غريفيث وسبولياريتش وبيدرسون في وزارة الخارجية.. حراك أممي مكثف للبحث في سُبل مواجهة تداعيات الزلزال … المقداد: مستعدون للعمل مع مختلف وكالات الأمم المتحدة وينبغي رفع العقوبات

على وقع تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سورية الأسبوع الماضي، شهد التحرك الأممي تجاه سورية نشاطاً مكثفاً، حيث استقبلت دمشق عدداً من المسؤولين والمبعوثين الأمميين، تركزت مباحثاتهم حول سبل مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال.

وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد استقبل أمس كلاً من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالة الطوارئ مارتن غريفيث، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.

وبحث المقداد مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مختلف مجالات التعاون بين الجهات الوطنية السورية ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالشأن الإنساني وحالات الطوارئ، وخصوصاً فيما يتعلق بسبل مواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب المنطقة منذ أيام.

وأكد الجانبان ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين من دون تمييز وفي كل أنحاء الجمهورية العربية السورية، داعين كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لدعم الجهود المبذولة لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الكارثة الإنسانية بعيداً عن التسييس، وبما يتوافق مع احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.

غريفيث الذي وصل دمشق أمس قادماً من محافظة حلب صرح من الأخيرة بأن كارثة الزلزال التي ضربت عدداً من المحافظات السورية، تتطلب حالياً جهوداً دولية واسعة والمساهمة في العمل الإنساني.

وشدد غريفيث، خلال لقائه محافظ حلب حسين دياب أول من أمس، على ضرورة رفع العقوبات عن الشعب السوري، خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الخدمية والصحية وقطاعات الكهرباء ومياه الشرب والطاقة والآليات الهندسية وقطع التبديل، وهي التي تنعكس مباشرة على حياة المواطنين، خصوصاً بعد الزلزال المدمر.

وزير الخارجية والمغتربين وخلال استقباله رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوفد المرافق أكد أهمية الدور الإنساني الذي قامت به اللجنة في سورية خلال سنوات الأزمة، وأهمية تعزيز هذا الدور والتعاون القائم مع الحكومة السورية لمواجهة آثار الزلزال المدمر، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.

وأشار المقداد خلال لقائه رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوفد المرافق حسب بيان حصلت على نسخة منه «الوطن»، إلى كل التسهيلات والدعم الذي تقدمه سورية لفرق الإغاثة والإنقاذ في مختلف مناطق سورية للتخفيف من آثار الزلزال على الناس المتضررين، داعياً إلى حشد كل الجهود الإنسانية الدولية الممكنة لمواجهة التحديات الناتجة عن الزلزال، مشيراً إلى الأثر المضاعف للعقوبات اللاإنسانية أحادية الجانب على إمكانات الدولة السورية لمواجهة هذه الكارثة وتداعياتها.

بدورها عبرت إيغر عن أحر التعازي والمواساة لسورية وأهالي الضحايا والمتضررين نتيجة الزلزال المدمر، كما أكدت أنهم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيبذلون كل ما بوسعهم لتخفيف معاناة الناس المتأثرين بالزلزال في الوقت الحالي، والعمل على دعم جهود التعافي اللاحقة.

رئيسة لجنة الصليب الأحمر كانت التقت في وقت سابق أمس وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، الذي أوضح أن الدولة السورية تتعاون مع المنظمات الدولية ومن بينها منظمة الصليب الأحمر الدولي، من خلال تقديم التسهيلات والمساعدات اللازمة لتسهيل عملها والتي من شأنها مساعدة الشعب السوري.

ولفت اللواء الرحمون إلى أنه منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال هبت الدولة بكل إمكاناتها بالإضافة إلى الفعاليات المحلية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى إنقاذ المواطنين وإسعاف المصابين ورفع الأنقاض وتقديم الاحتياجات اللازمة للمتضررين، على الرغم من الظروف الصعبة والإمكانات القليلة في ظل العقوبات اللاإنسانية المفروضة على سورية، وسرقة موارد الدولة السورية من نفط وقمح، مشيراً إلى أن هناك آلاف المواطنين أصبحوا بلا مأوى وهم بحاجة لبناء ما دمره الزلزال.

وفي بيان أرسلته لـ«الوطن» دعت إيغر المجتمع الدولي لرفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري.

وقالت: «من الضروري العمل مع جميع الجهات الدولية والعالمية لرفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري سريعاً، وأكدت أن هذا المطلب مهم وحتمي خصوصاً عقب كارثة الزلزال المدمر الذي زاد من معاناة المدنيين بعد عقد كامل من الحرب.

وخلال استقباله المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون والوفد المرافق أكد المقداد، استعداد سورية للعمل عن كثب مع مختلف وكالات الأمم المتحدة لتعزيز ودعم جهود الدولة السورية في مواجهة التداعيات الكارثية التي خلفها الزلزال.

وبحث المقداد مع بيدرسون الجهود التي يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية في الاستجابة للآثار المدمرة التي خلفها الزلزال في سورية، مع التأكيد على ضرورة عدم تسييس الشأن الإنساني واحترام سيادة سورية وسلامة أراضيها.

وعبّر بيدرسون حسب بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه، عن تعازيه الحارة بضحايا الزلزال، مؤكداً استعداده للقيام بكل ما بوسعه لمساعدة سورية على تخطي آثار هذه الكارثة.

من جانبه أعرب المقداد عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص على تضامنهم مع سورية في ظل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، مؤكداً حرص سورية على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين من الزلزال، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل محتاجيها في كل المناطق من دون أي تمييز.

وأكد المقداد استعداد سورية للعمل عن كثب مع مختلف وكالات الأمم المتحدة لتعزيز ودعم جهود الدولة السورية في مواجهة التداعيات الكارثية التي خلفها الزلزال، مشيراً إلى ضرورة رفع كل الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.

حضر اللقاء معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير مكتب الوزير جمال نجيب، وإهاب حامد من مكتب الوزير، ومن مكتب المبعوث الخاص منى رشماوي، وروبرت دان، وألبيدا روكا.

بيدرسون وفي تصريح للصحفيين بعد لقائه المقداد، أعرب عن تعازيه الحارة للضحايا والخسائر التي أصابت كل الشعب السوري، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستقوم بكل ما تستطيع لدعم الشعب السوري في هذه الأزمة.

وجدد المبعوث الأممي التأكيد على الحاجة للعمل في كل الأراضي السوري وقال: «أؤكد أن الحاجة للعمل في كل المناطق في سورية، وكنت مسروراً لسماع تأكيد الوزير المقداد بأن الحكومة السورية ستدعمنا في العمل الذي نقوم به في كل أرجاء سورية»، لأنه وكما يعلم الجميع هناك تحدٍّ مباشر بعد ضربة الزلزال لدعم الشمال الغربي، ونعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح».

بيدرسون اعتبر أنه من المهم الحصول على موارد أكثر ومساعدة أكثر عبر الخطوط وعبر الحدود، وقال:«تركيزنا الآن على مساعدة الشعب السوري».