رياضة

قوافل ناديي حمص مستمرة.. ورئيس نادي الوحدة في مقدمة المتطوعين

| حلب – فارس نجيب آغا

تتواصل قوافل الإغاثة والمساعدات من الأندية في جميع المحافظات بالتوافد إلى محافظة حلب بشكل شبه يومي حيث تحمل هذه القوافل الكثير من رسائل التلاحم والتعاضد في هذا المصاب الجلل بين أبناء الشعب السوري، وبعيداً عما تحمل القوافل من مواد إغاثية نرى تجسيداً حقيقياً للحالة الإنسانية وحتى الرياضية التي ترجمتها أنديتنا على أرض الواقع، ولعل أكبر مثال على ذلك هو ما أنجزته إدارات أندية الكرامة والوثبة والوحدة والنواعير التي لم تتوان عن جميع المساعدات وإرسالها إلى الأسر المنكوبة في حلب عبر فرق تطوعية يومية وصلت الليل بالنهار لتأمين الاحتياجات في هذه الساعات العصيبة، الرياضة أخلاق نعم كلام ترجم بكل معانيه وخطت الأندية أحرفه من ذهب مجسدة ذلك بأرقى المعاني وأنبلها تجاه الأهالي التي هجرها الزلزال ومازال حتى اليوم يفرغ هزاته الارتدادية ومعها يزيد عدد المنكوبين الذين يجبرون على ترك منازلهم خوفاً من الانهيارات حفاظاً على سلامتهم وسلامة أسرهم، المشاهد التي سجلناها في ذاكرتنا ودوناها في دفتر ذكرياتنا بات من الصعب أن تمحى أو تنسى لقاء الفزعة التي هبت إليها أنديتنا كل بحسب ما تيسر له، لذلك لا بد لنا أن نضع الأمور في نصابها ونعطي كل إنسان حقه فعند المحن تظهر معادن الرجال، شكراً لأندية الكرامة والوثبة والوحدة والنواعير التي لم تدخر وقتاً وجهداً في جمع المساعدات لأهالي حلب المنكوبة وهكذا يبرهن المجتمع الرياضي أنه على قدر عالٍ من المسؤولية وهو قادر على تفعيل دوره والانخراط في العمل الإنساني والإغاثي عند المحن والنكبات.

فزعة حمصية

قوافل ناديي الكرامة والوثبة لم تتوقف وقد وصلت إلى حلب على عدة دفعات خلال الأيام الماضية، حيث قسمت تلك المساعدات بين حلب واللاذقية وجبلة وجعلت مقراتها موقعاً لجمع المساعدات على مدار الساعة من المبادرات الرياضية وحتى الأهلية ولم تدخر وقتاً في الطلب والتواصل مع روابط مشجعيها ومحبيها من أطياف الشعب الحمصي كافة لجمع كل ما تيسر من مواد إغاثية تحت إشراف المسؤولين في محافظة حمص حيث سيرت رحلات شبه يومية وثقتها «الوطن» من خلال تفريغها في مدينة الحمدانية الرياضية وتوزيعها من المشرفين على القوافل التي حضرت من حمص إلى حلب، حيث تم تسليم المساعدات من قبلهم من دون تدخل اللجنة التنفيذية التي اكتفت بدور الإشراف فقط وتركت عملية التسليم لأصحاب الشأن بشكل مباشر إلى المتضررين.

السيد أو المتطوعون

نادي الوحدة من جهته سير ثلاث شاحنات كبيرة وعدة حافلات بولمان مع عدد من المتطوعين وكان في طليعتهم رئيس النادي الكابتن ماهر السيد الذي فضل القدوم بشكل شخصي ليشرف على عملية التوزيع ويقدم التعازي لأهالي ضحايا الزلزال، كما وصلت حافلة كبيرة تم إرسالها من قبل نادي النواعير حيث تم توجهها إلى أحد مراكز الإغاثة لتفرغ جزءاً من حمولتها والنصف الآخر في نادي أهلي حلب وذلك بحسب توجيه المسؤولين والأماكن التي هي بحاجة أكثر من غيرها في ظل توافد مساعدات كثيرة وصلت إلى مدينة الحمدانية الرياضية من القوافل العراقية التي حطت رحالها في صالة الحمدانية العملاقة بأعداد كبيرة تحمل كل ما يلزم مؤكدين أن هناك المزيد من الدعم.

مبادرة الأهلي

مبادرة نادي أهلي حلب مازالت تواصل عملها بإشراف الكابتن عثمان قبلاوي الذي أكد لـ«الوطن» أن فريق رجال أهلي حلب هو جزء من هذا المجتمع والنسيج السوري، والمبادرة التي تم إطلاقها هدفها مساعدة الأسر المنكوبة، وذلك بحسب ما أوضح معتبراً أن الواجب يحتم العمل في ظل توقف النشاط الرياضي حالياً ولا بد لنا من أن نكون عوناً للأسر المنكوبة في حلب والتي تحتاج لمن يعيلها بعد أن هجرت من منازلها وباتت بلا مأوى، القبلاوي أكد تجاوباً كبيراً مع المبادرة من المتبرعين، ووصف ذلك بأنه «شيء يحترم وترفع له القبعة» متوجهاً بالشكر لكل من بادر وساهم بإنجاح هذه المبادرة التي ضمت جميع فرق النادي وكوادره بجميع الفئات في كرة السلة، حيث تم توزيع العمل إلى مجموعات كل بحسب اختصاصه ونظمت الأمور وشكلت فرق لهذا الأمر، وكشف قبلاوي عن عدة أفكار ونقاط تم وضعها من أجل تجسيدها على الأرض، حيث تقرر استخدام صالة النادي لتكون مركز جمع المساعدات ومن ثم يقوم المتطوعون بفرزها ونقلها إلى أماكن الأسر التي لم تصلها المواد الإغاثية بالشكل الكافي، موضحاً أن المبادرة تعمل من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المناطق التي بات سكانها بلا مأوى، حيث نقدم لهم مختلف المواد «وجبات طعام ـ الألبسة ـ مستلزمات الأطفال بكل أنواعها»، وقال قبلاوي: نرسل المواد الإغاثية إلى المناطق البعيدة التي مازالت بحاجة ماسة إلى المساعدات، والعمل مستمر دون توقف وخاصةً أن عدد الأسر المنكوبة مرشح للارتفاع أكثر نتيجة تصدع الأبنية وإفراغها من سكانها وهو ما يعني زيادة عدد الأهالي المتضررة، وهناك وعود بتقديم دعم كبير خلال الأيام القادمة من المساهمين الذين يزدادون من يوم لآخر، نترحم على الشهداء الذين قضوا في الزلزال ونضع أنفسنا تحت خدمة الأهالي المنكوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن