الجيش العراقي يطلب من سكان الرمادي مغادرة المدينة خلال 72 ساعة وبغداد ترحب بإعلان تركيا سحب قواتها
ـرحبت بغداد بإعلان تركيا السبت أنها «ستواصل» سحب قواتها من العراق، مؤكدة المضي بخطواتها في مجلس الأمن إلى حين تحقق «الانسحاب الكامل».
يأتي ذلك في حين حذر سياسيون ونواب عراقيون وقياديون في فصائل الحشد الشعبي العراقية من خطورة تدخل الطيران الأميركي في عمليات تحرير مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار.
وقال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أمس في بيان: إن «ما ورد في الإعلام أن القوات التركية انسحبت من العراق خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات واحترام لسيادة وأمن العراق ولمواجهة الإرهاب الداعشي»، لكنه أكد «أننا ماضون في خطواتنا إلى مجلس الأمن إلى أن يتحقق الانسحاب الكامل، وذاهبون أيضاً إلى جامعة الدول العربية».
بدوره قال مصدر عراقي: إنه لم يحصل حتى الآن أي انسحاب فعلي للقوات التركية من بعشيقة ومحيط زيليكان شمال شرق الموصل.
ومن جهته أكد الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد جمال للميادين أن الوزارة لم تبلّغْ رسمياً بالانسحاب التركي.
ووصف الناطق البيان التركي بشأن الانسحاب بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح قائلاً: إن المطلب العراقي هو انسحاب كامل وشامل للقوات التركية وإذا تمّ ذلك فسيجري التعامل معه بإيجابية.
وأعلنت تركيا السبت أنها ستواصل سحب قواتها من محافظة نينوى، غداة دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين البلدين الجارين.
وقالت الخارجية التركية في بيان: «مع أخذ حساسيات الجانب العراقي في الاعتبار، ستواصل تركيا العملية التي بدأتها لسحب قواتها المنتشرة في الموصل» شمال البلاد.
وفي سياق آخر أكد سياسيون ونواب عراقيون وقياديون في فصائل الحشد الشعبي العراقية على خلفية استهداف الطيران الأميركي وحدة عسكرية في وضع قتالي على أطراف مدينة الفلوجة يوم الجمعة الماضي أن الضربة الأميركية لتلك الوحدة ليست خطأ كما يزعم الجانب الأميركي بل أمر مدبر لإحباط عزيمة القوات العراقية على تحرير مدينتي الفلوجة والرمادي.
وقال عبد الكريم العنزي وزير الأمن الوطني العراقي السابق: إن الطيران الأميركي استهدف من قبل قطعات عسكرية ووحدات من الحشد الشعبي في محافظتي صلاح الدين والأنبار وإن هذه الضربة تأتي في سياق استهداف أميركي منظم للقوات العراقية.
وتساءل العنزي كيف يمكن للأقمار الصناعية الأميركية رصد مياه على المريخ ولوحة سيارة على الأرض ولا تستطيع معرفة هوية الوحدة العسكرية العراقية التي وجهت لها الطائرات الأميركية صواريخها. وأكد العنزي أن «واشنطن تسعى إلى خلط الأوراق وإلى منع تحرير الرمادي والفلوجة وهما من معاقل الإرهاب الأساسية في العراق كي تبقي المأزق الأمني العراقي على سطح صفيح ساخن دائماً وتمرر تحته أجنداتها في تقسيم العراق وتحويله إلى دويلات طائفية هزيلة.
من جهته قال النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية منذ أشهر لم نسمع عن أي طلعات أميركية قريبة من الفلوجة ضد عصابات داعش فلماذا حدث الخطأ الآن مع شروع القوات العراقية بالتقدم نحو تحرير أطرافها تمهيداً لاقتحامها.
وبدوره لم يستبعد النائب محمد ناجي، عضو كتلة بدر النيابية أن يكون الحادث رسالة تحذير أميركية من تحرير مدينة الفلوجة وإنها ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها هذه الأخطاء الأميركية، مشيراً إلى أن «الحادث يكشف خطورة خوض معارك بغطاء أميركي وهو أمر لطالما حذرنا منه».
وفي هذا السياق أوضح النائب حسن الساري، قائد سرايا الجهاد في الحشد الشعبي العراقي، أن الطائرات الأميركية ضربت جنوداً تابعين للواء 55 في الجيش العراقي وهذا اللواء موجود منذ وقت طويل في محيط الفلوجة ويحاصر المدينة من خلال أكثر من محور ولذلك فإن زعم الجانب الأميركي بأن الضربة خطأ زعم مرفوض.
وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت الجمعة الماضي عن استشهاد وإصابة 10 عسكريين عراقيين في ضربة جوية للطيران الأميركي جنوب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أقر السبت بأن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤول عن الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل جنود عراقيين يوم الجمعة.
وقال للصحفيين: إن الغارة الجوية كانت على ما يبدو نتيجة «خطأ من الجانبين» وحاول كارتر تبرير الغارة التي أدت إلى مقتل جنود عراقيين بالقول إن «هذا النوع من الأمور يحصل عندما تقاتل جنباً إلى جنب كما نفعل»، واصفاً الغارة بـ«المؤسفة»، ومشيراً إلى أنه اتصل برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتعزيته بمقتل العسكريين العراقيين جراء الغارة.
وفي سياق متصل قال التلفزيون العراقي نقلاً عن بيان عسكري: إن طائرات الجيش العراقي أسقطت منشورات أمس على مدينة الرمادي الواقعة في غرب البلاد والخاضعة لسيطرة «داعش» تطلب فيها من السكان مغادرة المدينة خلال 72 ساعة.
(أ ف ب – الميادين – سانا – رويترز)