54 فناناً وفنانة في «غاليري زوايا» وريع المعرض لدعم ضحايا الزلزال … الفنانون التشكيليون يقدمون إبداعهم ولوحاتهم لمواجهة الكارثة الأليمة

دعماً للمتضررين من الزلزال وتحت رعاية وزارة الثقافة، افتتح «غاليري زوايا» المعرض الخيري «الفن لسورية» الذي جمع 54 فناناً وفنانة من نخبة التشكيليين السوريين ليقدموا أعمالاً يعود ريعها بالكامل لمصلحة المنظمات التي تدعم الأشخاص المتضررين من هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي ألمت بالسوريين جميعاً على اختلاف شرائحهم وأطيافهم.

فما كان من الفنانين التشكيليين إلا أن يساهموا بريشتهم وألوانهم في رسم البسمة والفرحة على وجوهٍ أشقاها ما مرت به من أحزان وآلام من جراء هذا المصاب الأليم.

حالة صحية

قال المخرج جود سعيد: «نحن أمام كارثة وطنية وكل فعل يقوم به أي مواطن يدّعم الهوية السورية في مواجهة هذا المصاب الأليم، فما بالك بالفنانين بأي نشاط يقومون فيه هو حالة صحية في ظل هذه الظروف، وهــذا المعــرض مهــم جــداً لكون ريعه عائداً لدعم المنكوبين الذين فقدوا بيوتهم، وأنا أشكر جميع الفنانين الذين شاركوا بأعمالهم وأدعو الجميع ليقدموا شيئاً مهما كان بسيطاً».

متواضع وبسيط

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الفنان إسماعيل نصرة: «الكارثة أكبر من جميع الفعاليات وواجبنا اليوم كفنانين تشكيليين أن نشارك ولو بشكل متواضع وبسيط في تخفيف آلام ومعاناة المتضررين من هذا الزلزال، وأتمنى أن يحقق المعرض الفائدة المرجوة منه».

وأضاف: «هذه الكارثة ألّمت بنا جميعاً وأنا توقفت بشكل كامل عن العمل والرسم وشعرت بأنه لا يوجد شيء في الدنيا يمكنه التخفيف من هذا المصاب».

مبادرة مهمة

وبين الفنان غازي عانا أن هذه المبادرة التي قام بها غاليري زوايا مهمة للغاية من أجل دعم الضحايا والمتضررين من الزلزال وهي تعبر عن تضامن الفنانين التشكيليين مع أشقائهم السوريين الذين مستهم هذه الكارثة الأليمة.

وقال:» هذا المعرض قيم جداً سواء بالأعمال المعروضة فيه أم حتى بأسماء الفنانين المشاركين به، وأتمنى من جميع أصدقائنا ومحبي الفن أن يقتنوا هذه الأعمال التي سيعود ريعها بالكامل للمحتاجين في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها».

جرح كبير

من جانبه قال الفنان عمار الشوا: «الجميع يحاول تقديم شيء في ظل هذه الكارثة المأساوية ونحن كفنانين تشكيليين وجدنا فرصتنا في هذه المبادرة التي يقيمها غاليري زوايا لنمد يد العون لكل من تضرر من جراء الزلزال ولنكون بلسماً لهذا الجرح الكبير الذي يصعب ترميمه بسرعة».

وأضاف: «هذا الزلزال شكل صدمة كبيرة لي، فجميعنا لدينا أهل وأقارب تضرروا منه وما حدث كان مؤلماً جداً وأعتقد أنه سيؤثر على أعمالي في المستقبل بشكل كبير لأنني كفنان سأترجم إحساسي بأعمال فنية توازي الحدث».

أقل واجب

وأوضح مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أن هذا المعرض الخيري هو أقل واجب تقوم فيه وزارة الثقافة ومديرية الفنون الجميلة لمواكبة هذه الكارثة الأليمة التي تعرض لها السوريون، منوهاً إلى أن الوزارة قامت بعدة أمور على المستوى الفني والثقافي والإنساني لدعم ضحايا الزلزال وكان من بينها هذه المبادرة التي قدمها فنانو سورية الذين عانوا بالحرب أثناء الأزمة فكانوا أصدق من عبر عن هذا الوجع الذي عشناه سواء في الحرب أم في هذه الكارثة.

وكشف أنه جرى الاتفاق بين غاليري زوايا ومديرية الفنون في وزارة الثقافة على تنظيم هذا المعرض الذي تقدم إليه عدد كبير من الفنانين من دون تلقيهم لأي دعوة، حيث أحبوا أن يشاركوا في أعمالهم من دون أي مقابل كما أعربوا عن جاهزيتهم لتقديم أي مساعدة.

مشاركة صغيرة

بينما أوضح الفنان عصام المأمون أن معرض اليوم عبارة عن مشاركة صغيرة من الفنانين ليقدموا شيئاً مهماً كان بسيطاً للمتضررين من الزلزال وهذا المعرض مرتبط بجهات خيرية من ضمنها الهلال الأحمر لإيصال المساعدات إلى مستحقيها، مؤكداً أنهم كفنانين جزء من الناس الذين عانوا من هذه الكارثة الأليمة وهذه المشاركة قليلة جداً لبلد أعطانا الكثير.

كارثة إنسانية

من جهته قال الفنان موفق مخول: «ما مرت به سورية مؤخراً كارثة إنسانية حقيقية وهي امتحان لكل سوري ليعبر عن حبه لأبناء بلده ووطنه وهذه المأساة فرصة لنسامح بعضنا ولنوظف حزننا وألمنا في خدمة القضايا الإنسانية».

وأضاف: «هذه إمكانيات الفنان التشكيلي أن يقدم لوحة ليعود ريعها إلى مستحقيها من المنكوبين، وأرى أن مشاركتي في هذا المعرض مهمة جداً على الرغم من بساطتها وأتمنى لو كنت موجوداً بين الركام لأساعد في انتشال الناس من بين الأنقاض لكن هذه هي إمكانياتي، والسوريون لم يقصروا وعبروا عن حبهم وتضامنهم مع بعض بعضاً وعن إنسانيتهم».

معرض آخر

وبين أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن «هذه الكارثة أثرت كثيراً في الشعب السوري ونحن كفنانين لا نملك مالاً لنتبرع به للضحايا والمنكوبين وحاولنا أن نقدم المساعدة بشكل بسيط عن طريق بيع أعمال ولوحات يعود ريعها بالكامل للمتضررين من الزلزال، وأتمنى أن يتم بيع جميع اللوحات المعروضة اليوم ليستفيد أكبر عدد ممكن من المنكوبين».

وأشار إلى أنه سيكون هناك معرض آخر في صالة الشعب يعود ريعه أيضاً لضحايا الزلزال تم الاتفاق عليه مؤخراً في اتحاد الفنانين التشكيليين.