رياضة

أنديتنا تترك الألعاب وتتحد بوجه الكارثة واتحاد السلة يشكل لجنة داعمة والفيبا يبرق معزياً وداعماً

| مهند الحسني

لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن البشرية جمعاء تعرضت على مر العصور إلى الكثير من المحن والكوارث، فهي أصابت الشعوب في بلدان عدة وكان لها آثار سلبية مؤلمة، ولكن لم تعرف فاجعةً مثل الذي أصابت الشعب السوري في العصر الراهن، فبعد صموده أكثر من عشر سنوات حرب في وجه عشرات الدول التي تآمرت على تخريب بلده ونهب ثرواته وتشريد أهله وحصاره اقتصادياً بهدف تجويعه، إلا أنه ظل صامداً وكأن شيئاً لم يكن، لكن النكبات مازالت ملاصقة لبلدنا الذي تعرض لكارثة زلزال كبير ضرب عدداً من المدن السورية، وشرّد الآلاف من بيوتهم.

أنديتنا تهرع

بعد قرار توقف النشاط الرياضي في جميع الألعاب بسبب ما ألم ببلدنا من أضرار بشرية أزهقت الكثير من الأرواح إضافة إلى الخسائر المادية التي لحقت بالبنى التحتية في جميع المحافظات المنكوبة، كان لأنديتنا الرياضية وقفة إنسانية كبيرة بعد أن تحول لاعبو أنديتنا في جميع الألعاب إلى فرق تطوعية تواصل الليل مع النهار في سبيل تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين، وهنا توضح الوجه المشرق المعروف عن هذا الشعب العظيم الذي أثبت للعالم أن الشعور الوطني المكلل بالإنسانية فوق كل الاعتبارات الأخرى، إذ تسارع شرفاء الوطن في الداخل والخارج إلى نجدة المواطنين ومدّ يد المساعدات إلى المنكوبين وتقديم الاحتياجات اللازمة لهم لتخفيف أكبر قدر ممكن.

وبدا واضحاً أن الرياضيين والجماهير في الأندية السورية هم أخوة حقيقيون وأبناء بلد واحد في وطن واحد، وأن الجميع يتنفس ويتألم معاً فالجهود التطوعية التي أعلنت منذ اللحظات الأولى للكارثة نسجت خيوطها في إطار الاستجابة الإنسانية لتخفيف المعاناة وتداعيات المحنة، فكانت مشاركة الكوادر الرياضية من جميع الأندية من خلال الالتحاق بفرق الإنقاذ والإغاثة ووضع كوادر أندية العاصمة في جاهزية تامة تحت إشراف تنفيذية دمشق للاتحاد الرياضي العام.

وفي الوقت نفسه اتحدت أندية الشهباء وشكلت سداً منيعاً من أجل استيعاب الأزمة وتحولت خيراتها إلى مراكز لإيواء اللاجئين ممن تضررت منازلهم، إضافة إلى تعاطف الأندية الأخرى أمثال الكرامة والوثبة مع الكارثة دليل واضح على أن الرياضيين السوريين سيكونون يداً واحدة في دعم الإنسانية لتخفيف الألم الذي تتعرض له المدن السورية في مثل هذه الأوقات العصيبة.

لجنة واتصالات داعمة

بعد توقف النشاط الرياضي في سورية قرر اتحاد كرة السلة تكريس كل جهوده من أجل تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين، وقام بتشكيل لجنة خاصة من خيرة كوادره بهدف توزيع المعونات في المناطق المنكوبة وتألفت اللجنة من الكابتن طريف قوطرش رئيس الاتحاد وزينة نصار، وأيمن صلاح، ويامن بالي، ومحمد كنعان، ونديم عيسى، وكانت بداية عمل اللجنة في مدينة جبلة وسوف تشمل جميع المناطق المنكوبة.

من جهة أخرى تلقى الاتحاد منذ وقوع مأساة الزلزال العديد من الاتصالات، والبداية كانت من رئيس الاتحاد اللبناني أكرم حلبي الذي أرسل برقية تعزية يؤكد خلالها دعمه وتعاطفه مع الشعب السوري، كما وضع جميع الصالات والملاعب اللبنانية في خدمة أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية.

كما أرسل رئيس الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) السيد هاماني نيانغ برقية تعزية إلى اتحاد السلة يؤكد دعمه بشكل كامل مع الشعب السوري.

دعم مادي

لم تقف أندية العاصمة حيال هذه الكارثة موقف الحياد بل استنفرت بجميع كوادرها وقامت بتقديم يد العون والمساعدة، فنادي الوحدة كان سبّاقاً وقام بتشكيل العديد من اللجان وتحول مقره إلى مركز لتجميع المعونات وتم ترحيل العديد من الحافلات للمناطق المتضررة.

أما نادي الجيش فقد خصص مقره في المنطقة الوسطى لاستيعاب المتضررين، وقام نادي جرمانا منذ وقوع الكارثة بتحويل مقره إلى مركز لتجميع المعونات المقدمة من الأهالي ويتم ترحيلها إلى منظمة الهلال الأحمر التي تتولى نقلها للمناطق المنكوبة.

أما باقي أندية العاصمة فقد اكتفوا بتقديم معونات مالية تم دفعها للجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام حيث بلغ قيمة المعونات المادية 68 مليون ليرة سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن