانت عاجزة عن فعل أي شيء حيال هذه المشاكل وجلست تتفرج على ما يجري لنا ولها!!
صوت زعيق فرامل السيارة أيقظني من شرودي لكن صوت سائقها وهو يقول: اللـه يجيرنا من الأعظم، لا يزال يطنّ في أذني!!