مناورات أميركية قرب الصين.. وخبراء توقعوا رد الأخيرة بمناورات تطوق تايوان … بكين: الولايات المتحدة أرسلت مناطيد أكثر من عشر مرات إلى مجالنا الجوي
| وكالات
أعلنت السلطات الصينية أمس الإثنين أن الولايات المتحدة أرسلت مناطيد إلى مجالها الجوي بشكل غير قانوني أكثر من عشر مرات، منذ كانون الثاني الماضي، فيما وصف خبراء إعلان البحرية الأميركية إجراءها تدريبات في بحر الصين الجنوبي بعد أزمة المنطاد الصيني أنها تدخل تلك المنطقة في دوامة الرد والرد المضاد بالمناورات بين واشنطن وبكين في أجواء «حرب باردة» جديدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين قوله للصحفيين أمس: ليس غريباً على الولايات المتحدة دخول أجواء البلدان الأخرى بشكل غير قانوني، ومنذ نهاية العام الماضي وحده حلقت المناطيد الأميركية بشكل غير قانوني فوق الصين أكثر من عشر مرات من دون أي موافقة من السلطات الصينية.
وأكد وانغ لدى سؤاله عن كيفية رد الصين على عمليات التوغل الأميركية أن بكين تعاملت مع هذه الحوادث بشكل مسؤول ومهني، مشيراً إلى أن المزيد من المناطيد الأميركية حلقت على علو مرتفع، وتدخل بشكل غير شرعي المجال الجوي الصيني، مقترحا توجيه السؤال إلى الجانب الأميركي.
وكانت الولايات المتحدة أسقطت مطلع الشهر الحالي منطاداً صينياً مدنياً، وهو ما ردت عليه بكين برفضها استخدام واشنطن القوة لمهاجمة هذا المنطاد غير المأهول المخصص لأغراض مدنية، والذي دخل الأجواء الأميركية بالخطأ بسبب الرياح الشديدة، مشيرة إلى أن الصين ستعمل بحزم على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركة المعنية، وتحتفظ بحقها في اتخاذ المزيد من إجراءات الرد إذا لزم الأمر.
على خط مواز استدل خبيران في العلاقات بين البلدين خلال حديثهما لموقع «سكاي نيوز عربية» بإصرار الولايات المتحدة مرتين على القيام بأعمال في المنطقة رغم علمها بالغضب الصيني، وكذلك بردود الفعل الصينية السابقة القوية على «الاستفزازات الأميركية».
وحسب الموقع، ذكر الأسطول السابع الأميركي، المتمركز في اليابــان في بيان أن مجموعة القوة الضــاربة لحاملــة الطائرات «يــو إس إس نيمتــز» والوحدة الاستكشافية البحرية الثالثة عشرة، تقومان بـ«عمليات استكشافية متكاملة» في بحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى أن التدريبات، التي شاركت فيها سفن وقوات برية وطائرات، جرت السبت دون ذكر تفاصيل بشأن موعد انطلاقها أو ما إذا كانت قد انتهت.
ودخل الأسبوع الماضي منطاد صيني، قالت عنه بكين إنه منطاد مدني انحرف عن مساره، إلى أجواء الولايات المتحدة التي زعمت أنه مرسل لأغراض التجسس وأسقطته بصواريخ، ودفع الحادث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لإلغاء زيارة إلى بكين.
من جانبه أشار الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر إلى نية التصعيد الأميركي، بقوله إن ما يحدث الآن يشبه الحرب الباردة، وستمضي في اتجاه الرد والرد المضاد، موضحاً ذلك بالقول: أميركا على يقين تام بأن أي نشاط عسكري في بحر الصين الجنوبي تعتبره بكين اعتداء على سيادتها، وكل الحوادث المشابهة تؤشر إلى أن الصين لن تمرر الأمر دون رد، والأغلب، أن الرد سيكون مناورة ضخمة قرب تايوان تعطل التجارة هناك.
مضيفاً بالقول: أميركا تسعى لاستغلال أزمة المنطاد أكبر استغلال، حيث إننا رأينا كيف وسعت من إدراج الشركات الصينية العاملة في التكنولوجيا والمعلومات على القوائم السود، لافتاً إلى أن المناورات الأميركية كانت متوقعة فهي نوع من رد الاعتبار أمام العالم بعد المنطاد، لكن دائماً يكون رد فعل الصين على مثل هذه التصرفات أكبر، لكونها تمتلك الأدوات التي تستطيع بها إثارة الرأي العام تجاه قضية تايوان.
كما أشار إلى أن الصين سبق وردت بمناورات ضخمة في المنطقة بعد إصرار رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، على زيارة تايوان رغم الرفض الصيني.
على حين أن رد الفعل الصيني الجديد نفسه يتوقعه المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الصينية مازن حسن، لافتاً إلى أن الصين دائماً يكون لديها رد فعل قوي على كل ما تفعله الولايات المتحدة من أمور سياسية لا تعجبها.
وتوقع حسن كذلك أن يكون الرد الصيني أمام الملعب التايواني بمناورات تطوق الجزيرة، وتشل حركة التجارة بالكامل، خاصة أن واشنطن على علم بأن بكين تعتبر بحر الصين الجنوبي جزءاً منها.