رياضة

الجماهير الرياضية التفت حول بعضها يداً بيد وكتفاً على كتف … طه: مستنفرون والعمل مستمر لمساعدة إخوتنا في المحافظات المنكوبة

| ناصر النجار

كارثة عمّت البلاد من خلال الزلزال المدمر الذي أتى على أربع محافظات ودمّر ما دمّر فيها وحصد أرواح العديد من البشر، فضلاً عن الإصابات والجراح، وما خلّف من مآسي الفقد والضياع والحرمان.

الرياضيون كغيرهم من قطاعات الشعب فقدوا أحباء لهم وخسروا الكثير من المقومات والمقدرات ومع ذلك وقفوا صفاً واحداً بوجه هذه الكارثة، وقفوا تحناناً ورعاية ودعماً، فالكل إخوة في السرّاء والضرّاء وكلهم إخوة في المصير، فالرياضيون مهما كانت انتماءاتهم مختلفة لهذا النادي أو ذاك إنما انتماؤهم الحقيقي لسورية الوطن الذي جمعت أبناءها تحت سقف واحد فيه الكثير من الحزن والألم والفرح والأمل والطموح.

الرياضيون في كل أنحاء الوطن هبّوا لنجدة إخوانهم في حلب واللاذقية وجبلة وحماة وشكلوا الفرق والجماعات لتجمع المعونات ولتقدم المساعدات المالية والعينية للمتضررين من هذا الزلزال وأثبت الرياضيون أنهم صف واحد في كل ما يعتري الوطن من ضيق وألم لنجدة الوطن والمواطن من ألمه ومصيبته.

الرياضيون في دمشق كانوا نموذجاً جيداً في الشجاعة والإقدام والكرم والمروءة والنجدة فلبّو النداء وعملوا ما بوسعهم في سبيل نجدة إخوانهم المنكوبين في هذه الكارثة الأليمة التي أفجعت العالم بأسره.

(الوطن) التقت مهند طه رئيس اللجنة التنفيذية بدمشق وسألته عن مجمل الإجراءات التي اتخذها الفرع وأنديته في مساعدة إخوتهم المنكوبين في المحافظات فقال: أولاً أوقفنا كل النشاط الرياضي حتى إشعار آخر.

وثانياً: تم تجهيز الأندية والصالات الرياضية لتكون مؤهلة لاستقبال عوائل، وخصصنا الكثير من الأماكن لتكون مراكز إيواء جاهزة بكل التفاصيل والمستلزمات.

ثالثاً: فتحنا حساباً بالبنك من أجل جمع التبرعات المالية من الأندية والأفراد وممن يريد من الجمهور الرياضي وحرصنا على دعم هذا المشروع من أجل تحصيل أكبر مبلغ مالي ممكن.

رابعاً: قدمنا والأندية الرياضية مبلغاً أولياً يفوق الثمانين مليون ليرة سورية.

خامساً: خصصنا معظم الوقت لجمع التبرعات العينية من أغذية وأدوية وحرامات ومستلزمات وغير ذلك.

سادساً: وحدنا العمل في الأندية حتى لا تحدث فوضى وضياع جهد، فالمهم هو النتيجة وليس من يسهم أكثر، فكل نادٍ ملتزم بمنطقته وما يستطيع من جذب شركات وفعاليات وأغلب أنديتنا نشطت بشكل جيد.

العمل مستمر ولدينا اليوم قافلة ستسير إلى اللاذقية وسبقتها قافلة إلى حلب، ونحن مستنفرون على مدار الساعة ولن يتوقف هذا العمل حتى تستقر الأوضاع وتنتهي المحنة، فكلنا قلب واحد نعيش في سورية تحت لوائها ورايتها وعلمها.

المواقع الإلكترونية

التضامن لم يكن على الأرض فقط، بل إن المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية كان لها دور بارز في عملية التضامن مع المنكوبين ومع الدعوة إلى المساهمة والمساعدة في رفع الضرر والأذى عن كل من طالهم نصيب ولو بسيطاً من الضرر في حركة إيجابية بناءة تدل على الروح الأخوية المخلصة التي تجمع الرياضيين في بوتقة واحدة هدفها حب الوطن والعمل من أجل رفع الوطن بكل مجالاته والرياضة أحد أركانها.

وأحد المواقع التابع لنادي الوحدة الرياضي قال: ونقتطع منه بتصرف: «نسينا الدوري ونسينا نتائجه، نسينا الجمهور ومشكلاته، ونسينا الحقد الغبي الذي حملنه بصدورنا ضد بعض» كل هذا كذب.

كانت خلافاتنا بالملعب، بالملعب وبس، صار لنا أسبوع في أزمة، كارثة، نكبة، نسينا كل شيء، نسينا أنديتنا، الوحدة، الجيش، أهلي حلب، الكرامة، الفتوة، المجد، الوثبة، جبلة، حطين، الجزيرة، تشرين، لم يعد يهمنا الترتيب، والنقاط، ومن يربح ومن يهبط ومن سينال اللقب.

الجماهير اليوم صارت واحدة يداً بيد، وكتفاً بكتف، واللهفة على بعض صارت صادقة، الجميع يركض ويسارع ويسعى، الكل بنية صادقة وحسب قدرته وسعته.

بالتأكيد هذه الحالة التعاطفية ستبقى عندما تهدأ الأمور، وسنرى أن الجماهير ستبقى على قلب رجل واحد، ولن يهمنا إلا رؤية الوطن بخير وكرته بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن