دعوات أممية لفكه وتقديم المساعدات وخروج أصوات غربية خجولة … حشود شعبية في عواصم عربية تطالب برفع الحصار عن سورية

بينما خرجت بعض الأصوات الغربية الخجولة الداعية إلى ضرورة رفع الحصار الغربي والأميركي الأحادي الجائر عن سورية، إذ أعلن وزير بريطاني أن بلاده بصدد دراسة إمكانية تخفيفه، وادعى مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش أن العقوبات المفروضة لا تطبق على المساعدات الإنسانية، دعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة المستقلين لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى رفع جميع القيود الاقتصادية والمالية، الناجمة عن الإجراءات الأحادية المفروضة على سورية.

في الأثناء، تواصلت الفعاليات الشعبية الداعمة لسورية في عواصم عربية والداعية إلى رفع الحصار الأميركي الجائر المفروض على سورية، منددة بسياسة المعايير المزدوجة للدول الغربية في التعامل مع ضحايا كارثة الزلزال المدمر.

وفي بيان صحفي نشر على مركز أنباء الأمم المتحدة أعرب الخبراء عن دعمهم وتضامنهم مع ضحايا الزلزال، وطالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لإفساح المجال للاستجابة الطارئة الفعالة وجهود التعافي، مشددين على أن ضمان فعالية هذه الاستجابة يتطلب إيجاد بيئة تسمح بالتعاون الدولي، وتوصيل المساعدة الإنسانية من دون عوائق، بما في ذلك الغذاء والدواء والمعدات الطبية ومواد البناء، إضافة إلى التدفق المالي لدعم هذه المساعدات، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

وشدد الخبراء الأمميون على حتمية أن يقوم المجتمع الدولي وخاصة الدول التي تفرض العقوبات على سورية برفعها بشكل عاجل، كما حثوا مؤسسات الأعمال والمال على القيام بإجراءات ملائمة لضمان حماية حقوق الإنسان بما يتوافق مع القانون الدولي، عبر إلغاء ممارسات التنفيذ المفرط للعقوبات.

بدوره وصف موقع وورلد سوشاليست الأميركي الإجراءات الأحادية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد سورية، بأنها تصل إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية، مؤكداً أن هذه الإجراءات المطبقة من قوات الاحتلال الأميركي الموجودة على الأراضي السورية تمنع وصول المواد الإغاثية اللازمة لإنقاذ الضحايا، ومواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد فجر الإثنين الماضي.

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تستهدف الدولة والشعب السوري، وتخنق اقتصاد البلاد بإجراءاتها القسرية ووجود قواتها العسكرية بطريقة لا شرعية ومن خارج إطار الأمم المتحدة والقوانين الدولية، لتزيد بذلك معاناة السوريين، مبيناً أن واشنطن ستستغل الزلزال لاستكمال غاياتها ومآربها هذه.

في المقابل، اقترح وزير التنمية البريطاني، أندرو ميتشل، إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على سورية، إذا لزم الأمر لتقديم المساعدة للناجين من الزلزال المدمر، الذي ضربها مع تركيا قبل أسبوع.

ونقلت قناة «الميادين» عن ميتشل قوله في حديث لقناة «بي بي سي» البريطانية: «سنسعى بأي شكل من الأشكال لرفع العقوبات»، لكن «في الوقت الحالي، نحن قادرون على تحقيق ما نريده وهذا هو الشيء الأساسي».

بدوره ادعى مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، أن العقوبات المفروضة من قبل التكتل الأوروبي ضد سورية لا تطبق على المساعدات الإنسانية.

ونقلت وكالة «الاناضول» عن لينارتشيتش إشارته في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غازي عنتاب أن «العقوبات الأميركية الأحادية لا تؤثر على مبدأ التسليم المبدئي للمساعدات الإنسانية».

على خط موازٍ، دعا المشاركون في وقفة تضامنية نظمت أمس أمام مقر السفارة السورية في العاصمة اليمنية صنعاء إلى رفع الحصار الأميركي الجائر المفروض على سورية، منددين بسياسة المعايير المزدوجة للدول الغربية في التعامل مع ضحايا كارثة الزلزال المدمر.

ودعا بيان صادر عن الوقفة التضامنية تلقت «الوطن» نسخة منه إلى تضامن الشعوب حتى إسقاط الحصار الأميركي الظالم المفروض على سورية، معلناً عن فتح باب التبرعات عبر حساب رسمي مرتبط بالسفارة اليمنية في سورية.

كما احتشدت جموع شعبية وحزبية مغربية أمام ممثلية الأمم المتحدة في الرباط، دعماً لسورية بعد كارثة الزلزال العنيف واحتجاجاً على نهج التمييز الذي تتعرض له باستمرار فرض الحصار والإجراءات القسرية أحادية الجانب عليها.

وسلّم المشاركون في وقفة الاحتجاج التي نظمتها الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب رسالة احتجاجية، موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تدعو إلى التحرك العاجل للعمل على وقف الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري مستنكرين الإجراءات الأميركية الظالمة.

وعبرت الرسالة عن تضامن الفعاليات المغربية ووقوفها مع سورية في معالجة تداعيات هذه المأساة الإنسانية الناجمة عن الزلزال.

بدورها أكدت اللجنة الشعبية الأردنية لدعم سورية ونهج المقاومة في مدينة إربد في بيان لها تضامنها مع سورية وشعبها في المحنة التي تتعرض لها جراء الزلزال المدمر، داعية إلى المسارعة لرفع الحصار الغربي الجائر الذي يحرم أبناء الشعب السوري أبسط مقومات الحياة.